ليس ليبيا.. موقع يكشف السبب الحقيقي لانسحاب سامح شكري من اجتماع الخارجية العرب

السبت 17 سبتمبر 2022 09:59 ص

قال موقع "ميدل إيست مونيتور" إن  الانسحاب "الدرامي" لوزير الخارجية المصري "سامح شكري" من اجتماع وزراء الخارجية العرب الـ158 الأخير بالقاهرة كان موقفا مربكا، وليس سببه تولي وزيرة خارجية بحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا "نجلاء المنقوش" رئاسة المجلس، بل رغبة مصر في ترؤس هذه الجلسة، نظرا لأهميتها.

وأوضح الموقع، في تقرير  ترجمه "الخليج الجديد"، أن انسحاب الوزير المصري والوفد المرافق له من الاجتماع كان مفاجأة لبقية الوزراء المندوبين العرب المشاركين في الاجتماع، وكان لافتا أنه لا دولة عربية انضمت إلى الموقف المصري.

واعتبر التقرير أن تفسيرات المتحدث باسم الخارجية المصرية بدت غريبة، فقد قال إن الانسحاب جاء احتجاجا على تولي "المنقوش" رئاسة الجلسة، وهي ممثل لحكومة منتهية، من وجهة نظر القاهرة، وبالتالي فإنها غير شرعية.

ووفقا لهذا التفسير، من المفترض أن مصر لم تعد تعترف بحكومة الوحدة الوطنية، التي لا تزال تحوز على اعتراف المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لكن هذا واقعيا لم يحدث، فلا يزال سفير تلك الحكومة معتمدا في القاهرة، ومندوبا للبلاد في الجامعة العربية، وهو يتبع الوزيرة "نجلاء المنقوش".

ويمضي التقرير بالقول إنه إذا لم تعترف الحكومة المصرية بحكومة الوحدة الوطنية كحكومة شرعية لليبيا ، فإن الإجراء المعتاد هو وقف كل الاتصالات مع حكومة الوحدة الوطنية، بما في ذلك سحب سفير القاهرة من طرابلس، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

المثير أن مصر نفسها لم تعترف رسميا بالحكومة التي عينها مجلس النواب في الشرق برئاسة "فتحي باشاغا"، والأخير لم تعترف به أية دولة أيضا، ولا الأمم المتحدة.

أيضا، لم تقاطع الوفود المصرية الاجتماعات التحضيرية السابقة لاجتماعات وزراء الخارجية، التي من المفترض أنها تمت برئاسة ليبيا أيضا، وهو ما يطرح سؤالا آخر، بحسب التقرير: "لماذا اختار سامح شكري التصرف بهذه الطريقة المحرجة؟ وما هي الرسالة التي أراد إيصالها؟".

ويمضي بالقول: "إذا رغب شكري في مقاطعة الاجتماع، فقد فشل، وإذا كانت رسالته حول وحدة الجامعة وتضامنها، فإنها فشلت في الوصول إلى أي طرف".

وينقل "ميدل إيست مونيتور" عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها إن حقيقة ما حدث هو أن "سامح شكري" أراد أن يترأس اجتماع وزراء الخارجية العرب بنفسه، نظرا لأهميته، متجاوزا ليبيا، حيث تأتي مصر بعد ليبيا بالترتيب الأبجدي العربي، على النحو المعتمد في اجتماعات جامعة الدول العربية.

والاجتماع رقم 158 مهم لأنه يأتي قبل اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي المزمع عقده في وقت لاحق من هذا العام، وقبل شهرين فقط من القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومن المرجح أن تقود "نجلاء المنقوش"، التي ترأست الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب، كلا الاجتماعين القادمين أيضا.

ويلفت التقرير إلى أنه، رغم الشكاوى من العديد من الليبيين ضد حكومة الوحدة الوطنية، وبالتحديد وزيرة الخارجية "المنقوش"، فإن جميعهم اصطفوا خلفها في تلك الحالة، لأنهم رأوا أن الأمر يتعلق بليبيا كدولة، وليس حول حكومة معينة ضد الأخرى، كما أنهم رأوا التصرف المصري على أنه مجرد زوبعة في فنجان، "لكن في فنجان شكري وليس فنجانهم"، على حد قول التقرير.

وأضاف أن معظم المعلقين الليبيين، بمن فيهم أشد منتقدي حكومة الوحدة الوطنية، انتقدوا تصرف "سامح شكري"، مشيرين إلى أن ما حدث هو دليل آخر على أن مصر تقف إلى جانب طرف واحد في الصراع الداخلي الليبي بدلاً من أن تكون محايدة، كما تدعي.

وبدا أن العلاقات بين القاهرة وطرابلس قد تحسنت عندما قاد رئيس الوزراء المصري "مصطفى مدبولي"، في أبريل/نيسان 2021، وفدًا تجاريًا وسياسيًا كبيرًا في زيارة إلى طرابلس، حيث وقع عشرات مذكرات التفاهم الثنائية التي تغطي العلاقات العمالية والاقتصادية والدبلوماسية.

وفي حين أن ما حدث لن يمثل مشكلة كبيرة لـ"سامح شكري"، لكنها ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها ردود أفعال غير منضبطة، بحسب التقرير.

ويضيف أن العديد من المراقبين والدبلوماسيين المصريين يعتبرون أن وزارة خارجية بلادهم مؤسسة فاشلة، في وقت تشتد الحاجة إليها.

ويقول كاتب التقرير: "أخبرني سفير مصري سابق لدى إحدى جيران بلاده أن شكري غير قادر على أداء وظيفته بشكل صحيح بينما تواجه البلاد مشاكل علاقات خارجية خطيرة، ليس فقط مع ليبيا ولكن أيضًا مع العديد من الدول الأفريقية الأخرى".

ويشير السفير إلى ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي "حماس" و"فتح" الذي "احتكرته" وزارة الخارجية المصرية دون أي نجاح خلال العقود الثلاثة الماضية.

ويسلط السفير، بنبرة حزينة، الضوء على كيفية تعامل "شكري" مع قضية تقاسم مياه نهر النيل مع إثيوبيا، وتركها حتى اللحظة الأخيرة للفشل في حلها.

وأضاف أن قرار الخارجية المصرية بإحالة النزاع إلى مجلس الأمن الدولي كان "أكثر" فشل دبلوماسي لسياسة القاهرة الخارجية.

واختتم السفير حديثه بالقول إن "آخر تعثر لشكري باجتماع وزراء الخارجية العرب هو إحراج شخصي له وفشل ملحوظ في بيت قوة دبلوماسي هائل في السابق".

وفقًا للعديد من المعلقين المصريين الذين قال الكاتب إنه تحدث إليهم، فإن إقالة "سامح شكري" باتت واجبة، نظرًا لأدائه السيئ كوزير للخارجية على مدار السنوات الثماني الماضية، منذ تعيينه للمرة الأولى في يونيو/حزيران 2014.

وهم يرون أن الرجل فشل في إصلاح مؤسسة الخارجية وأساء التعامل مع مختلف قضايا السياسة الخارجية التي تهم مصر، ولا سيما علاقاتها الإقليمية.

كما أشاروا إلى أن رئيس البلاد "عبدالفتاح السيسي"، بعد فوزه بولاية ثانية كرئيس، كان ينبغي أن يستبدل "شكري" كوزير للخارجية.

المصدر | مصطفى الفيتوري | ميدل إيست مونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سامح شكري وزير الخارجية المصري اجتماع وزراء الخارجية العرب العلاقات المصرية الليبية

ترجيحات جديدة بمغادرة وزير الخارجية المصري منصبه بعد قمة المناخ