ناشيونال إنترست: واشنطن يجب أن تستمع لحلفائها في المنطقة بشأن إيران

الأربعاء 12 أكتوبر 2022 08:47 م

عاد الشرق الأوسط إلى مركز السياسة الأمريكية مؤخرا نتيجة حدثين لافتين أعاد ذاكرة الولايات المتحدة إلى عام 1979، عندما اهتزت البلاد بصدمات النفط والثورة في إيران.

وكان الحدث الأول هو إعلان "أوبك+" عن خطط لخفض إنتاج النفط بمقدار 2 مليون برميل يوميًا، مما أدى إلى اضطراب الأسواق العالمية.

وسيؤدي تقلص المعروض من النفط إلى ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء العالم مما يفاقم التضخم. وعادة ما يؤدي التراجع المفاجئ في القدرة الشرائية إلى اضطرابات سياسية.

أما الحدث الثاني، فكان الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها شوارع إيران بعد بعد وفاة الفتاة "مهسا أميني" (22 عامًا)، بعد اعتقالها وضربها من قبل شرطة الآداب لارتدائها الحجاب بشكل غير صحيح. 

نتيجة لذلك، قد تتراجع فرص إحياء الاتفاق النووي وقد تتضاءل قدرة إيران على التحكم في شبكة الوكلاء التي تمولها. كما سيحتاج النظام إلى المتشددين للحفاظ على السلطة.

ويطرح كلا الحدثين تساؤلات حول موثوقية الولايات المتحدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وتستمر الفجوة بين السعودية - إحدى أقدم حلفاء أمريكا - وإدارة "بايدن" في الاتساع، بالرغم من المحاولات العديدة لمستشار الأمن القومي "جيك سوليفان" وآخرين لإصلاح العلاقة.

وفي الواقع، لم يكن لزيارة الرئيس "جو بايدن" في يوليو/تموز أي تأثير مفيد. ويشيرإعلان "أوبك+" عن خفض إنتاج النفط قبل أيام قليلة من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس إلى أن السعودية لا تهتم كثيرًا بتجنب الألم السياسي لإدارة "بايدن".

وتتواصل الانتقادات الأمريكية لعملية الاغتيال الرهيبة للصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، بالرغم من الاعتذار الرسمي غير المسبوق لولي العهد الأمير "محمد بن سلمان".

وكانت هذه هي موسيقى الخلفية لقرار "أوبك +". من ناحية أخرى، تعتمد موسكو على مبيعات النفط لتمويل حربها في أوكرانيا، ويحتاج الزعيم الروسي "فلاديمير بوتين" إلى الإيرادات للحفاظ على قبضته على السلطة.

في غضون ذلك، يشعر السعوديون وقادة الخليج الآخرون بالقلق من أن الولايات المتحدة تسعى لعقد صفقة مع إيران التي يرون أنها جارة خطيرة تهدد السلام والأمن في أوطانهم.

وقد شنت إيران هجمات على مصافي نفطية في السعودية، وقاد وكلاوها انتفاضات في البحرين، وأطلقوا صواريخ من اليمن باتجاه الأراضي السعودية والإماراتية، وقتلوا المدنيين.

وتشاطر إسرائيل زعماء الخليج مخاوفهم. وقد حذر رئيس الموساد "ديفيد بارنيع" واشنطن بعبارات مباشرة للغاية قائلا: "إن التوقيع على الاتفاقية النووية يعني أن النظام الإرهابي سيحصل على الفور على حوالي 6 مليارات دولار، علاوة على 90 مليار دولار في السنة الأولى وعشرات المليارات أخرى في السنوات التالية. لنفترض أن جزءًا صغيرًا فقط من هذه الأموال الإضافية سيخصص للإرهاب، سيكون التحدي الذي نواجهه هائلاً".

وهذه إحدى نقاط الضعف الواضحة في الاتفاقية، فهي فعالة على المدى القصير، لكنها خطيرة للغاية على المدى الطويل.

ومن المهم هنا الإشارة إلى موقف إيران من الحرب في أوكرانيا حيث اعتبرت طهران أن الغزو رد مشروع على المخاوف الأمنية الروسية بشأن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلف الناتو.

ويعتقد القادة الإيرانيون أن غزو روسيا لأوكرانيا يمكن أن يهز بنية النظام الدولي بطريقة تخدم في النهاية مصالح إيران الوطنية.

ويبدو التقارب بين روسيا وإيران منطقيا لسبب رئيسي وهو أن النظامين معارضان بشدة لأي شكل من أشكال الحرية السياسية وسيادة القانون.

وإجمالا، يجب أن تعود الولايات المتحدة إلى سياساتها السابقة المتمثلة في منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، والاستمرار في مساعدة المعارضة الإيرانية، ومساعدة المجتمع المدني الإيراني داخل وخارج إيران.

ويجب أن تستمر واشنطن أيضًا في فرض عقوبات على أولئك الذين يديرون آلة القمع في إيران.

وسوف تطمئن هذه السياسات حلفاء الولايات المتحدة فضلا عن الدعم الواسع بين الجمهور الأمريكي. إن العالم مزدحم بالأزمات الأخرى، خاصة الحرب في أوكرانيا وأزمات الغذاء والطاقة، ومن الحكمة أن تتجنب الولايات المتحدة خلق أزمات جديدة.

ولمنع ظهور أزمة جديدة، ينبغي الاستمرار في عزل النظام الإيراني وإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية لأمريكا مع دول الخليج، ويعني ذلك العودة إلى السياسات التي كان تطمئن حلفاء واشنطن على مدار الأربعين عامًا الماضية.

وسيكون تعزيزالقيادة الأمريكية ممكنا فقط عندما يتفق حلفاؤها مع أهدافها ووسائلها على نطاق واسع. وحاليا يتحدث حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط بصوت واحد عن مخاطر إيران. ويجب على أمريكا أن تستمع.

وإذا لم يحدث ذلك، فقد تتسبب إدارة "بايدن" في انهيار كبير في موثوقية أمريكا. لم يفت الأوان لتغيير المسار وتجنب تكرار الكوارث التاريخية.

المصدر | أحمد تشارعي/ناشونال انترست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران بايدن أوبك الموساد حلفاء واشنطن أوبك+ حرب أوكرانيا العلاقات الأمريكية الإيرانية احتجاجات إبران الاتفاق النووي

لماذا تنفست إسرائيل الصعداء مع رد إيران على المسودة النهائية للاتفاق النووي؟

بعد تعثر محادثات الاتفاق النووي.. إيران تتوسع في تخصيب اليورانيوم

رؤية للعلاقات الأمريكية الخليجية 2040.. تكامل دفاعي ضد إيران