عاش مناضلا وكتب وصيته في السجن.. أبوالفتوح يكمل عامه الـ71 داخل محبسه

السبت 15 أكتوبر 2022 04:11 م

"خسر عبدالمنعم أبوالفتوح كثيرًا من شعبيته، إذ حاول إمساك العصا من المنتصف، أخطأ وأصاب، أغضب الإخوان، وخَشِيهُ الجيش، واختلف مع الليبراليين، ولكنه بقي مع مصر، فغسل (الرئيس المصري عبدالفتاح) السيسي باعتقاله كل أخطائه وأعاده للصدارة من جديد".

هكذا تحدث الصحفي السعودي الراحل "جمال خاشقجي"، عن "أبوالفتوح"، بعيد اعتقاله في فبراير/شباط 2018.

واليوم، ‏يكمل السياسي المصري رئيس حزب "مصر القوية" المرشح الرئاسي السابق "عبدالمنعم أبوالفتوح"، عامه الـ71 داخل السجن، بعد أسابيع من إعلانه كتابة وصيته داخل محبسه، من دون الكشف عن تفاصيلها.

ويعيش "أبوالفتوح" منذ 4 سنوات بين جدران زنزانة انفرادية، وسط أوضاع إنسانية وصحية صعبة، قبل إصابته عدة مرات بأزمات صحية.

ويقضي السياسي المصري البارز، حكما بالسجن 15 عاما، صدر في مايو/أيار الماضي، من محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، بتهمة "نشر أخبار كاذبة".

و"عبدالمنعم أبوالفتوح عبدالهادي"، ولد في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1951، بحي "الملك الصالح" أحد أحياء مصر القديمة (جنوب القاهرة)، لأسرة من قرية "قصر بغداد" بمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، (غرب الدلتا).

حصل على بكالوريوس الطب من قصر العيني، بتقدير جيد جدا، قبل أن ينال ماجستير إدارة المستشفيات من كلية التجارة بجامعة حلوان.

عمله العام بدأ من جامعة القاهرة، إذ شغل منصب رئيس اتحاد كلية طب قصر العيني 1973، ورئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة 1975، ثم انضم لجماعة الإخوان المسلمين، وشغل منصب عضو مكتب الإرشاد بها منذ عام 1987 حتى 2009.

انتخب "أبوالفتوح" أمينا عاما مساعدا لنقابة الأطباء عام 1984، وأمينا للجنة الإغاثة الإنسانية بالنقابة من 1986 وحتى 1989، وأمينا عاما للنقابة من 1988 إلى 1992.

تولى منصب الأمين العام المساعد وأمين صندوق اتحاد الأطباء من 1992 حتى 2004، ومنصب أمين عام اتحاد الأطباء العرب في مارس/ آذار 2004 حتى 2013.

و"أبوالفتوح" صاحب تاريخ بطولي طويل بدأه منذ أن كان شابا في عمر 16 عاما بمناصرة الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، ولمّا وقعت الهزيمة المريرة في 1967 تظاهر ضده.

ثم قاد اتحاد طلاب جامعة القاهرة عام 1973 ليواجه الرئيس الراحل "أنور السادات" في وقفة بطولية، وهو (أبوالفتوح) طالب في كلية الطب عمره 26 عامًا في مؤتمر بالجامعة عام 1976، ليمنع النظام حينها تعيينه في الجامعة رغم تفوقه، ثم يسجنه في اعتقالات سبتمبر/أيلول 1981 الشهيرة.

وظل المناضل في طريقه، فعارض الرئيس الراحل "حسني مبارك" كما احتج على سابقيْه.

ومع تقدّم "أبوالفتوح" في العمر ونضجه وزيادة نشاطه، اعتقله نظام "مبارك" عام 1996 وقضى 5 سنوات في محبسه.

ولاحقا، وبعد أن واصل ترقّيه في جماعة الإخوان حتى صار عضوًا في مكتب الإرشاد (أعلى هيئة فيها)، سجن لعدة أشهر أخرى في عهد "مبارك"، بسبب انتمائه للجماعة ونشاطاته السياسية، وحصل خلال فترة سجنه على إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة.

