كيف تدخل السنوار في انتخابات الجماعة الإسلامية بلبنان لصالح حزب الله وإيران؟

السبت 17 سبتمبر 2022 06:56 م

انتهت انتخابات مجلس شورى الجماعة الإسلامية في لبنان، بفوز ساحق للجناح المقرّب من "حزب الله" وحركة "حماس"، ليحصد 22 مقعداً من أصل 35 عضواً منتخباً (29 رجلاً و6 نساء).

أمّا ما تبقّى من مقاعد، فكان 11 منها من نصيب فريق أمين عام الجماعة الحالي "عزام الأيوبي" والأمين العام السابق "إبراهيم المصري".

وحسب مصادر مطلعة لصحيفة "المدن"، فإن جناح "يحيى السنوار"، وهو رئيس المكتب السياسي في غزّة، منذ العام 2017، عمل بشكل مباشر على التدخل في سير العملية الانتخابية للجماعة عبر قياديين في بيروت.

وهذا التدخل أنتج فوزاً ساحقاً لفريق "حماس" داخل الجماعة، وتحديداً في بيروت وصيدا وعكار.

وانتُخِب الشيخ "محمد طقوش"، رئيس جهاز أمن الجماعة سابقًا في بيروت، والذي يقال إنه يتقاضى راتبًا من "حماس" أمينًا عامًا للجماعة الإسلامية، في حين جرى التجديد لـ"مقداد قلاوون" المقرّب أيضًا من "حماس" و"حزب الله"، في منصب مسؤول الجهاز الأمني للجماعة الإسلامية.

وكان للجماعة جناحٌ عسكري يُعرَف بـ"الفجر" خلال الحرب الأهلية اللبنانية أدّى دورًا مهمًا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب "حزب الله"، لذلك تبقى الجماعة مقرّبة من الحزب.

هذا الجناج الذي يمثله "السنوار"، يؤيد بناء تحالف قوي مع إيران والنظام السوري، في حين أن الممثلين السياسيين التقليديين لـ"حماس" مثل زعيمها السابق "خالد مشعل" يعارضه.

ويرى بعض الأشخاص في الجماعة الإسلامية أن هذا النمط يتكرر داخل الجماعة، حيث تتفوق الشخصيات الأمنية-العسكرية على الشخصيات السياسية.

ولا يزال النزاع السوري عامل استقطاب شديد في صفوف العناصر المنتمين إلى الجماعة الإسلامية، إلى درجة أن البعض يعتقدون أن نتائج الانتخابات الأخيرة قد تؤدّي إلى انقسام في صفوف الجماعة، التي تُعتبر أساسًا صغيرة الحجم نسبيًا.

ولطالما كانت الجماعة الإسلامية على هامش السياسة اللبنانية، ويمثّلها نائبٌ واحد فقط من أصل 27 نائبًا سنيًا في مجلس النواب، وهو "عماد الحوت"، الأكثر تعاطفًا مع الفريق الخاسر في الانتخابات الأخيرة.

ووفق المصادر، فإن "الحوت" مستعد على الأرجح للانضمام إلى أي مجموعة تنشق عن القيادة الحالية، ما من شأنه أن يحرم الجماعة من التمثيل النيابي.

يقول الكاتب في مركز "كارنيجي" للسلام "مهند الحاج علي"، إنه قد لا يكون للجماعة تأثير كبير على المشهد السياسي السنّي في لبنان اليوم، لكن ثمة متغيرات عدّة من الضروري الالتفات اليها، أبرزها التمثيل السياسي السنّي في لبنان، الذي يشهد حالة تقلّب مستمر بعد انسحاب رئيس الوزراء السابق "سعد الحريري" من الحياة السياسية.

وقد أدّى ذلك إلى تشتت التمثيل السياسي السنّي في مجلس النواب، ولا يزال التنافس قائمًا لملء الفراغ الذي خلّفه "الحريري".

