مسؤولون أمريكيون: الخلاف السعودي الإيراني قد يعرقل مساعي حل أزمة سوريا

الثلاثاء 5 يناير 2016 10:01 ص

توقع مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، أن تتسبب الأزمة السعودية الإيرانية، في عرقلة المساعي الدولية في حل الأزمة في سوريا.

وبحسب وكالة «رويترز»، توقع مسؤولون أن تكون أول ضحية للتوترات الأخيرة هي محاولة وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، لوضع نهاية للحرب الأهلية السورية الدائرة، منذ ما يقرب من خمس سنوات، وهي محاولة تبدو فرص نجاحها في الأصل ضعيفة.

ويوم أمس الإثنين، قال «عبد الله المعلمي»، سفير السعودية لدى الأمم المتحدة، إن «السعوديين سيشاركون في المحادثات التي تتم بموافقة الأمم المتحدة، والمقرر أن تبدأ في جنيف في 25 يناير/كانون الثاني الجاري، لكنه لم يبد تفاؤلا يذكر بشأن نجاحها»، ولم تعلن إيران حتى الآن مشاركتها في هذا الاجتماع.

وسلم مسؤولون أمريكيون بأن الخلاف الدبلوماسي السعودي الإيراني، يقلص فرص نجاح عملية السلام.

وقال مسؤول، طلب عدم نشر اسمه: «ستزيد من صعوبتها بدرجة كبيرة»، وأضاف مسؤول أمريكي كبير ثان: «من الواضح أنها (عملية) هشة جدا».

وقال المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون إنهم يعتقدون أن الرياض وواشنطن لهما مصالح مشتركة أكثر من أن تسمح بصدع كبير في العلاقات بينهما، سواء من ضمان استمرار تدفق النفط، ومحاربة تنظيم «القاعدة»، وتنظيم «الدولة الإسلامية»، إلى استكمال تعاقدات السلاح الضخمة.

ويواصل المسؤولون الأمريكيون والسعوديون العمل في صفقة قيمتها 1.29 مليار دولار لبيع ذخائر أمريكية بالغة الدقة تمت الموافقة عليها في نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك وفقا لما قالته مصادر عسكرية وصناعية.

ومن المنتظر أن يتم خلال الأشهر المقبلة استكمال الصفقة التي تهدف في جانب منها لتزويد السعودية بذخائر، تعوضها عما استهلكته في الحرب على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

وقالت المصادر إنه من المتوقع أيضا استكمال صفقة منفصلة قيمتها 11.25 مليار دولار، تمت الموافقة عليها في أكتوبر/تشرين الأول، تشتري السعودية بمقتضاها من الولايات المتحدة أربع سفن حربية من صنع شركة «لوكهيد مارتن».

وقال «مايكل نايتس» الباحث الزميل بمعهد سياسات الشرق الأدنى في واشنطن: «العلاقات الدفاعية السعودية الأمريكية قوة هائلة، فقد بقيت على مر عهود عدد كبير من الرؤساء والملوك ومازالت مستمرة وهذا هو ما سيحدث هذه المرة».

رغم اعتماد السعودية على الضمانات الأمنية الأمريكية فقد أبدت المملكة في العام الأخير أكثر من مرة رغبة في التصرف بشكل مستقل عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا الأمن الوطني.

ولم تخطر السعودية الولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي بأنها ستشن مع حلفائها من الدول العربية ضربات جوية في اليمن ضد الحوثيين، الذين تقول إن إيران تدعمهم، إلا قبلها بفترة قصيرة.

ولم تخف الرياض معارضتها للاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران، في يونيو/ حزيران الماضي، واعتبر أبرز انجازات الرئيس الأمريكي في السياسة الخارجية.

وقال محلل تربطه صلات عميقة بالمسؤولين السعوديين، إن «السعودية تتطلع فيما يبدو لما بعد أوباما، وللعمل مع الرئيس الأمريكي الجديد، لأن (باراك) أوباما في عامه الأخير في البيت الأبيض».

وأضاف «نواف عبيد الزميل»، الزائر بمركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفارد: «لم يعد هناك ما يتوقع من هذه الإدارة، فالأمور ستبدأ من الصفر ما أن يرحل أوباما».

وأعلنت المملكة العربية السعودية، الأحد، قطع العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية إيران وطرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية من الرياض وسحب البعثة الدبلوماسية السعودية من طهران، قبل أن تعلن أمس قطع العلاقات التجارية ووقف حركة الطيران بين البلدين، وذلك احتجاجا على التدخلات الإيرانية بشؤون المملكة العربية السعودية.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، أول أمس الأحد، قطع العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية إيران وطرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية من الرياض وسحب البعثة الدبلوماسية السعودية من طهران، قبل أن تعلن أمس قطع العلاقات التجارية ووقف حركة الطيران بين البلدين، وذلك احتجاجا على التدخلات الإيرانية بشؤون المملكة العربية السعودية.

وتوالت ردود الأفعال المساندة للمملكة، حيث أعلنت جمهورية السودان، أمس الإثنين، طرد السفير الإيراني وكامل بعثة طهران من أراضيها، تزامنا مع إعلان مملكة البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ومنح بعثتها 48 ساعة لمغادرة البلاد.

كما قررت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس الإثنين، تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع جمهورية إيران إلى مستوى القائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة، كما أعلنت الكويت اليوم، استدعاء سفيرها لدى طهران.

وقد تصاعدت حدة التوتر بين السعودية وإيران، في أعقاب الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، والذي جاء في سياق الهجوم الإيراني المتواصل ضد المملكة العربية السعودية بسبب تنفيذها حكم الإعدام ضد 47 شخصا أدينوا بالإرهاب، بينهم رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر».

  كلمات مفتاحية

إيران السعودية سوريا عملية السلام بسوريا التوتر السعودي الإيراني

الأسبوع المقبل.. اجتماع طارئ للجامعة العربية لإدانة انتهاكات إيران

«الجبير»: قطع كافة العلاقات التجارية مع إيران ومنع السعوديين من السفر إليها

إيران للسعودية: لن نتضرر من قطع العلاقات وعليكم أن تجيدوا التعامل مع «الكبار»

التداعيات المحتملة للقطيعة الدبلوماسية بين السعودية وإيران

الائتلاف السوري يؤيد قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران

السعودية وإيران ... أربع ساحات محتملة لتصعيد الاشتباك غير المباشر

وزير إندونيسي يقترح استضافة مؤتمر إسلامي لتهدئة الأجواء بين السعودية وإيران

الوضع خطير!

أزمات السعودية وإيران.. الفشل المأساوي لسياسة «أوباما» الخارجية

«ظريف» يتهم السعودية باستغلال الأزمة مع إيران لتعطيل المفاوضات حول سوريا

«ظريف»: السلوكيات السعودية انفعالية وغير ناضجة