في ضربة جديدة من شأنها أن تنهي اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، قال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، الجمعة، إنه "ينبغي إغلاق الممرات الإنسانية للحبوب الأوكرانية إذا تبين أنها تستخدم في أعمال إرهابية"، على حد وصفه.
ولم يذكر "بوتين" تفاصيل هذه الأعمال، لكنه عبر بشكل متكرر، خلال الأسابيع الماضية، عن عدم رضاه عن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، لأسباب مختلفة.
وبموجب الاتفاق، يسمح للسفن الأوكرانية المحملة بالحبوب بالتوجه إلى وجهاتها، بعد خضوعها للتفتيش في إسطنبول.
وتوجه روسيا انتقادات بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة للاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والذي وقعته في يوليو/تموز لإلغاء حظر صادرات المواد الغذائية من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود، والتي كانت موسكو قد حظرتها.
والخميس، قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف لـ"رويترز" إن موسكو ذكرت في رسالة للأمم المتحدة مآخذها على اتفاق بشأن تصدير الحبوب من البحر الأسود وإنها مستعدة لرفض تجديده الشهر المقبل ما لم تتم تلبية مطالبها.
وتتعدد تحفظات موسكو على الاتفاق؛ ففي سبتمبر/أيلول الماضي، قالت الخارجية الروسية إن اتفاق السماح بصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود يطبق "بشكل سيئ".
وقبلها بأيام، اعتبر "بوتين" أن الاتفاق "خدع" روسيا والعالم النامي، مشيرا إلى إمكانية العودة لحظر الحبوب الأوكرانية.
وبالتزامن مع ذلك التصريح، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان": "بوتين كان محقا في الشكوى من أن الحبوب المصدرة من أوكرانيا بموجب اتفاق مدعوم من الأمم المتحدة تذهب إلى الدول الغنية لا الفقيرة"، معبرا عن تفهمه لانزعاج الرئيس الروسي في هذا الإطار.
ومهد الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز، الطريق أمام أوكرانيا لاستئناف تصدير الحبوب من موانئها على البحر الأسود التي كانت مغلقة منذ الغزو الروسي. وحصلت موسكو على ضمانات لتصدير منتجاتها من الحبوب والأسمدة.
وساعد الاتفاق على تجنب أزمة غذاء عالمية؛ إذ أن روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري الحبوب في العالم، وروسيا هي المُصدر الأول للأسمدة. لكن موسكو اعترضت مرارا على طريقة تنفيذ الاتفاق، قائلة إنها لا تزال تواجه صعوبة في بيع الأسمدة والمواد الغذائية.