ويلفت "الحاج علي" إلى أن المجموعات الإسلامية على الرغم من تنظيمها، لم تتمكن من استقطاب قاعدة سنّية أوسع، ومن غير المرجّح أن يتغير هذا الوضع من دون أن تقوم قوة خارجية بتدخّل مالي كبير لصالح هذه المجموعات.

ويضيف: "صحيحٌ أن الجماعة الإسلامية لم تنجح في الحصول على تمثيل واسع في مجلس النواب، ولكن المنتسبين إليها موزّعون في جميع المناطق السنّية اللبنانية تقريبًا".

ويتابع: "قد تتّسع رقعة وجودهم في حال حصولهم على الموارد الكافية، لكن التحالف مع حزب الله، وأسوأ من ذلك، مع نظام بشار الأسد في سوريا، قد يقف عائقًا أمام تحقيق هذه النتيجة".

وزيد "الحاج علي": "غالب الظن أن الناخبين السنّة المعادين بغالبيتهم للنظام السوري وحزب الله، سيعاقبون الجماعة من خلال حرمانها من أي تمثيل في مجلس النواب، أو حتى في المجالس البلدية في حال إجراء الانتخابات البلدية".

ويشير كذلك إلى أنه "بما أن الجماعة الإسلامية هي فرعٌ من فروع الإخوان المسلمين المنتشرة في العالم، ستؤثّر انعطافتها نحو نظام الأسد وإيران على الشبكة العالمية لمنظمات الإخوان".

ويستطرد: "لا يزال الإخوان المسلمون في سوريا جزءًا من المعارضة السورية، ويواصل السنّة عمومًا معارضتهم لحكم الأسد، وقد يحدث أي مجهود ناجح تبذله حركة حماس لتصويب علاقتها بالقيادة السورية، تداعيات كبيرة في أوساط السنّة، لأن ذلك يتعارض مع المشاعر الطاغية في صفوفهم".

وتساءل عما إذا "حماس" ترغب في أداء دور جديد كمحاور بين طهران وحلفائها من جهة وبعض فروع الإخوان المسلمين من جهة أخرى.

ويتابع: "لاحظ معارضو هذه الخطوة في صفوف الإخوان أن حماس مارست ضغوطًا على الإخوان المسلمين في سوريا للتصالح مع إيران، ومؤخرًا، استهجن الإخوان المسلمون في سوريا، التقارب بين حماس والنظام السوري".

ويزيد: "نظرًا إلى أن كثرًا من السنّة يعتبرون أن طهران تتدخّل في العراق وسوريا لأسباب مذهبية في الدرجة الأولى، تكتسي الجهود التي تبذلها حماس لتحقيق تقارب بين إيران والإخوان المسلمين قيمة كبيرة لإيران، ولكن من المرجّح أيضًا أن تستدعي رد فعل مناوئًا وقويًا لدى السنّة".

وختم "الحاج علي" تحليله بالقول: "لا شكّ أن الجماعة الإسلامية، بعدما أصبحت اليوم في معسكر حماس، ستواجه عوائق مماثلة لتلك التي ستصطدم بها حماس، فما إن تطأ قدما (رئيس المكتب السياسي للحركة) إسماعيل هنية أرض دمشق للقاء الأسد أو مسؤولين كبار في نظامه، ستواجه الحركة استياءً عارمًا".

وخلص بالقول: "لا تزال حماس منقسمة بشدّة بشأن هذا التقارب، لذا قد لا يتمكّن حليفها اللبناني الأضعف بكثير، أي الجماعة الإسلامية، من الصمود سياسيًا بعد مصافحة النظام السوري".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران حماس حزب الله لبنان الجماعة الإسلامية

وفد من حماس يلتقي وزير خارجية إيران في الدوحة.. ماذا ناقشا؟

قياديون من حزب الله وحماس يجتمعون في لبنان.. ماذا ناقشوا؟

برشقتين صاروخيتين.. الجماعة الإسلامية في لبنان تعلن استهداف مستوطنة كريات شمونة