إحباط إسرائيلي من موقف الخليج جراء تطورات مفاوضات الاتفاق النووي

الأربعاء 31 أغسطس 2022 01:18 م

حالة من الإحباط، تسيطر على إسرائيل، إزاء الموقف العربي عامة والخليجي خاصة، من تطورات مفاوضات الاتفاق النووي المتوقع العودة إليه بين الدول الكبري مع إيران.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في افتتاحيتها، الثلاثاء، التي كتبها "يوئيل جوجنسكي"، أن "إسرائيل ترفع الصوت حيال الاتفاق النووي المتبلور مع إيران، بينما تبقى الدول العربية في الظل".

وأشارت إلى أن "إسرائيل ودول الخليج ترى في إيران التحدي الخارجي والمركزي الذي يقف أمامها، ولكن بينما إسرائيل تتعاطى مع التحدي الإيراني كلعبة مبلغها الصفر، النهج العربي يتميز بثنائية بنيوية".

ونوهت إلى أن "العديد من الدول العربية تفهم أنه ليس بوسعها التصدي لإيران وحدها، ولهذا تعمل بتعاون هادئ مع تل أبيب، من أجل لجم طهران، وبالتوازي تسعى لأن تبقي على علاقات سليمة مع إيران بهدف بلورة تفاهمات تقلص خطر المواجهة".

وأضافت الصحيفة: "مصر والأردن، وإن كانتا قلقتين من تعاظم النفوذ الإقليمي الإيراني، فإنهما تتحدثان ضدها في أوقات بعيدة، وتفعلان ذلك بسبب مصالحهما الاقتصادية والحاجة لإبداء التضامن مع دول الخليج الغنية".

ولفتت إلى أن "دول الخليج تدرك أن اجتثاث برنامج النووي الإيراني، بحاجة لعمل عسكري سيؤدي إلى رد فعل إيراني حاد في أراضيها".

وبحسب "يديعوت"، فإن بعض الشخصيات في الخليج قالت لها في "جلسات مغلقة": "توجد لدى إسرائيل قدرة للدفاع عن نفسها، أما نحن فلا".

ولفتت إلى أن دول الخليج "لا ترى بعين الخير رفع العقوبات عن إيران كجزء من الاتفاق، وتخشى من أن توجه هذه الأموال لتعميق عمل إيران الإقليمي، وإن كان بعضها، مثل الإمارات، سيتمتع بتعميق التجارة مع إيران، والاتفاق المتبلور يعبر بالنسبة لها ليس فقط عن تعاظم قوة إيران، بل عن ضعف أمريكي".

وزادت: "رغم ذلك، فإنها لا تنتقد الاتفاق علنا خشية أن يمس ذلك بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، كما أنها تفهم أن قدرتها على التأثير على الاتفاق محدودة، وهي لا تريد أن تخاطر برزمة التعويضات التي ستتلقاها، بشكل وسائل قتالية متطورة".

ورأت الصحيفة، أن "هذه الدول تفضل ترك إسرائيل كي تقوم بالعمل الأسود، ومعقول أن يتم التنسيق فيما بينهم في هذا الموضوع.. غير أنه بينما تضع إسرائيل في رأس جدول الأولويات ضرورة وقف الساعة النووية، فإن هذه الدول قلقة أساسا من تدخل إيران، في العراق ولبنان وسوريا واليمن وأفغانستان، ومن تهديد المسيرات والصواريخ الجوالة".

وزعمت أن "دول الخليج في اليوم التالي للتوقيع على الاتفاق، ستحتاج لإسرائيل أكثر، فالارتباط (الهادئ) مع إسرائيل يساهم في الأمن القومي وصورة هذه الدول، لكن الأمر على خلفية المكانة الإقليمية الجديدة التي ستتلقاها إيران، فمن شأن هذه الدول أن تجد صعوبة في تبرير العلاقات مع إسرائيل خشية أن تتضرر منها".

وتابعت: "دول الخليج ترى في إيران الرابح الأكبر من الاتفاق، وفي نظرها إيران لن تتلقى فقط الشرعية لكي تواصل، ضمن قيود معينة، نشاطها النووي، بل إنها ستتمتع بحصانة لا بأس بها لمواصلة العمل في الشرق الأوسط كما تشاء".

ونوهت إلى أنه "بعد الاتفاق مع إيران فسيكون من الصعب تشخيص معسكرات واضحة في الشرق الأوسط، والدول العربية ستواصل اعتبار إيران تهديدا وبالتوازي تقيم معها علاقات، بالنسبة لها لا تناقض في ذلك، حتى وإن لم ينسجم مع مصالح إسرائيل".

وفي مقابل تفاؤل إيراني أمريكي بشأن قرب التوصل إلى صفقة لإحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية "يائير لابيد"، الأحد الماضي، إن تل أبيب تدير منذ عام تقريبا مواجهة سياسية متعددة المنظومات، هدفها منع التوقيع على الاتفاق النووي الجديد مع إيران.

وأضاف أن إسرائيل لا تعارض الاتفاق مع إيران، لكن بالإمكان إجبارها على توقيع اتفاق أفضل بكثير، وفق تعبيره.

وجاء تصريح المسؤول الإسرائيلي في وقت يتوجه فيه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) "ديفيد برنيع" إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وذلك للمشاركة في اجتماع مغلق وخاص تعقده لجنة الخدمات السرية التابعة لمجلس الشيوخ، وسيعرض خلاله التحفظات والمعارضة الإسرائيلية للاتفاق النووي الإيراني المرتقب.

ويعد "برنيع" من أشد المعارضين في إسرائيل للاتفاق.

وسبق أن أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن رئيس الموساد صرح بأن التهديد بالتحرك عسكريا ضد إيران، هو الأمر الوحيد الذي سيقود إلى اتفاق جيد معها، حسب تعبيره.

وأعلنت طهران مطلع الأسبوع الماضي تقديم "رد خطي" على النص الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي تضمن "مقترحات نهائية" من قبلها، أما واشنطن فسلمت الأوروبيين ردها الأربعاء الماضي غداة تأكيد مسؤول أمريكي أن إيران قدمت "تنازلات" خلال المباحثات.

ومنذ شهور يتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى (فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا) في العاصمة النمساوية فيينا بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في مايو/أيار 2018.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي إسرائيل إيران الخليج دول الخليج الدول العربية

الإمارات تطالب إيران بتطمينات لدول الخليج بشأن النووي

حمد بن جاسم يدعو لـ"غطاء نووي" للخليج ويتحدث عن التطبيع

باتصال هاتفي.. بايدن ولبيد يبحثان المفاوضات بشأن نووي إيران

تفاؤل أمريكي حذر من الرد الإيراني المرتقب على مقترح الاتفاق النووي

5 آلاف ضابط إسرائيلي يحذرون بايدن من توقيع اتفاق مع إيران

رئيس الموساد يزور واشنطن لبحث مخاطر الاتفاق النووي الإيراني