على رأسها انقسامات الدول.. 3 أزمات تهدد نجاح القمة العربية بالجزائر

الأحد 30 أكتوبر 2022 08:20 ص

بعد توقف دام 3 سنوات، تعود القمة الحادية والثلاثين لجامعة الدول العربية في الجزائر لمحاولة صياغة موقف عربي موحد إزاء عدد من الملفات الإقليمية والدولية. 

وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، سيجتمع زعماء وممثلو الدول العربية، وسط أجواء يسودها الانقسام، الذي اعتبره خبراء بالشأن الإقليمي رأس هرم تهديدات قد تطيح بآمال نجاح القمة.

ونقل موقع المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية عن الخبراء أن العلاقات المتوترة بين بعض الدول العربية، إضافة إلى تداعيات أزمتي الحرب الأوكرانية وانعدام الأمن الغذائي تمثل 3 تهديدات لآفاق قمة الجزائر، ما يرجح عدم توصل القمة لأي نتائج حاسمة.

ويلقي الانقسام بظلاله على موقف القمة العربية من عديد الملفات، مثل البت في عودة تمثيل النظام السوري بجامعة الدول العربية والتعاطي مع أزمة لبنان، إضافة إلى إمكانية حلحلة أزمة العلاقات الجزائرية المغربية في ضوء توجيه دعوة رسمية إلى ملك المغرب "محمد السادس" لحضور القمة.

ويرى الباحث بمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط "سهيل غازي" أن القمة لن تحسم الموقف من تمثيل النظام السوري، خاصة بعدما طلب نظام "بشار الأسد" من الجزائر عدم إثارة موضوع حضور القمة العربية لـ "ضمان نجاحها في مواجهة التحديات الإقليمية".

ويشير "غازي" إلى أن السبب الرئيسي في عدم توافق الدول العربية على دعوة سوريا للقمة يعود إلى رفض السعودية وقطر ومصر، رغم تأييد الجزائر وعمان والإمارات، حيث استخدمت الدول الثلاث حق النقض (الفيتو) ضد عودة سوريا لعدة أسباب، من بينها فشل الحكومة السورية في اتخاذ أي خطوات حقيقية لحل الأزمة السياسية بالبلاد.

وينطلق رفض السعودية تحديدا من علاقة سوريا الوثيقة بإيران وحزب الله، الأمر الذي يسلط الضوء على الرفض العربي للدور الإيراني داخل سوريا والمنطقة نفسها، بحسب "غازي"، الذي أشار إلى أن "موقف الدول العربية من سوريا لم يعد مرتبطا بالفيتو الأمريكي، وإنما بعلاقتها بإيران وسلوك النظام".

الأمر ذاته ينطبق على ملف التعاطي مع الأزمة في لبنان، حسبما يرى "سامي الحلبي"، الباحث بمؤسسة "تراينجل"، مشيرا إلى أن السنوات الثلاث الماضية أظهرت إلى أي مدى تراجع لبنان في قائمة أولويات دول الجامعة العربية، فضلا عن المجتمع الدولي.

وبحسب "الحلبي" فإن ارتفاع أسعار النفط، "جعل مراكز الثقل السياسي والمالي في جامعة الدول العربية غير مهتمة بالتورط في مستنقع المشاكل الاقتصادية والمالية في لبنان".

هذا الافتقار إلى الجاذبية بات مدفوعا بتصور سائد بين دول جامعة الدول العربية، مفاده أن "إيران تتمتع حاليًا بنصيب مهيمن على السلطة في لبنان، من خلال وكيلها (حزب الله)، وبالتالي ينبغي أن ترث مشاكل البلد العربي وتجد حلولا له"، حسبما يرى "الحلبي".

ولذا يتوقع الباحث في "تراينجل" أن يكون الملف اللبناني، في إطار "قضايا طويلة الأجل قد يتم ذكرها في قمة جامعة الدول العربية، دون التزام حقيقي بأي حل.

