عمال يصبون الخرسانة في الطرق خلال الليل.. مشهد بات متكررا في قطر هذه الأيام في إطار تجهيز الفنادق الفخمة وشقق الإيجار لأكثر من مليون مشجع متوقع في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

وستلعب الأبراج الفخمة وغرف العمال البسيطة، التي تم وضعها على طرفي نقيض، أدوارًا رئيسية في إسكان مشجعي المنتخبات الـ 32 المشاركة في كأس العالم اعتبارًا من 20 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومن بين المباني التي يجري تجهيزها أبراج كتارا، التي يبلغ ارتفاعها 211 مترًا، والتي تتخذ شكلًا مثيرًا يشبه السيوف المتشابكة، حيث سيقيم كبار الضيوف من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) خلال البطولة.

ويعمل المئات من المهاجرين داخل تلك الأبراج، ومن المنتظر أن يدفع الأغنياء آلاف الدولارات في الليلة الواحدة مقابل الإقامة في غرفها، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية.

لكن تجهيزات كتارا لم تتم بعد، ومنها تثبيت بعض النوافذ الزجاجية في المعلم البارز، الواقع على واجهة لوسيل البحرية بالقرب من الاستاد الذي سيستضيف المباراة النهائية لكأس العالم.

وفي السياق، قال خبير هندسي في المشروع، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن "الجميع هنا يعملون على مدار الساعة، ويتعين علينا الانتظار لمعرفة ما إذا كان كل شيء قد تم تركيبه ليناسب من سيدفعون الكثير".

ومن جانبه، أكد متحدث باسم مجموعة أكور، التي ستدير فندقي فيرمونت ورافلز في أبراج كتارا، على استعداد الفندقين لاستقبال ضيوف الاتحاد الدولي لكرة القد خلال كأس العالم، مشيرا إلى سباق العمل المحموم في جميع أنحاء العاصمة القطرية، الدوحة.

وعلى بعد 40 كيلومتراً، وتحديدا في بروة براحة الجنوب ، يعمل جيش آخر من العمال تحت الأضواء الكاشفة ليلاً وأشعة الشمس الحارقة نهارا، لتجهيز الشقق للجماهير الباحثة عن إقامة بكلفة 84 دولارًا في الليلة في غرفة مشتركة.

ومن المتوقع أن يستوعب مجمع بروة، الواقع تقريبا في الصحراء، أكثر من 7500 من مشجعي كأس العالم، وسيتم استخدامه لاحقًا لآلاف العمال الأجانب الذين يحافظون على حركة الاقتصاد القطري الذي يعتمد على النفط والغاز.

وقال مصدر في المشروع - الذي يبعد 10 كيلومترات عن محطة مترو - إن مئات الغرف لا تزال بحاجة إلى الانتهاء من تجهيزها، وإن العمال منخرطون في "سباق مع الزمن".

وكان متحدث باسم اللجنة القطرية المنظمة لمونديال 2022 قد أعلن أن "جميع خيارات الإقامة ستكون جاهزة في الوقت المناسب قبل وصول الجماهير والفرق والمسؤولين للمشاركة في البطولة".

ويقول المنظمون إن 130 ألف غرفة ستكون قابلة للاستخدام في كأس العالم، موزعة بين فنادق وشقق وسفن سياحية وخيام صحراوية.

لكن بعض المشجعين يشكون من أسعار تلك الغرف وتوافرها، ولذا أعلنت مدن خليجية أخرى، على رأسها دبي، عن ارتفاعا في حجوزات مشجعي منتخبات كأس العالم المترددين في البقاء بقطر.

ويعود هذا التردد الى اتهامات تنفيها الدوحة، تتعلق بانتهاكها حقوق العمال الأجانب، وعدم توفر المشروبات الكحولية وتقييد الحريات العامة.

ووفق هذا التصنيف، تم إعداد 3 سفن سياحية بميناء الدوحة، يمكنها التعامل مع ما يصل إلى 13000 شخص يدفعون ما بين 179 و 800 دولار في الليلة.

ومقابل 423 دولارًا في الليلة، سيقيم بعض المشجعين في خيام صحراوية مكيفة الهواء على شاطئ البحر في الخور، شمالي الدوحة، مع تجهيزات تشمل حمامات داخلية وشاشات تليفزيون.

كما نصب منظموا كأس العالم ألف خيمة على الطراز البدوي، حيث يمكن للجماهير تجربة التخييم على الطراز القطري دون تكييف، لكن أسعار تلك الخيام لم تعلن بعد.

ويسعى بعض الملاك القطريين إلى الاستفادة من كأس العالم، ويطالبون بما يزيد عن 4 آلاف دولار في الليلة الواحدة لشقق الدوحة، فيما أعلن موقع الحجوزات الشهير "بوكينج"  عن شاليه من غرفتي نوم بسعر يصل إلى 50 ألف دولار في الليلة.

وبينما حجز الاتحاد الدولي لكرة القدم 80% من غرف الفنادق بالدوحة، البالغ عددها 30 ألف غرفة، تُعرض عن بعض الأجنحة السوق المفتوحة مقابل 5500 دولار في الليلة.

وقال مسؤول تنفيذي في مجال السفريات بالدوحة: "هناك الكثير من المفاوضات الجارية بشأن الأسعار".

وأكد "ناصر الخاطر"، الرئيس التنفيذي لكأس العالم 2022، في مقابلة تلفزيونية هذا الأسبوع، أنه تم دعم الإقامة الرسمية لإبقاء الأسعار منخفضة، لكنه استدرك: "القطاع الخاص يوفر أيضا الوحدات السكنية ولهم الحق في تحديد السعر الذي يرونه مناسبا".