و.س.جورنال: هكذا ساعدت حرب أوكرانيا أردوغان على توسيع نفوذ تركيا

السبت 5 نوفمبر 2022 02:05 م

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على تأثير الحرب بأوكرانيا في توسيع "رجب طيب أردوغان" لنفوذ بلاده، مشيرة إلى أن الرئيس التركي يبيع طائرات بلاده المسيرة لأوكرانيا، ويحافظ في الوقت ذاته على خط اتصال مفتوح مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين".

وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، أن الوضع الدولي والإقليمي ساعد "أردوغان" على ضمان استمرار اتفاق الحبوب بين موسكو وكييف، الذي وُقع بوساطته، ما ساهم في مزيد من تعزيز النفوذ التركي. 

وفي الأشهر الأخيرة، شرعت شركة بايكار، أبرز صانع أسلحة في تركيا، في إنشاء مصنع جديد في كييف، من شأنه أن يضاعف قدرتها على إنتاج طائرات مسيرة.

كما سلمت تركيا الشهر الماضي، طرادات جديدة للبحرية الأوكرانية في حفل حضره وزير الدفاع الأوكراني "أوليكسي ريزنيكوف"، والسيدة الأولى "أولينا زيلينسكي". 

وتعد سفينة Milgem-class الآن، الأكبر في الأسطول الأوكراني، والتي لها دور كبير في تحدي الهيمنة الروسية في البحر الأسود وتظهر النفوذ التركي المتزايد.

وزودت تركيا القوات الأوكرانية، كذلك، بسترات واقية من الرصاص، كان يرتديها الرئيس "فولوديمير زيلينسكي" نفسه، إلى جانب الدروع الواقية والمركبات العسكرية. 

وعندما هدد "بوتين" بإعادة فرض حظر على صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، تدخل "أردوغان" للحفاظ على تدفق الشحنات والحد من ارتفاع أسعار الغذاء العالمية.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن موقف "أردوغان" من "بوتين" وبقائه على اتصال دائم به هو ما سهل عليه الاضطلاع بدوره الحالي في خضم التحولات السريعة التي يعرفها العالم، خصوصا بعد 24 فبراير/شباط الماضي، تاريخ إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا.

وأشارت إلى أن الرئيس التركي هو الآن أحد قادة العالم القلائل الذين يتحدثون بانتظام مع "بوتين"، وتعهد بزيادة التجارة مع روسيا على الرغم من العقوبات المفروضة بعد بدء الحرب وتوفير صمام أمان مهم.

وفي السياق، قال "ألبير كوسكون"، الرئيس السابق لشؤون الأمن الدولي في وزارة الخارجية التركية: "لقد حقق (أردوغان) نجاحا مثاليا من حيث تعزيز مصالح تركيا الخاصة في سياق التوازن الذي يحاول تحقيقه بين روسيا وأوكرانيا"، مشيرا إلى أن أوكرانيا لاتبدو منزعجة كثيرا من علاقة أردوغان ببوتين "طالما استمرت إمدادات الأسلحة التركية في التدفق".

وفي هذا الإطار، جاء تصريح نائب وزير الدفاع الأوكراني، "فولوديمير هافريلوف"، الذي قال في مقابلة صحفية: "نحن نتفهم الوضع في تركيا، هم يلعبون دور الوسيط بيننا وبين روسيا".

فالحرب في أوكرانيا أتاحت فرصة لتركيا لتعزيز صناعة الدفاع المتنامية مع تعزيز أهداف سياستها الخارجية بعد متابعة سلسلة من الحروب بالوكالة مع روسيا في سوريا وليبيا ومنطقة جنوب القوقاز. 

وهنا تشير "وول ستريت جورنال" إلى أن "أردوغان" لم يخف تطلعاته العالمية، حيث قام ببيع طائرات بدون طيار تركية الصنع إلى 24 دولة في جميع أنحاء العالم، وبناء نفوذ دبلوماسي في آسيا الوسطى من خلال مجلس للدول التركية، وتعميق العلاقات مع مجموعة من القوى الشرق أوسطية هذا العام في إعادة ترتيب دبلوماسية واسعة.

وأضافت أن محور الشحنات العسكرية التركية الجديدة إلى أوكرانيا يتمثل في تسليم عشرات الطائرات بدون طيار من طراز بيرقدار TB2، والتي ساعدت كييف على المقاومة الأولية للغزو الروسي، وتفجير القوافل العسكرية الغازية، وإغراق السفن الحربية الروسية، وأثبتت فعاليتها في التهرب من الدفاعات الجوية الروسية.

وأشارت إلى أن "أردوغان" يقوم، في المقابل، بتوسيع العلاقات العسكرية مع روسيا ومع "بوتين" نفسه، وغالبًا ما أدى ذلك إلى غضب الدول الغربية وعلى رأسها من الولايات المتحدة، حيث فرضت واشنطن على تركيا عقوبات عندما وافق الرئيس التركي في عام 2017 على شراء طائرات S-400 الروسية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان بوتين روسيا أوكرانيا

أوكرانيا تسلم تركيا أول محركين لتطوير مروحية تنافس الأباتشي الأمريكية

لا غنى عن أنقرة.. 4 دوافع خلف نشاط تركي مكثف في آسيا الوسطى