قال المستشار الألماني "أولاف شولتس"، إن الغرب مستعد لتقديم وعود أمنية "طويلة الأمد" لأوكرانيا، ومواصلة فرض عقوبات على روسيا، مشددا على أن بلاده "تحررت" من الاعتماد على الغاز الروسي.

ولفت "شولتس"، في كلمة أمام مجلس النواب (بوندستاخ) الخميس: "العدالة تفترض أن الحديث يجب أن يكون ليس عن سلام مفروض، لكن عن سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية وقدرتها الدفاعية - اليوم وفي المستقبل".

وأشار إلى أن مجموعة الدول السبع الصناعية جددت مؤخرا استعدادها لتقديم "وعود أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا بهدف التوصل إلى حل سلمي قابل للتطبيق".

وفي إدانة للهجمات الأخيرة التي شنتها روسيا بطائرات مسيّرة على أهداف مدنية في أوكرانيا، أكد "شولتس"، أن "تكتيك الأرض المحروقة" الروسي "يعزّز عزم أوكرانيا وشركائها ومثابرتهم"، جازماً بأن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لن يحقق هدفه في أوكرانيا.

وشدد على أن "الإرهاب الذي تمارسه روسيا بالقنابل والصواريخ هو عمل يائس، تماماً مثل تعبئة رجال روس للحرب"، لافتا إلى أن أوكرانيا ستنجح في الدفاع عن نفسها "وسوف ندعمها - طالما كان ذلك ضرورياً".

وأضاف "شولتس"، أن "بوتين يهدد العالم بشكل سافر وغير مسؤول تماماً باستخدام الأسلحة النووية.. ويسعى لزرع الخوف وللفرقة وللترهيب. إنه يتكهن بضعفنا، لكنه مخطئ، نحن لسنا ضعفاء".

وأكد المستشار الألماني أن ألمانيا ستساند، وأن أوروبا ستتكاتف، وقال: "تحالفاتنا على مستوى العالم تتسم بالقوة واليقظة على نحو غير مسبوق.. بوتين لن يحقق أهداف الحرب الخاصة به".

وأشار إلى أن "بوتين" يستخدم الطاقة والغذاء كسلاح، أوضح أن الحاجات المالية لكييف تمت تغطيتها حتى نهاية العام.

وأعلن "شولتس" أن بلاده سوف تدرب سرايا أوكرانية كاملة تضم ما يصل إلى 5 آلاف جندي، وذلك حتى الربيع المقبل.

وتابع: "نؤكد بذلك استعدادنا للمشاركة بشكل دائم في بناء قوات أوكرانية قوية، يدا بيد مع شركائنا".

وأشار المستشار الألماني إلى اتفاق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، الإثنين الماضي، على مهمة تدريب جديدة لنحو 15 ألف جندي أوكراني، وقال إن أحد المقرين الرئيسيين لهذه المهمة سيكون في ألمانيا، ودعا لتكثيف التنسيق الأوروبي والدولي في الدعم العسكري لأوكرانيا.

وعن مسألة الغاز، قال: "لا يمكن أن تعمل آلية وضع سقف لأسعار الغاز المقترحة في الاتحاد الأوروبي إلا مع شركاء من خارج الكتلة".

وأضاف: "نعمل على توقيع عقود لضمان إمدادات الغاز من دول متعددة".

وحذر "شولتس" من أن وضع سقف للأسعار "يحمل مخاطر قيام المنتجين ببيع غازهم في مكان آخر، وسينتهي بنا الأمر نحن الأوروبيين مع كمية أقل من الغاز بدلا من المزيد منها".

واستطرد: "لهذا السبب على الاتحاد الأوروبي أن ينسق بشكل وثيق مع مستهلكي غاز آخرين، مثل اليابان وكوريا، حتى لا نتنافس مع بعضنا بعضا".

وتعاني ألمانيا من نقص في الغاز الذي تعتمد عليه بشدة في إدارة مصانعها التي تشكّل عصبها الاقتصادي.