الجارديان: السعودية تتجاهل غضب أمريكا لأول مرة في التاريخ

السبت 15 أكتوبر 2022 07:31 ص

"السعودية تختار الأصدقاء بشروطها الخاصة وبايدن ليس من بينهم".. هكذا عبر مراسل صحيفة الجارديان لشؤون الشرق الأوسط "مارتن شولوف"، عن انحياز المملكة إزاء أزمة خفض إنتاج النفط وإصرارها عليه، مشيرا إلى أن الرياضت قررت تجاهل غضب الولايات المتحدة لأول مرة في التاريخ.

وذكر "شولوف"، في تحليل أوردته الصحيفة البريطانية، أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" توقع غضب واشنطن منذ أن ساعد في اتخاذ قرار منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+" لخفض إمدادات النفط العالمية، مضيفا: "هذا جاء إيذانا بمولد سياسة واقعية جديدة، حيث لم تهتم السعودية بحليف تاريخي وبدلاً من ذلك انضمت إلى ما تراه الرياض نظاما عالميا جديدا".

وتابع أن "ما يجري أوضح علامة حتى الآن على أن العلاقات بين واشنطن والرياض قد وصلت إلى أدنى مستوياتها، وربما الأهم من ذلك هو أن مثل هذا الموقف لا يعني الكثير للسعودية".

وأوضح "شولوف": "بن سلمان يؤكد على أن بلاده لن تكون دولة ثيوقراطية تختبئ وراء مظلة أمنية أمريكية، لكنها قوة وسطى ثرية في حد ذاتها تختار أصدقاءها بشروطها الخاصة"، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لم يكن من بين هؤلاء الأصدقاء.

ونوه التحليل إلى أن "النفط، أكبر سلاح سعودي، لم يعد جائزة تُمنح للأصدقاء بل أداة يتم استخدامها لخدمة المصالح السعودية"، وخلص إلى أن "المواقف الجديدة حطمت التسويات التي ضمنت العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية، خاصة الاتفاقية غير الرسمية التي ضمنت أمن المملكة مقابل إبقاء صمامات النفط مفتوحة، وعندما يكون الأمر مهمًا، منخفضة الأسعار".

يأتي ذلك فيما أشارت "الجارديان"، في تقرير لها، إلى أن "الخلاف الأخطر بين الولايات المتحدة والسعودية منذ عقود مهيأ لتمزيق اتفاق يضمن إمدادات الطاقة مقابل دعم الولايات المتحدة لأمن المملكة".

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات تدهورت بين الدولتين منذ الأيام الأولى لإدارة "بايدن" عندما تعهد الرئيس الأمريكي الجديد آنذاك بعزل "بن سلمان"، واصفا إياه بـ "المنبوذ".

وأضافت: "في يولو/تموز من هذا العام، عكس بايدن مساره، حيث سافر إلى جدة للقاء ولي العهد، لكنه غادر بالقليل من المكاسب من رحلته"، وفي نفس الوقت، حاول الأمير محمد إعادة صياغة العلاقات الثنائية، على أساس أن تكون الولايات المتحدة هي واحدة من عدة شركاء عالميين وأن بلاده لم تعد تستجيب لـ "الإملاءات".

والثلاثاء الماضي، قال متحدث الأمن القومي في البيت الأبيض "جون كيربي"، في مقابلة مع شبكة CNN، إن "بايدن" يعيد تقييم علاقات بلاده مع السعودية على خلفية إعلان "أوبك+"، الأسبوع الماضي، خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا بدءا من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

فيما أعلن أعضاء بالكونجرس أنهم سيقدمون مشروع قانون إلى مجلسي الشيوخ والنواب، الثلاثاء، لتعليق "جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية على الفور"، ردا على "تواطؤ المملكة مع روسيا" عبر دعمها خفضا كبيرا لإنتاج النفط.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادرها أن المسؤولين الأمريكيين اتصلوا بنظرائهم في المملكة وغيرها من دول الخليج المنتجة للنفط، قبل أيام من اتخاذ قرار "أوبك+" في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، للمطالبة بإرجاء القرار شهرا آخر، لكنهم رفضوا.

وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين حذروا القادة السعوديين من أن واشنطن ستنظر إلى قرار الخفض على أنه انحياز واضح لروسيا في حرب أوكرانيا، وأن هذه الخطوة ستضعف الدعم في واشنطن للمملكة.

ورفض المسؤولون السعوديون هذه الطلبات واعتبروها "مناورة سياسية" من قبل إدارة الرئيس، "بايدن"، لتجنب إضعاف موقف حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وفقا لمصادر الصحيفة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الجارديان محمد بن سلمان السعودية جو بايدن النفط أوبك+

بايدن ينتظر عودة الكونجرس لمناقشة العلاقات مع السعودية.. وسوليفان: نريد التأكد من منفعتها لأمريكا

بلومبرج: التزام أمريكي جديد بأمن الخليج قادر على تجاوز الأزمة مع السعودية

ابن عم ولي العهد السعودي يهدد الغرب بالجهاد والاستشهاد (فيديو)

الملك سلمان يدعو لحل سياسي في أوكرانيا.. ويوضح موقف المملكة من الأزمات العربية (فيديو)

بايدن عالق في شرك سياسته السعودية.. ما القصة؟

سيناتور ديمقراطي يتخوف من نقل السعودية التكنولوجيا الدفاعية الأمريكية لروسيا

سفيرة الرياض بواشنطن: الخلاف مع أمريكا ليس سياسيا ولا ننحاز لروسيا