المركزي التركي يرصد "تدفقات غامضة" بـ24.4 مليار دولار في 7 أشهر

الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 06:36 ص

كشف البنك المركزي التركي، الإثنين، عن رصده "تدفقات رأسمالية غامضة" إلى البلاد بقيمة 24.4 مليار دولار في 7 أشهر (من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز 2022).

وذكر البنك، في بيان، أن الأموال التي لا يمكنه حسابها في بيانات ميزان المدفوعات الشهرية ارتفعت إلى 5.5 مليار دولار في يوليو/تموز وحده، مشيرا إلى أن حصيلة هذا الشهر وإجمالي الأشهر السبعة يعدان رقما قياسيا غير مسبوق منذ نحو 4 عقود.

وأضاف أن التدفقات غير المبررة في العقود الماضية كانت على الأرجح عبارة عن المدخرات النقدية التي جلبها الأتراك إلى النظام المصرفي، خاصة عندما تضعف الليرة، أو عند إيداعهم العملات الأجنبية التي يكسبونها من السياح، حسبما أوردته وكالة "بلومبرج".

عادةً ما تتم مراجعة هكذا تدفقات تحت بند ما يُسمّى بـ"صافي الخطأ والسهو"، وذلك عندما يتلقى البنك المركزي بيانات من نظرائه الدوليين والتي تتأخر. ومع ذلك، فإن أرقام هذا العام فاقت الحدود.

ولذا قال الخبير الاقتصادي المقيم في إسطنبول "هالوك بورومتشيكي" إنه في حين من الطبيعي أن تظهر بيانات الحساب الجاري بعض رأس المال غير معروف المصدر، "لكن صعود التدفقات المستمر للاقتصاد التركي هذا العام يُعتبر مشكلة".

وأوضح "بورومتشيك" أن دخل السياحة وحده لا يمكنه تفسير أرقام التدفقات المالية الأجنبية إلى تركيا، ففي يوليو/تموز الماضي، بلغت عائدات المصطافين 4.5 مليار دولار، ما رفع الحصيلة من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز إلى 16.4 مليار دولار، وهو رقم يمثّل 70% فقط من إجمالي التدفقات المالية غير محددة المصدر بدقة.

وساعدت التدفقات الوافدة الغامضة البنك المركزي التركي في الحفاظ على استقرار الليرة نسبياً منذ بداية العام، بعد أن فقدت أكثر من نصف قيمتها في هبوط دام لأشهر في عام 2021.

لكن محلل بنك باركليز، "إركان إرغوزيل"، يحذر من أن قيمة هذه التدفقات لا يمكن ضمان استمرارها لتمويل الحساب الجاري في المستقبل، ما يعرض احتياطيات البنك المركزي لمخاطر الانخفاض.

وقال "إرغوزيل"، في مذكرة الإثنين: "نظراً لطبيعة احتياطيات البنك المركزي من حيث المجمل والصافي والسيولة، فقد يكون تمويل عجز الحساب الجاري مهمة أكثر صعوبة في الأشهر الـ12 المقبلة" إذا استمرت الشركات التركية في سداد ديون أكثر مما تقترض.

ويتسع العجز في الحساب الجاري التركي منذ أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي إلى ارتفاع أسعار الطاقة.

وكانت الفجوة تزيد قليلاً على 4 مليارات دولار في يوليو/تموز الماضي، متجاوزة متوسط ​​التقديرات البالغ 3.7 مليار دولار في استطلاع أجرته "بلومبرج"، ورفع العجز هذا العام إلى 36.7 مليار دولار.

ويُعدّ تمويل هذه الفجوة تحدياً أمام الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، ففي يوليو/تموز الماضي وحده، بلغت تدفقات المحافظ الخارجة 631 مليون دولار.

المصدر | الخليج الجديد + بلومبرج

  كلمات مفتاحية

تركيا البنك المركزي التركي أنقرة الليرة

بعد خفض سعر الفائدة.. المركزي التركي يتخذ خطوات لمعالجة توافر الائتمان

المركزي التركي: الودائع الأجنبية تتجاوز الـ 212 مليار دولار