تمييز متصاعد.. مطاعم وشركات مصرية ترفض التعامل مع المحجبات

الأحد 28 أغسطس 2022 02:05 م

تعتبر قضية "الزي الإسلامي" ولا سيما الحجاب، واحدة من القضايا المثيرة للجدل في مصر مؤخرا، خاصة في ظل تصاعد التمييز ضد المحجبات، ومنعهن من دخول مطاعم معينة.

ورغم أن الغالبية العظمى من النساء في مصر محجبات، فيكثر التساؤل حول: "لماذا إذن تتبع الأماكن سياسات كهذه؟".

حاولت "بي بي سي نيوز عربي"، الحجز في 15 مطعماً راقياً في مختلف أنحاء القاهرة، وهي التي تعرضت عبر الإنترنت إلى أكثر الاتهامات بممارسة التمييز ضد المحجبات.

ووفق "بي بي سي"، فإن معظم الأماكن طلبت الاطلاع على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لكافة الضيوف، وذكر 11 من الأماكن التي ردت علينا، بأن أغطية الرأس غير مسموح بها.

وأرسلت المؤسسة البريطانية، رجلاً وزوجته المحجبة متنكرين، إلى بعض هذه الأماكن التي أخبرتنا بأنها لا تسمح بدخول النساء المحجبات.

وسردت المؤسسة ما حدث معها، بالقول: "في لوبرجين وهو مطعم وبار في حي الزمالك الراقي (غرب القاهرة)، أبلغ الموظف على الباب فريقنا على الفور أن الحجاب ممنوع نظراً لوجود بار في المكان.. وعندما تحدثنا مع المدير، كان هو الآخر مصراً على أن الحجاب ممنوع".

وأضافت: "أبلغنا لوبرجين أن أدلتنا غير دقيقة، وأن رفض دخول المحجبات ليس من قواعد المكان ونحن ندينه".

وتابعت: "أخبرنا المكان أيضاً: لقد أكدنا سياستنا الداخلية على موظفينا لتجنب أي التباس في المستقبل".

في "كازان"، وهو مطعم وبار في نفس المنطقة، أُخبر فريق "بي بي سي"، من قبل موظفي الاستقبال بأن "المشكلة هي في الحجاب"، وأضافوا: "هذه قواعد المكان".

بالمكان الأخير، وهو "أنديامو بيتزا غاردن أند بار"، في مصر الجديدة (شرق القاهرة)، رُفض طلب فريق "بي بي سي" للدخول في البداية، ولكن بعد الاعتراض، سمح لهم بالدخول شريطة الحجلوس في زاوية.

وبرر المدير ذلك بقوله: "هذه تعليمات وزارة السياحة، وإذا وجدوا امرأة محجبة بجوار البار فسيفرضون علينا غرامة".

إلا أن رئيس غرفة المنشآت والمطاعم السياحية "عادل المصري"، قال: "لم يصدر في أي عهد من عهود السياحة قرار بمنع دخول المحجبات (إلى أماكن الترفيه).. هذا غير مقبول.. التمييز غير مقبول، هذه أماكن عامة".

أما "ندى نشأت" وهي محامية وناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة، فقالت: "في معظم الحالات، السبب الرئيسي هو الطبقية".

وأضافت: "للأسف أصبح الحجاب بالنسبة للناس زياً شعبياً.. لكننا نجد أيضاً تمييزاً ضد غير المحجبات من الطبقات المتوسطة والشعبية".

الأمر لم يقتصر على المطاعم فحسب، بل كشفت أدلة عن فرض "لافيستا"، وهي شركة كبيرة للتطوير العقاري، قيوداً على النساء المحجبات الراغبات بشراء شقق في القرى السياحية.

الشركة لديها مشاريع في القاهرة بالإضافة إلى العديد من المشاريع الراقية في المناطق الساحلية، وسبق لها أن قامت ببيع عقارات إلى نساء محجبات، لكن الكثير من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، اتهمت مؤخرا "لافيستا" بتغيير سياستها الآن، ووضعها قيوداً عليهن.

وقال مدير في شركة متعددة الجنسيات، كيف أنه اتصل بعدة شركات سمسرة عقارية لشراء عقار في "لافيستا"، لكنهم أبلغوه عند اتصاله بها "نحن آسفون، لافيستا متشددة بعض الشئ فيما يتعلق بالحجاب".

