تعهد رئيس الوزراء البريطاني "ريتشي سوناك"، بالعمل على إطلاق سراح الناشط المصري البريطاني "علاء عبدالفتاح"، من السجون المصرية، حسبما أفادت شقيقته "منى سيف".

وقالت "منى" على "تويتر": "تلقينا رسالة من رئيس الوزراء ريشي سوناك تتعهد فيها بالدعوة للإفراج عن علاء "على أعلى المستويات" وإنهاء "معاملته غير المقبولة".

وأفادت "منى" بأن شقيقها شرب آخر كوب ماء، قبل توقفه عن الأكل والشرب تماما.

إلى ذلك، حذرت منظمات حقوقية من تداعيات عدم الإفراج عن الناشط المصري البريطاني "علاء عبدالفتاح"، في ظل مخاوف بشأن تدهور حالته الصحية بعد أن بدء إضراب كامل عن الطعام وشرب الماء.

وأكدت 6 منظمات حقوقية مصرية في بيان موحد صدر، السبت، أن تعامل السلطات المصرية مع مطالب أسرة "عبدالفتاح" خلال السنوات الماضية يجسد عمق أزمة حقوق الإنسان في مصر خلال العقد الأخير.

وتتهم المنظمات الست، السلطات بـ"السجن التعسفي لما زاد عن ثلثي العقد الماضي وخضع لمحاكمات غير عادلة، وتعرض للتعذيب وسوء المعاملة داخل السجن الذي واجه فيه ظروف حبس قاسية وإجراءات انتقامية بالمخالفة للقانون".

وبالتزامن مع انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 27) في شرم الشيخ، الأحد، صعد "عبدالفتاح" من إضرابه عن الطعام المستمر منذ أكثر من 200 يوم، حيث توقف عن شرب المياه بشكل كامل، بحسب شقيقته "سناء سيف".

وقالت "سناء" في تغريدة: "أخي تناول آخر كوب ماء في السجن.. الأمر لم ينته بعد، مازال بالإمكان إنقاذه".

كما أعلنت "سناء" أنها ستسافر للمؤتمر في شرم الشيخ للتظاهر، حاملة تصريح تابع للمجتمع المدني، وتختبر مدى صحة إقرار النظام المصري بأن المساحة مفتوحة أمام مشاركة المجتمع المدني.

(2))

ومطلع الشهر الحالي، قالت "ليلى سويف" والدة "عبدالفتاح"، إن "ابني علاء مقتنع بأنهم (السلطات) يريدون موته في السجن.. وأن السلطات لن تخرجه من السجن".

وتوقف الناشط المصري "عن تناول الـ100 سعرة حرارية في اليوم اعتبارا من 6 نوفمبر/تشرين الثاني، مع بداية قمة المناخ سيضرب تماما عن المياه"، حسبما ذكرت "سويف".

وأضافت أن "علاء عبدالفتاح مقتنع بأنه من الضروري إظهار ظروف المعتقلين بمصر خلال قمة المناخ".

ومنذ 6 أشهر، لا يتناول "عبدالفتاح" إلا "100 سعرة حرارية في اليوم، هي عبارة عن ملعقة عسل وقليل من الحليب في الشاي"، وفق أقربائه.

لكنه سيشرب الماء فقط منذ 1 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن "شرب علاء للتو فنجانه الأخير من الشاي في السجن"، كما قالت شقيقته عبر "تويتر" قبل أن يتوقف عن شرب الماء أيضا اليوم.

وقالت "سناء" إن شقيقها "لا يخادع، إنه مدفوع بالأمل في لم شملنا وهو غاضب من السنوات التسع التي سرقت من حياته".

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قضت محكمة في القاهرة بحبس "عبدالفتاح" الذي يحمل الجنسية البريطانية، لإدانته مع شخصين آخرين بـ"نشر أخبار كاذبة".

و"عبدالفتاح" من أبرز نشطاء ثورة العام 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق "حسني مبارك"، وأمضى معظم العقد الماضي خلف القضبان أولا بسبب تنظيمه مظاهرات ضد قانون يحظر التظاهر، ثم بشأن الانتهاكات المزعومة للأمن القومي.

ونال "عبدالفتاح" الجنسية البريطانية في أبريل/نيسان، وكان حينها في السجن، علما أن والدته مولودة في بريطانيا.

وتتعرّض مصر بانتظام لانتقادات بشأن حقوق الإنسان، مع وجود أكثر من 60 ألف سجين رأي خلف القضبان، وفقا لمنظمات غير حكومية.

وقال بيان المنظمات الست: "أصبحت قضية علاء عبدالفتاح تمثل شاهدا حيا على معاناة الألاف من سجناء الضمير في مصر، والمعرضين للتنكيل من قبل السلطات المصرية بسبب التعبير عن آرائهم بشكل سلمي".