خريطة توضح كيف يمكن للنفط أن يفسر الصراع السعودي الإيراني؟

الخميس 7 يناير 2016 10:01 ص

نشر موقع «إنترسبت» الأمريكي خريطة قالت إنها تفسر الصراع القائم في المنطقة بين السعودية وإيران من جانب كونه صراعا يهدف للسيطرة على النفط في المقاوم الأول.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن المملكة العربية السعودية قد قامت بإعدام رجل الدين الشيعي «نمر النمر» يوم السبت. وبعد ساعات، قم مجموعة من المتظاهرين الإيرانيين بإضرام النار في السفارة السعودية بطهران. وفي يوم الأحد، قامت الحكومة السعودية التي تعتبر نفسها ممثلا للإسلام السني بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وهي الدولة الثيوقراطية الشيعية في المنطقة.

وأشار الموقع إلى أن الانقسام السني الشيعي يعود تاريخه إلى فترة طويلة، وقد ظهر بعد وفاة النبي محمد في عام 632 أي قبل 1383 سنة.

ولكن، ووفقا للموقع، فإن الأزمة الحالية لا يبدو أن لها علاقة كبرى بالدين. في الواقع، فإن المعركة الدائرة الآن هي معركة للسيطرة على أحد الموارد الأكثر واقعية: إنه النفط.

ووفقا للكاتب، فإن الكثير حول هذا الصراع يمكن تفسيره من خلال خريطة تم إنشاؤها بواسطة أحد رسامي الخرائط في مدرسة العمليات الخاصة التابعة لسلاح الجو الأمريكي في ولاية فلوريدا. ووفق ما تظهره الخريطة، فإن جميع أنواع الوقود الأحفوري في منطقة الخليج تقع تقريبا تحت سيطرة الشيعة. وهذا صحيح حتى حين يتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية السنية، حيث تقع حقول النفط الرئيسية في المنطقة الشرقية، والتي تقطنها أغلبية شيعية.

ونتيجة لذلك، فإن واحدة من أعمق مخاوف العائلة المالكة السعودية أن يدعو الشيعة يوما إلى الانفصال بتلك البؤر النفطية عن السعودية والانخراط مع إيران الشيعية.

وأشار «إنترسبت» إلى أن هذه المخاوف قد نمت بشكل ملحوظ منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 حيث تمت الإطاحة بنظام الأقلية السنية بزعامة «صدام حسين»، وتمكين الأغلبية الشيعية الموالية لإيران. وقد صرح «نمر النمر» نفسه في عام 2009 أن الشيعة السعوديين سيدعون إلى الانفصال في حال لم تحسن الحكومة السعودية معاملتهم.

وتظهر الخريطة توزيع التجمعات الدينية في الشرق الأوسط مع توزيع الاحتياطيات الثابتة من النفط والغاز. المناطق الخضراء الداكنة هي المناطق التي تقطنها أغلبية شيعية، بينما المناطق الخضراء الفاتحة هي ذات الأغلبية السنية. وترمز المناطق القرمزية إلى التكتلات الوهابية والسلفية وهي سنية أيضا. في حين ترمز البقاع السوداء والحمراء إلى حقول النفط والغاز.

وأشار الموقع إلى أنه، وكما توضح الخريطة، فإن معظم الثروة النفطية السعودية تقع في منطقة صغيرة تقطنها أغلبية شيعية. (على سبيل المثال فإن نمر النمر كان يقطن في العوامية في قلب المنطقة النفطية السعودية شمال غرب البحرين). لذا فإن إعدام «النمر» يعكس رغبة السعودية في القضاء على أي إشارات للتفكير في الاستقلال بين السكان الشيعة في البلاد، وفقا للكاتب، والذي أكد أن الأمر نفسه يفسر لماذا سارعت السعودية إلى مساعدة البحرين، وهي بلد غنية بالنفط ذات أغلبية شيعية يحكمها نظام ملكي سني، على سحق نسختها الخاصة من انتفاضات الربيع العربي في عام 2011.

ويشير الموقع إلى أن حسابات مماثلة وراء قرار الرئيس الأمريكي «جورج بوش» الأب بالوقوف في موقف المتفرج حيال استخدام صدام حسين للأسلحة الكيماوية لإخماد تمرد من قبل الشيعة العراقيين في نهاية حرب الخليج. وكما أوضح «توماس فريدمان»، فقد كان «صدام حسين»: «يحافظ على تماسك العراق، وكان ذلك يوفر الكثير من الارتياح لحلفاء الولايات المتحدة في تركيا والمملكة العربية السعودية».

ويختتم الموقع بالقول أنه من السهل جدا أن نقول أن كل ما يحدث بين السعوديين والإيرانيين يمكن إرجاعه إلى النفط، ولكن الكراهية السنية الشيعية تمتد إلى ما وراء ذلك بكثير. ولكن دون الوقود الأحفوري، وفقا للموقع، فإن هذه الطائفية كان المرجح أن تكون أقل كثافة اليوم.

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران أسعار النفط العلاقات السعودية الإيرانية الصراع السني الشيعي

السعودية وإيران .. السفارات كميادين للمعارك

«ستراتفور»: كيف يخطط السعوديون لمواجهة إيران؟

التداعيات المحتملة للقطيعة الدبلوماسية بين السعودية وإيران

«نيويورك تايمز»: إعدام «النمر» رسالة للمعارضة الشيعية السعودية

«إيكونوميست»: الاتفاق النووي الإيراني قد يشعل الصراع السني الشيعي

«بلومبيرغ»: محاصرة الاقتصاد.. الخطة السعودية البديلة لمواجهة صعود النفط الإيراني

كيف يؤثر الصراع السعودي الإيراني على «أوبك»؟