قبل أن يشارك لاحقًا في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وهو يقارب الستين.

لكنه بعد الثورة، احتج على المكتب، ليتّسع الخلاف مع الجماعة، بعد سقوط "مبارك"، ثم يعلن "أبوالفتوح" ترشّحه للرئاسة، وليقرر مجلس شورى عام الجماعة فصله.

وفي منافسه مع الرئيس الراحل "محمد مرسي" على رئاسة مصر، حل "أبوالفتوح" في المركز الرابع، بعدما حصد نحو 4 ملايين صوت صحيح.

وفي نهاية حكم "مرسي"، اختار الثورة عليه وعلى الجماعة معًا، وكان هذا خياره الشخصي، فنزل في "30 يونيو/حزيران 2013"، إلا أنه لم يلب نداء "السيسي" في 3 يوليو/تموز 2013، ليخسر "أبوالفتوح" بجهره بكلمته، ووقوفه أمام الاستبداد الطرفين: الإخوان و"السيسي" معًا.

واعتقل "أبوالفتوح" للمرة الرابعة في تاريحه والأولى خلال عهد "السيسي"، في 14 فبراير/شباط 2018، بتهمة "نشر أخبار كاذبة" عقب عودته من المملكة المتحدة، إثر مقابلة مع فضائية "الجزيرة" انتقد فيها "السيسي" قائلا إن "أزمة مصر في السيسي، وليست في عموم الجيش"، قبل أن يصف حقبته بـ"دولة الخوف".

ولمّا قارب المناضل في السجن مدة السنتين التي تجاوز قانون الحبس الاحتياطي الظالم في فبراير/شباط 2020، بتهم أبرزها "مشاركة جماعة إرهابية مع العلم وترويج أغراضها"، تم إحالة قضيته (440 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا) التي تضمّه وآخرين إلى محكمة "جنايات أمن الدولة"، مع قضية بديلة احتياطيًا ملفّقة أيضًا، هي (1781 لسنة 2019 حصر أمن دولة)، بغية استمرار عدم الإفراج عنه.

وفي مايو/أيار الماضي، أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ حكمًا ضده بالسجن 15 عامًا بتهمة "نشر أخبار كاذبة".

ومازال "أبوالفتوح" بسنه الذي وصل إليه (71 عاماً)، يعاني من عدة أمراض مزمنة تستوجب رعاية طبية خاصة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، كما أنه يعاني من مرض متقدم في البروستاتا يتطلب جراحة عاجلة، مع تداعيات متعددة أخرى.

وعانى السياسي المصري، في حبسه الانفرادي المطول، من عدة نوبات من أمراض القلب الإقفارية (نوبات الذبحة الصدرية)، اقتصرت فيها الاستجابة الطبية دائماً على تزويده بأقراص النترات تحت اللسان.

وبعد معاناته من الإهمال الطبي في سجن العقرب، يعاني "أبوالفتوح" أوضاعاً قاسية في سجن بدر الجديد بعد نقله إليه.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن "أحمد"، نجل "أبوالفتوح"، أن والده سلمهم وصيته في آخر رسالة كتبها من محبسه، بعد تكرر إصابته بنوبات قلبية حادة. وكتب: "أبويا في جواب النهاردة كتب وصيته وقال إن حالته الصحية كما هي داعياً الله بحسن الخاتمة".

وتابع: "نحن أخذنا بكل الأسباب والسبل لرفع الظلم عنه ووقف الانتقام منه وقتله بدم بارد من ناس لا تعرف معنى الشرف.. فاستودعناك الله أرحم الراحمين.. ربنا يلطف بك وينجيك".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر نضال سياسي عبدالمنعم أبوالفتوح أبوالفتوح

عن عبد المنعم أبو الفتوح

"قتل بطيء".. استمرار معاناة المعارض المصري عبدالمنعم أبوالفتوح في سجن بدر

مصر.. حكم نهائي بسجن المعارض البارز عبدالمنعم أبوالفتوح 15 عاما