كيف تدعم أسلحة إيران الهجمات الروسية على أوكرانيا؟

السبت 22 أكتوبر 2022 08:44 م

لسنوات كان الجدل المتعلق بتزويد روسيا إيران بأنظمة دفاع جوي روسية متقدمة يحتل عناوين الصحف ووسائل الإعلام.

إلا أن الواقع الحالي تغير، فإيران تعهدت مؤخرا بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض ومزيد من الطائرات المسيّرة، في خطوة من المرجح أن تثير حفيظة الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية.

جاء ذلك، في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، خلال زيارة النائب الأول للرئيس الإيراني "محمد مخبر" واثنين من كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني ومسؤول من المجلس الأعلى للأمن القومي، للعاصمة موسكو، لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس بخصوص التزود بأسلحة إيرانية.

ودفع المأزق الروسي في أوكرانيا موسكو إلى اللجوء إلى طهران للحصول على كميات من الأسلحة الدقيقة، حيث تتراجع بسرعة ترسانتها الخاصة من هذه الأسلحة.

وفي عدد من الحالات، استخدم الروس الصواريخ البحرية وصورايخ الدفاع الجوي في ضرب أهداف برية في أوكرانيا، بعيدا عن الأغراض المخصصة لها هذه الأسلحة أصلاً.

ووفق موقع "إذاعة أوروبا الحرة"، فإن استعانة روسيا مجددا بإيران من أجل الحصول على صواريخ باليستية قصيرة المدى قد يكون لها تأثير على مجريات الحرب مع أوكرانيا.

وقال الموقع إنه "مع تحول روسيا إلى واردات إيرانية الصنع لتدمير البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، لدى موسكو سلاح إيراني فتاك آخر يدعو للقلق يتمثل في الصواريخ الباليستية".

وتابع أنه في حال صحت تقييمات الاستخبارات الأمريكية، فقد تتمكن روسيا قريبا من استخدام الصواريخ الباليستية الإيرانية من طراز "فاتح 110" و"ذو الفقار" القصيرة المدى والقوية.

وأشارت إلى أنه ونظرا لأن الكرملين يكافح من أجل الحفاظ على مخزونه المستنفد من الأسلحة مع تكثيف الضربات ضد أوكرانيا، فمن المحتمل أن تعزز الصواريخ الإيرانية قدرة روسيا على مواصلة حملتها الجوية المكلفة.

ونقل الموقع عن المحلل المتخصص في الشؤون الدفاعية "جيريمي بيني"، القول إن امتلاك المزيد من الصواريخ يمنح روسيا "القدرة على استمرار القصف ضد أوكرانيا".

وتم تطوير صاروخ "فاتح 110"، الذي كُشف النقاب عنه عام 2001، من صاروخ مدفعي ثقيل يعود تاريخه للثمانينيات، إلى صاروخ باليستي يبلغ مداه المعلن من 300 إلى 500 كيلومتر.

ولزيادة دقة السلاح، تم تزويد "فاتح 110" بنظام توجيه وزعانف متحركة يمكن توجيهها مع اقترابها من الهدف.

بالمقابل، ظهر "ذو الفقار" لأول مرة في عام 2016،، ولديه أيضا قدرات توجيهية مشابه لـ"فاتح 110"، ولكنه يتميز بمدى أطول بكثير نظرا لخفة وزنه ورأسه الحربي الأصغر نسبيا.

وأشار الموقع إلى أن المدى المعلن لصواريخ "ذو الفقار" يصل إلى 700 كيلومتر، وهذا يعني أنه قادر على استهداف مدينة لفيف غربي أوكرانيا انطلاقا من الأراضي الروسية، في حين أن "فاتح 110" الأكثر قوة يمكن أن ينطلق من بيلاروسيا، التي تعد نقطة انطلاق للهجمات الروسية.

وسيكون من الصعب للغاية على كييف مواجهة السرعة الفائقة والمسار العالي لصواريخ "فاتح 110" و "ذو الفقار" من دون شبكة من البطاريات عالية التقنية والمكلفة المضادة للصواريخ.

وتقول أوكرانيا إن روسيا تستخدم طائرات مسيرة هجومية إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" التي تحوم نحو هدفها وتنفجر عند الاصطدام بالهدف.

ويبدو أن هذه الخطوة قد تنعكس سلبا على العلاقات بين طهران وكييف، فقد اقترح وزير الخارجية الأوكراني "دميترو كوليبا"، الثلاثاء، على الرئيس "فولوديمير زيلينسكي"، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسب تزويد موسكو بطائرات مسيرة تستخدمها حاليا في شن هجمات.

وقال "كوليبا" في مقطع فيديو نشر على "فيسبوك": "في ضوء الدمار الهائل الذي سببته المُسيَّرات الإيرانية للبنية التحتية المدنية في أوكرانيا والوفيات والإصابات التي لحقت بشعبنا... أقدّم للرئيس اقتراحا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران".

وقالت أوكرانيا، إنها تعرضت لسلسلة من الهجمات الروسية باستخدام طائرات بدون طيار إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" في الأسابيع الأخيرة.

وذكرت وكالة "أسوشييتدبرس"، أن أكثر من 20 طائرة مسيرة انتحارية، يرجح أنها إيرانية الصنع، ضربت مدينة كييف، الإثنين، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، فضلا عن وقوع أضرار مادية.

ونفت إيران تزويد روسيا بالطائرات المسيرة، وكذلك نفى الكرملين، الثلاثاء، أن تكون القوات الروسية قد استخدمت طائرات إيرانية مسيّرة في أوكرانيا.

وطالبت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الجمعة، في رسالة إلى الأمم المتحدة بإجراء تحقيق "محايد" بشأن طائرات إيرانية مسيرة يقول الغرب إن روسيا تسلمتها في إطار حربها ضد أوكرانيا.

ويعتبر الأمريكيون والأوروبيون أن تزويد إيران روسيا طائرات مسيرة يشكل انتهاكا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.

وتواجه روسيا عقوبات اقتصادية بسبب عدوانها على أوكرانيا، وهي حرب لا تسير على ما يرام بالنسبة لموسكو.

ويخضع النظام الإيراني أيضاً للعقوبات بسبب برنامجه النووي وسجله في مجال حقوق الإنسان، ويواجه موجة استياء هائلة في الداخل.

كلاهما جزء من "نادي صغير" من الدول، التي لا تسعى فقط إلى متابعة أهدافها الاستراتيجية الإقليمية الخاصة بها، بل وأيضاً على نطاق أوسع التصدي لما يرون أنه نظام عالمي تهيمن عليه الولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا سلاح إيراني صواريخ مسيرات

إيران تلمح لامتلاك روسيا طائراتها المسيرة.. وتؤكد: لم ولن نبيعها لها

أوكرانيا تعلن إسقاط أكثر من 300 طائرة مسيرة إيرانية

كيف تدير روسيا علاقاتها الصعبة مع الغريمين السعودية وإيران؟

رغم العقوبات.. شركة حكومية تمثل روسيا في معرض آيدكس العسكري بأبوظبي

التقارب الروسي الإيراني يهدد القوات الأمريكية وإسرائيل ودول الخليج.. سيناريوهات قاتمة