في تواصل مباشر.. إسرائيل تطمئن الأسد: لست المستهدف بقصف حلب ودمشق

الأحد 4 سبتمبر 2022 07:13 م

بعثت دولة الاحتلال الإسرائيلي رسالة طمأنة إلى النظام السوري، أنه لم يكن المستهدف من الغارات الأخيرة التي استهدفت مطاري حلب ودمشق، وإنما مواقع الحرس الثوري والميلشيات الإيرانية هناك.

وذكرت صحيفة "بديعوت أحرنوت" العبرية، أن الاتصال بين إسرائيل والنظام السوري يتم بشكل مباشر دون وسيط، وقد سلّمت من خلاله تل أبيب رسالتها مباشرة إلى نظام "بشار الأسد".

وتأتي الرسالة تزامناً مع "ضغط روسي يُمارس على إيران" في سوريا، لمنع "استفزاز" تل أبيب، ودفعها لاستهداف الأراضي السورية، وآخر من نظام "الأسد" على موسكو لوقف الهجمات الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، السبت، إن الرسالة التي سلّمتها تل أبيب للنظام، تتضمن تأكيداً إسرائيلياً على أن ضربات سلاح الجو "ليست من أجل إلحاق الأذى بالجنود السوريين والمدنيين"، أو "الإضرار بالمنشآت المدنية"، وإنما لضرب "الحرس الثوري والميلشيات الإيرانية أينما كانوا، سواء حاولوا الهبوط في المطارات المدنية، أو جرى إيواؤهم في مقارٍ عسكرية للنظام، وصولاً إلى مواقعهم بالقرب من القوات الروسية".

وأوضحت الصحيفة، أن الرسالة "سُلّمت بعد وقت قصير من الهجوم على مطاري حلب ودمشق"، بهدف "توضيح طبيعة الهجوم، وأسبابه وأهدافه لمسؤولي النظام".

وأكدت الصحيفة أن الرسالة كانت "مباشرة دون وسيط"، من غير الإشارة لطريقة إيصال واستلام الرسالة.

لكن الصحيفة أكدت أن الروس حصلوا على الرسالة ذاتها بشكل منفصل من المسؤولين الإسرائيليين، على الرغم من إخطارهم المسبق بالهجمات الإسرائيلية عبر آلية تفادي الصدام بين تل أبيب وموسكو في الأجواء السورية.

وقالت الصحيفة، إن حفاظ الجيش الإسرائيلي على قناة اتصال وحوار مباشر مع نظام "الأسد" وروسيا، هدفه لجم الوجود الإيراني في سوريا.

وتشير التقديرات، في إسرائيل، إلى أن ضرب المطارات المدنية، التي تعتبر واجهة البلد، والمنشآت الصناعية العسكرية ومواقع التخزين الحساسة في سوريا، تضر بشكل كبير بهيبة نظام "الأسد" وقدرته على البقاء وتحقيق الاستقرار السياسي.

وبحسب الصحيفة العبرية، لا يزال نظام "الأسد" يواجه مقاومة داخلية، كما أن جيشه لا يزال أضعف من أن يواجه الجيش الإسرائيلي، لذلك لجأ "الأسد" إلى الروس وطالبهم بالضغط على إسرائيل لوقف الهجمات.

لكن الحرب في أوكرانيا أضرت بقدرة موسكو على ممارسة ضغوط فعالة على تل أبيب؛ ما اضطرها لممارسة ضغط على طهران لعدم استفزاز تل أبيب.

وقالت الصحيفة، إن الطلب الروسي من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران بإخلاء قواتها من موقعين استراتيجيين في غرب سوريا لتفادي الضربات الإسرائيلية، دليل على نجاح الضغط العسكري والسياسي الذي تمارسه إسرائيل لإحباط مؤامرات إيران في سوريا.

وبحسب تقرير "يديعوت أحرونوت"، فإن الإيرانيين بدؤوا مؤخراً في نقل شحنات الأسلحة عبر طائرات مدنية إلى مطارات مدنية وتخزينها في معسكرات ومنشآت تخزين لجيش النظام، محمية ببطاريات صواريخ أرض – جو سورية تخضع لإشراف وسيطرة روسية.

ويعلم الإيرانيون أن أي هجوم على معسكر أو منطقة عسكرية سورية محمية بالدفاع الجوي السوري الروسي يضر بشدة بمكانة روسيا، ويجبر "الأسد" على الضغط عليها.

وحسب مسؤول أمني رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، فإن تل أبيب نجحت في إحباط الغالبية العظمى من شحنات الصواريخ العالية الدقة والمعدات اللازمة لتصنيع الأسلحة التي يحاول فيلق القدس التابع للحرس الثوري تهريبها إلى سوريا ولبنان عن طريق البر والبحر أو الجو.

وأضاف المسؤول أن وجود إيران ووكلاءها في سوريا بات في أدنى مستوياته حالياً، واصفاً التراجع الإيراني في سوريا بـ"غير المسبوق" بفضل الضربات الإسرائيلية.

وشنت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة مئات الضربات الصاروخية والجوية، تقول تل أبيب إنها لمنع التموضع الإيراني على حدودها الشمالية، في إطار ما يطلق عليه الجيش الإسرائيلي اسم "المعركة بين الحروب".

و"المعركة بين حروب" هي العمليات العسكرية والاستخبارية، وجزء منها سري، التي ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ 8 سنوات لاستهداف الوجود الإيراني في سوريا، تهدف إلى إحباط جهود إيران لنقل أسلحة ومواد عالية الجودة إلى سوريا ولبنان.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا إيران الأسد إسرائيل

ما علاقة إيران بالقصف الإسرائيلي على مطاري حلب ودمشق؟

سفير أمريكي: بايدن وعد إسرائيل بعدم تقييد يدها ضد إيران

كارنيجي: استقرار النظام السوري مرهون باستعادة السيطرة على شرق الفرات

الثالثة خلال أسبوع.. غارات إسرائيلية تستهدف محيط دمشق