أعلن التيار الصدري، السبت، رفضه المشاركة في الحكومة المقبلة في العراق، وذلك بعد نحو يومين من انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة بعد أزمة سياسية طويلة.
وبعد عام من الانتخابات التشريعية المبكرة، انتخب البرلمان العراقي، الخميس الماضي، مرشح التسوية "عبداللطيف رشيد" (78 عاماً) رئيساً للجمهورية، الذي بدوره كلّف "محمد شياع السوداني" (52 عاماً)، بتشكيل حكومة جديدة للبلاد.
ورُشّح "السوداني" لهذا المنصب من قبل "الإطار التنسيقي"، الذي يضمّ كتلاً عدّة من بينها "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق "نوري المالكي"، و"كتلة الفتح" الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران.
ويسعى الإطار الذي يملك أكبر عدد من النواب في البرلمان إلى تسريع العملية السياسية بعد عام من الشلل والانقسام.
لكن التيار الصدري، الذي يملك زعيمه قدرة تعبئة عشرات الآلاف من المناصرين بتغريدة واحدة، أكّد السبت موقفه الرافض لهذا المرشّح والحكومة المقبلة.
وتحدّث وزير الصدر "محمد صالح العراقي"، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود "مساعٍ لا تخفى لإرضاء التيار وإسكات صوت الوطن"، في إشارة إلى تصريحات إعلامية وخبراء يتحدثون عن إمكانية اقتراح مناصب وزارية على التيار الصدري.
وقال "صالح": "في خضم تشكيل حكومة ائتلافية تبعية مليشياوية مجربة لم ولن تلبّي طموح الشعب.. بعد أن أُفشلت مساعي تشكيل حكومة أغلبية وطنية، نشدد على رفضنا القاطع والواضح والصريح لاشتراك أي من التابعين لنا في هذه التشكيلة الحكومية التي يترأسها المرشح الحالي أو غيره من الوجوه القديمة أو التابعة للفاسدين وسلطتهم".
وأضاف: "كل من يشترك في وزاراتها معهم ظلماً وعدواناً وعصياناً لأي سبب كان فهو لا يمثلنا على الإطلاق بل نبرأ منه إلى يوم الدين ويعتبر مطروداً فوراً عنّا".
— وزير القائد - صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) October 15, 2022
وأمام المكلّف الجديد 30 يوماً منذ يوم تكليفه لطرح التشكيلة الحكومية الجديدة.
وأعرب "السوداني"، في كلمة له، ليل الخميس، عن "استعداده التامَّ للتعاونِ مع جميعِ القوى السياسية والمكونات المجتمعية، سواءٌ المُمثَّلةُ في مجلسِ النوابِ أو الماثلةُ في الفضاءِ الوطني".
وكان "السوداني" في صلب الأزمة خلال الأشهر الماضية الخلاف بين المعسكرين الشيعيين الكبيرين، التيار الصدري من جهة، والإطار التنسيقي من جهة أخرى.
وشكّل ترشيح الإطار التنسيقي لـ"محمد شياع السوداني" في الصيف، شرارة أشعلت التوتر بين الإطار والتيار الصدري الذي اعتصم مناصروه أمام البرلمان نحو شهر.
وبلغ التوتر ذروته في 29 أغسطس/آب الماضي، حين قتل 30 من مناصريه في اشتباكات داخل المنطقة الخضراء مع قوات من الجيش والحشد الشعبي، وهي فصائل مسلحة شيعية موالية لإيران ومنضوية في أجهزة الدولة.