بدأت فرنسا الخميس، للمرة الأولى، إرسال الغاز بشكل مباشر إلى ألمانيا، في إطار التضامن الأوروبي في مجال الطاقة للتغلب على توقف شحنات الغاز الروسي.
وقالت شركة "جي آر تي جاز" الفرنسية المشغلة لشبكة خطوط أنابيب للغاز، إن ألمانيا تلقت الخميس، أول شحنات مباشرة من الغاز من فرنسا عبر وصلة خط أنابيب، بموجب اتفاق يهدف لمساعدة البلدين في التعامل مع مشاكل إمدادات الطاقة الحالية.
وذكرت الشركة أنها ستسلم في البداية ما يعادل 31 جيجاوات في الساعة يومياً، باستخدام خط أنابيب في منطقة موزيل.
وأضافت الشركة في بيان، أن السعة القصوى لوصلة الغاز الجديدة هي 100 جيجاوات في الساعة يومياً.
وعلى الرغم من أن التدفقات الجديدة بأقصى طاقتها تمثل أقل من 2% من الاحتياجات اليومية لألمانيا، كانت الإمدادات المباشرة من فرنسا مُنتظرة بفارغ الصبر مع سعي برلين لإيجاد إمدادات بديلة والحفاظ على صناعاتها.
وبموجب الاتفاق الذي توصلت إليه أكبر دولتين بمنطقة اليورو في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، تعهدت ألمانيا أيضاً بتزويد فرنسا، التي تعاني حالياً من انقطاعات في المفاعلات النووية، بالكهرباء الإضافية إذا لزم الأمر.
ونفّذت الشركة الفرنسية، بالتعاون مع شركات النقل الألمانية "أوبن غريد يوروب" و"غي ار تي غاز دويتشلاند"، تعديلات تقنية من أجل "جعل التدفق من فرنسا إلى ألمانيا فعالاً".
وقال "تيري تروف" رئيس شركة "جي آر تي جاز"، إنه لا يستطيع تحديد متى يمكن الوصول إلى الحد الأقصى البالغ 100 جيجاوات في الساعة يومياً.
من جهتها، اتخذت ألمانيا إجراءات تنظيمية لاستقبال الغاز الفرنسي الذي يحتوي على نسبة من الكبريت، إذ لا تستخدم الصناعة الألمانية بالضرورة هذا النوع من الغاز.
وتعاني ألمانيا من نقص في الغاز الذي تعتمد عليه بشدة في إدارة مصانعها التي تشكّل عصبها الاقتصادي.
وفرنسا أقل اعتماداً على الواردات الروسية من ألمانيا، لأنها تحصل على معظم احتياجاتها من النرويج ومن خلال شحنات الغاز الطبيعي المسال خصوصًا من الولايات المتحدة، مما جعل من الممكن جزئيًا ملء مخزونها بنسبة 100% لفصل الشتاء.