منتدى الشرق الأوسط: هل نشهد نهاية أزمنة الرخاء في دبي؟

الثلاثاء 5 يناير 2016 11:01 ص

في زمن الحرب الأهلية والفوضى والتطرف والفقر في منطقة الشرق الأوسط، فإن مدنا مثل دبي وأبو ظبي تبرز بوصفها أماكن ناطقة بالعربية تزدهر، وتبتكر، وتقدم نموذجا للمضي قدما.

ولكن إلى متى يمكن لهذا أن يستمر؟ لقد قمت مؤخرا بزيارة دولة الإمارات من أجل البحث عن إجابات.

بادئ ذي بدء، نقدم بعض الحقائق الأساسية: تكونت ما تسمى الإمارات المتصالحة (إمارات الساحل المتصالح) من قبل بعض الإمبرياليين البريطانيين، وقد تشكلت من سبع إمارات صغيرة مطلة على الخليج. قامت بالتجمع معا في عام 1971، وشكلت اتحادا واحدا بعد انسحاب بريطانيا.

وقد تضاعفت البركة في البلد عندما وجد النفط و الغاز بوفرة، جنبا إلى جنب مع مجموعة ذكية وتجارية التفكير من القادة.

فالأول يعطي موارد هائلة للبلاد، والثاني يحافظ عليها من أي أذى، ويجعلها خالية من التطرف العقائدي، مع التركيز على الاقتصاد. النتيجة تبدو وكأنه مكان سعيد في الأساس، خصوصا أن وضع الكثير من العمال المهاجرين آخذ في التحسن.

دبي نسخة هونغ كونغ في الشرق الأوسط

بالنسبة لي، ربما الميزة الأكثر بروزا في دولة الإمارات العربية المتحدة هي نوعية الوسطية في دبي، التي تشبه نسخة الشرق الأوسط من هونغ كونغ. وقد أعجبت أيضا بالروح الدينية المبتكرة (في أي مكان يمكن للمرء العثور على غرف الصلاة مفصولة بين الجنسين)، والتنوع الثقافي حيث الشقق التي تشبه الطراز اليمني في الارتفاعات العالية، وارتداء اللباس التقليدي في يوم، ونمط الملابس الغربي في اليوم التالي.

التركيبة السكانية: نظرا للنمو الهائل في الهجرة، فإن عدد سكان دولة الإمارات العربية المتحدة تضاعف إلى ما يقرب من 10 ملايين شخص في حوالي تسع سنوات، مما يجعلها أكبر بكثير من الدول المجاورة مثل سلطنة عمان والكويت. ولكن 1 فقط من كل 9 مقيمين من رعاياها؛ في حين أن 8 آخرين من المغتربين، 55% منهم قادمين من جنوب آسيا. وبينما تتميز أوضاع هؤلاء بالهدوء حاليا، فإنه يمكن للمرء أن يتصور سخطهم والتمرد الذي يمكن أن يقوموا به عندما تنتهي الأوقات الجيدة.

الاقتصاد: بسبب التباطؤ الاقتصادي الصيني، وعوامل أخرى، فقد انخفضت عائدات نفط الإمارات العربية المتحدة انخفاضا من 75 مليار دولار إلى 48 مليار دولار منذ عام 2010. وحتى مع حوالي تريليون دولار من الاحتياطيات، فإن هذا المنحنى الاتجاهي يسبب الألم خاصة إذا ما استمر الأمر لسنوات عدة.

البيئة: دبي لديها إحصائية مذهلة حول تحلية 98% من مياهها حتى مع أعلى معدل لاستهلاك الفرد من المياه في العالم. ومن الواضح أن هذا يجعل البلاد عرضة لأزمة هيدرولوجية.

الوضع الإقليمي: تبعد الأمارات حوالي 400 ميل من العراق، وتقع على بعد 100 ميل من إيران، وتتقاسم الحدود مع المملكة العربية السعوديةز الإمارات العربية المتحدة كان يمكن أن يتم غزوها وتحتل كما كان الكويت من قبل العراق في عهد «صدام حسين» قبل 25 عاما. والذي لا يمكن نسيانه: أن عشية الاستقلال عام 1971، فقد استولى شاه إيران على الجزر الإماراتية الثلاث.

الإسلام السني: على الرغم من أن السلطات أبقت المعارضين المحليين تحت السيطرة بقوة ، إلا أنهم يبقون في وضعهم ، وينتظرون فرصة للانتقاد.

انطلاقا من الوعي الشديد حول هذه المخاطر، فقد اعتمد الحكام استراتيجيتين ذكيتين:

أحدها عبر ربط البلاد بالعالم الخارجي عبر الأحداث الرياضية (كنت في المدينة خلال سباق سيارات الفورميولا 1)، والوصلات الثقافية (حضرت محاضرة لجامعة نيويورك في أبوظبي)، والسياحة (والتقطت صورة سيلفي على قمة أعلى مبنى في العالم)، والمنظمات الدولية (الوكالة الدولية للطاقة المتجددة). في الجمع بين هذه كلهن فإنها ترسل إشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ليست مجرد دولة مدللة، منغمسة في الملذات، ولكنها أيضا مكان به تطلعات للمساهمة في الإنتاج كما الاستهلاك ولذا فإنه يستحق الدعم.

أما الثانية هي إتقان فنون الحل الوسط في السياسة الخارجية، وهذا يعني عدم اعتماد «مجموع التركيز السعودي في معاداة إيران أو مجموع التركيز المصري في معاداة الإسلاميين بل تحقيق التوازن بين الاثنين». وقد تم قبول مشاركة البعثة الإسرائيلية في مقر وكالة الطاقة المتجددة في الإمارات، ولكن تم الإصرار على أنه لن يسمح بتواجد أكبر من ذلك.

في السياسة الداخلية، فإن التوسط والتسوية يعني السماح بمحلات بيع الخمور مع إخفائها بعيدا تحت أسماء وهمية، وهذا يتطلب الحصول على تصريح من الشرطة لشراء الخمر. وهذا يعني أيضا وجود علامات في الفنادق التي تسمح بارتداء «البيكيني» لكن مع حظر عرضه أمام العامة.

في وقت الحروب الأهلية في ليبيا واليمن وسوريا، والعراق، وحكم الإسلاميين في تركيا وإيران والكارثة التي تلوح في الأفق في مصر، والأردن، وباكستان، تقدم الإمارات الصغيرة المتميزة طريقة للمضي قدما على أساس العولمة والتسوية. لكن هل سيدفعهم الآخرون قدما؟ وهل يمكن أن تنجو من مخاطر عدة في المستقبل؟ هذا هو السؤال الذي ننتظر إجابته.

  كلمات مفتاحية

دبي أسعار النفط الاقتصاد البيئة الوسطية الإمارات التركيبة السكانية الاقتصاد الإماراتي المستقبل

زيادة الإنفاق 12% في ميزانية دبي لعام 2016

الإمارات الأولى عربيا في اجتذاب استثمارات سويسرا والسعودية الثالثة

13 مليون زائر لدبي و35 مليون مسافر عبر مطاراتها في 9 أشهر

40% من صفقات الذهب العالمية مرت عبر دبي خلال أبريل الماضي

15 حقيقة مبهرة لا تعرفها عن دبي!!

«إندبندنت»: السعودية في المرتبة الثالثة بين الدول الأكثر سعادة في العالم