وفي السياق، يرى الباحث بالمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية "ألدو ليجا" أن الجزائر نفسها متورطة بشكل مباشر في بعض الانقسامات المهددة لنجاح القمة، في ضوء علاقاتها المتوترة للغاية بالمملكة المغربية.

ورغم الحضور المحتمل للعاهل المغربي إلى الجزائر، إلا أن "ليجا" يتوقع القليل من الإنجازات العملية لهذه القمة في ملف العلاقات بين الجزائر والرباط، خاصة مع استمرار التوترات المتعلقة بالموقف من قضية السيادة إلى إقليم الصحراء الغربية.

وتنعكس الانقسامات العربية أيضا على الموقف من ملفات أخرى دولية، منها الحرب الروسية على أوكرانيا، حسبما يرى مدير الأبحاث والتحليل بالمركز العربي في واشنطن "عماد حرب".

فأغلب الدول التي أعلنت موقفها من الحرب لم تذهب إلى أبعد من الدعوة إلى حل سلمي للنزاع وعدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة، فيما ذهبت بعض الدول لتبرير "حق" روسيا في فعل ما تشاء لحفظ العلاقات مع موسكو، ولذا يصف "حرب" جامعة الدول العربية بأنها "أصبحت مجرد نادٍ للدول التي ربما تجتمع كل عام لتلاوة تعويذات قديمة عن فلسطين، والمصالح المشتركة، وما إلى ذلك"، مرجحا أن لا تخرج قمة الجزائر عن هذا الإطار.

انعدام الأمن الغذائي تهديد آخر لا يقمة خطورة على قمة الجزائر، حسبما يرى "ميشيل تانتشوم"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "نافارا" الإسبانية، الذي شدد على "حدة" أزمة الغذاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل خاص.

واعتبر "تانتشوم" أن "الحاجة ماسة إلى تدابير لسد الفجوة في البلدان الأكثر عرضة لخطر انعدام الأمن الغذائي، مؤكدا أن هذا الخطر "سيزداد سوءًا في حال عدم اتخاذ أي إجراء شامل لزيادة إنتاج المنطقة من الغذاء".

هل تستطيع جامعة الدول العربية أن تفعل أي شيء حيال ذلك؟ يجيب "تانتشوم" بنعم، موضحا أن "الخبرة والتجربة ورأس المال المطلوب موجود بالفعل بين أعضاء الجامعة".

وضرب "تانتشوم" مثالا بانخراط المغرب الناجح مع دول أفريقيا جنوب الصحراء لزيادة إنتاجها المحلي من الأسمدة وزيادة غلات المحاصيل الزراعية المحلية، ما يمكن أن تعتبره قمة الجزائر مثالا يحتذى به.

كما تُظهر المشاركة الفعالة لدولة الإمارات العربية المتحدة في صناعة الأسمدة بمصر إمكانات التعاون التجاري العربي الداخلي، حسبما يشير "تانتشوم"، الذي اقترح أن توفر جامعة الدول العربية "منصة لتنسيق تعاون متعدد الأطراف" في مواجهة أزمة غذاء "من الممكن أن تؤدي لاحقا إلى زيادة خطوط الصدع الجيوسياسية بالعالم العربي".

المصدر | المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجزائر جامعة الدول العربية المغرب لبنان بشار الأسد مصر الإمارات الأمن الغذائي

قمة الجزائر.. المحطة الـ49 عربيا والـ31 على مستوى القادة في 76 عاما

توافق عربي خلال اجتماع وزراء الخارجية قبل قمة الجزائر

قطر تعلن مشاركة أميرها تميم بن حمد في القمة العربية بالجزائر

أبو الغيط: الثورات "ربيع التدمير".. وهز السعودية يضر بالمنطقة

نفي جزائري لإهانة وفد المغرب الإعلامي في القمة العربية.. واستنكار بالرباط

الغذاء وفلسطين وليبيا ولم الشمل.. هل تنجح قمة الجزائر بعمل شئ؟

هنية يدعو قادة القمة العربية إلى إقرار إعلان الجزائر للم الشمل الفلسطيني

لجنة حكماء تنهي نزاعات العرب برئاسة الجزائر