أثار تجاهل الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" لوضع إكليل من الزهور على قبر الرئيس الراحل "محمد حسني مبارك" خلال احتفالات نصر السادس من أكتوبر، انقساما ما بين مبرر ورافض وتساؤلات حول دوافع هذا التصرف.   

وبرر مدافعون عن تصرف الرئيس المصري، الإثنين، بأن عدم وضع إكليل على قبر "مبارك" يعد أمر منطقياً؛ لأنّه لم يكن رئيساً خلال حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973.

فيما رأى آخرون أنّ التجاهل يؤدّي إلى فتح باب كتابة التاريخ وتوثيقه، وإهمال شخصيات وإبراز شخصيات أخرى طبقاً للأهواء، مع التأكيد أن الذاكرة الجمعية عصية على التزييف.

لكن تصرف "السيسي" أعاد إلى الأذهان التزامه بنصيحة رئيس المخابرات المصري "عباس كامل" قبل سنوات خلال حوار صحفي مسرب مع الصحفي المصري الراحل "ياسر رزق".

وفي التسريب كان "رزق" يريد من "السيسي" التعليق بجملة على رؤساء مصر السابقين "جمال عبدالناصر"، و"أنور السادات"، و"محمد حسني مبارك" الذي كان لا يزال على قيد الحياة في حينها.

وكانت تعليق "السيسي" على "عبدالناصر" أنه "رجل مصر الذي حمل هموم شعبه بإخلاص فلم ينساه الشعب حتى الآن"، وعلّق على "السادات" قائلا: "اختيار القدر لاستكمال مسيرة الحرب والسلام".

وقال الرئيس المصري الحالي عن "مبارك" إن "حجم التحديات كانت أكبر من القدرات" وهنا تدخل "عباس كامل" ورفض أن يقوم "السيسي" بالتعليق عن "مبارك" أو الرئيس الراحل "محمد مرسي" (الذي كان قيد الاحتجاز في حينها بعد انقلاب الجيش عليه).

ورأى "كامل" أن يكتفى "السيسي" بالتعليق على "عبدالناصر" و"السادات" فقط، باعتبارهما عظماء، وامتثل "السيسي" لنصيحة مدير مخابرات الحالي الذي كان وقتها مديرات لمكتبه (عندما كان وزيرا للدفاع).