صحيفة أمريكية تستعرض دوافع "زواج المصلحة" بين روسيا وإيران

الأحد 28 أغسطس 2022 05:01 م

استعرضت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية طبيعة العلاقات بين روسيا وإيران التي تشهد في الآونة الأخيرة ترابطا وتعاونا عسكريا وسياسيا جاء نتيجة العزلة الدولية التي يعانيان منها، موضحة أن هذا التعاون يساعدهما على تقليص آثار العقوبات الغربية المفروضة عليهما.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن علاقات البلدين كانت تضعف حتى هذا العام بسبب تضارب الأجندات في سوريا وشكوك إيران التاريخية في التدخل الأجنبي والدور التاريخي لروسيا كقوة مهيمنة في آسيا الوسطى والقوقاز.

لكن الدخول العسكري الروسي في أوكرانيا، سرع الجهود المبذولة بين موسكو وطهران اللتين تحدثتا غالبا عن علاقات أوثق، ولكن بنتائج قليلة، طبقا للصحيفة الأمريكية.

وتشترك الدولتان في معارضة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة ويعاني كلاهما من عقوبات أمريكية صارمة.

ووصف مستشار الأمن القومي الأمريكي، "جيك سوليفان"، مؤخرا العلاقات الروسية الإيرانية المزدهرة بأنها "تهديد عميق".

وقالت "وول ستريت جورنال" إن أي تحالف روسي إيراني أوثق من شأنه أن يساعد كلا البلدين على التخفيف من تأثير العقوبات الغربية من خلال إيجاد أسواق جديدة لمنتجاتهما وتعزيز التعاون العسكري الذي يمكن أن يساعد موسكو في حرب أوكرانيا وأنشطة طهران الإقليمية في الشرق الأوسط.

في يوليو/ تموز، أصبحت إيران أكبر مشتر للقمح الروسي في العالم، وأطلقت روسيا هذا الشهر قمرا صناعيا إيرانيا إلى الفضاء في نجاح نادر لبرنامج طهران الفضائي.

والأسبوع الماضي، استضاف الجيش الإيراني تدريبات مشتركة باستخدام طائرات بدون طيار مع القوات الروسية، حيث حذرت الولايات المتحدة من أن موسكو تستعد لاستقبال مسيّرات إيرانية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.

وكان الرئيس الروسي، "فلاديمير بوتين"، زار طهران خلال يوليو/تموز الماضي، في ثاني رحلة خارجية له منذ أن أمر بالهجوم على أوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط.

في المقابل، سافر الرئيس الإيراني، "إبراهيم رئيسي"، إلى موسكو في يناير/ كانون الثاني، عندما تعهد البلدان بمزيد من الأنشطة الاقتصادية والتعاون العسكري.

وبشكل عام، ارتفعت التجارة الثنائية بنسبة 10% بين روسيا وإيران هذا العام، وفي 2021، ارتفعت بنسبة 80% إلى 4 مليارات دولار، حسب الصحيفة.

الروس ينتشرون في طهران

ويقول رجال الأعمال الإيرانيون إن الروس يتدفقون على طهران، خلال الأشهر الأخيرة، غالبا لمناقشة سبل الالتفاف على العقوبات.

وبحسب الصحيفة، فإن اللغة الروسية باتت شائعة في المحال التجارية والفنادق بطهران، حيث لا تفتح إيران أبوابها للمسافرين الروس الذين عزلوا عن معظم الدول الغربية.

كما وقعت شركة النفط الإيرانية الوطنية التي تديرها الدولة في طهران صفقة مع شركة "غازبروم" الروسية العملاقة للطاقة لاستثمار 40 مليار دولار في صناعة الغاز الطبيعي الإيرانية.

ويحتاج البلدان إلى شركاء تجاريين، حتى لو كانت قدرتهم على مساعدة بعضهم البعض محدودة، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 6% هذا العام.

كما يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لإيران بنسبة 3% هذا العام، لكن البلاد تكافح مع تضخم بنسبة 50% وعملة سجلت انخفاضا قياسيا مقابل الدولار هذا العام.

وتقدم إيران لروسيا خبرة في تجنب العقوبات الغربية بينما يبدو أن موسكو أعطت إيران أفضلية للصادرات الزراعية وسط مخاوف من نقص الغذاء.

ويقول خبراء تجاريون إن كل من إيران وروسيا كافحتا للعثور على بنوك للتعامل مع معاملات السلع الخاصة بهما.

وتعتبر تجارتهم المزدهرة بمثابة "زواج المصلحة" في وقت يتجنب فيه التجار الأوروبيون العقود الجديدة في الحبوب الروسية وغيرها من السلع، بحسب "وول ستريت جورنال".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا إيران العلاقات الروسية الإيرانية عقوبات

واشنطن: تدريبات روسية في إيران ضمن صفقة نقل طائرات مسيرة

ديناميكيات متغيرة.. هكذا عززت العقوبات الأمريكية التقارب الروسي الإيراني