وتنكر عضو في فريق "بي بي سي"، كزوج لامرأة محجبة ويرغب بشراء وحدة في مشروع "لافيستا" الساحلي، ليفاجئ أن 6 من شركات السمسرة أبلغته بعدم إمكانية الشراء في "لافيستا"، ونصحته أن نبحث في مكان آخر.

وقال أحدهم: "هي يمكن أن أكون صريحاً معك؟ بالتأكيد إبحث عن بديل".

وذهب سمسار آخر إلى القول: "لأكن صريحاً معك، إنهم عنصريون فيما يتعلق بالساحل الشمالي والعين السخنة".

وشرح أحد سماسرة العقارات طريقة عملهم: "لن يقولوا لك لن نبيع.. بل سيقولون هذا المشروع الذي اخترته مغلق الآن، وسنتصل بك عندما يفتح.. لكنهم لن يتصلوا بك".

واتصل عضو "بي بي سي" المتنكر هاتفياً بـ"لافيستا" وذكر أن زوجته محجبة، وأُخبر بأنه سيتم وضع اسمه في قائمة الانتظار وأنه لا توجد عقارات متوفرة.

بعد عدة أسابيع، زار مكتب "لافيستا"، ولكنه لم يذكر هذه المرة أن زوجته ترتدي الحجاب، تم إبلاغه بتوفر وحدات عقارية للتسليم الفوري، وعندما سألهم عن نوعية الناس الذين يسكنون في "لافيستا"، أخبرته وكيلة الشركة "الفكرة هي أن كل الناس هنا متشابهون".

وذكرت أن إحدى مجمعات لافيستا "لا توجد فيها أية محجبات".

من جانبها، انتقدت "أميرة صابر" عضو البرلمان المصري، وهي نشطة في الدفاع عن حقوق المرأة، هذه التصرفات، وقالت: "إذا واصلنا المسير على هذا الطريق للتمييز بين بعضنا البعض فسنعيش في فقاعات مغلقة في مجتمع لا يفهم فيه أحد الآخر".

وأضافت أن الدستور المصري واضح، وهو أن هذا النوع من التمييز غير مسموح به، "سأستخدم بالتأكيد إحدى أدواتي البرلمانية لأسأل المسؤولين في الحكومة كيف يمكن أن نضمن عدم تكرار حدوث ذلك. وإذا حدث فيجب معاقبة المذنب".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن عنصرية تجاه المحجبات، وهناك تقارير إعلامية متواصلة، تتحدث عن حظر بعض حمامات السباحة دخول النساء اللاتي يرتدين البوركيني، وهو لباس البحر الذي يفترض أنه يتوافق مع الشريعة الإسلامية.

يأتي ذلك في ظل تقارير متعددة تتحدث عن منع تشيغيل المحجبات، أو منع تقلدهم مناصب في الشركات أو ترفض تعامهم مع الجمهور.

كما سبق أن تم منعهن من حضور حفلات لمطربين أو دخول شواطئ بعينها.

وفي مصر مؤخرا، كانت ردود الفعل على طعن شابة جامعية حتى الموت في وضح النهار على يد شخص كانت قد رفضت طلبه الزواج منها صادمة، بقدر ما كانت الجريمة نفسها صادمة.

ما حدث كان جريمة بشعة برأي الجميع، لاقت ما تستحق من إدانات، ولكن بمجرد ما تبين أن الضحية لم تكن محجبة، بدأت ردود الفعل تتنوع وتتفاوت.

فقد حث واحد ممن يطلق عليهم دعاة التلفاز في مصر النساء على تغطية أجسادهن كما ينبغي لكي لا يلاقين مصيرا مماثلا. ما قاله في واقع الأمر هو: "عاوزة تحافظي على نفسك، ألبسي قفة (سلة) وأنت خارجة".

قبل أن يتم التحقيق مع مذيعة مصرية لأنها امتحدت المحجبات، بالقول إنهن أفضل منها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحجاب محجبات مصر مطاعم تمييز

ارتفاع مظاهر الإسلاموفوبيا ضد المحجبات في مصر

مصر.. انتهاء أزمة حضور المحجبات حفل «عمرو دياب»

مصر.. برلمانية جديدة تنتقد تمييز المقاهي والمطاعم ضد المحجبات

الجارديان: إيران تراقب غير المحجبات باستخدام التكنولوجيا