الجارديان ترصد جوانب الفشل في تنظيم مؤتمر المناخ بمصر

السبت 12 نوفمبر 2022 09:52 م

"أثبتت شرم الشيخ أنها مكان صعب ومربك لمحادثات المناخ (كوب 27)".. هكذا خلص تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، تحدث عن جملة من النقائص شابت تنظيم مصر لمؤتمر المناخ في شرم الشيخ.

حيث اشتكى مشاركون من الازدحام المروري الخانق، والتكييف الذي جعل قصر المؤتمرات كـ"القطب الشمالي"، فضلا عن القمع الذي تعرض له ناشطون مصريون حاولوا التعبير عن آرائهم.

وبحسب الصحيفة، كانت التجربة صعبة بعض الشيء على ممثلي الدول المشاركة أثناء انتقالهم إلى المركز الدولي للمؤتمرات، وهو مكان يفتقر في أوقات مختلفة إلى الطعام والماء والاتصال بالإنترنت أو درجة حرارة معتدلة عن تلك التي في الخارج.

واشتكى مشاركون من درجات حرارة متجمدة في الداخل الصادرة عن وحدات تكييف الهواء الضخمة التي تشبه محركات الطائرة، فضلًا عن نفاد "ورق الحمام" في أماكن مختلفة.

ورغم الديكور المميز خارج مركز المؤتمرات، إلا أن الوضع العام كان سيئا لدرجة أن أحد مندوبي السويد قال للصحيفة إن "الأمر أشبه بالتواجد في لاس فيغاس، ولكنه أسوأ إلى حد ما".

خلال اليومين الأولين، اضطر أكثر من 30 ألف مبعوث إلى قمة المناخ إلى الحصول على مكسرات أو خبز من خلال إحضارها معهم من الفنادق، حيث كانت الأكشاك في مركز المؤتمرات تبيع فقط القهوة باهظة الثمن أو الآيس كريم الذي كان يتطلب الوقوف في طوابير طويلة.

"بحلول اليوم الثالث، قوبلت رائحة الطعام المطبوخ أخيرا في مركز المؤتمرات بالبهجة" يقول "جان سو"، ناشط أمريكي مهتم بالمناخ، الذي يتابع: "لم أتناول الكثير من الطعام هنا، لقد كان صعبًا".

يشار إلى أن رئيس القمة وزير خارجية مصر "سامح شكري" وجه بتخفيض أسعار المأكولات والمشروبات بنحو 50%، بعد شكاوى المشاركين.

إلى ذلك، اشتكى المشاركون من ندرة الخرائط الإلكترونية أو اللافتات التوجيهية في الطرق، مما صعب عملية التنقل.

كما رفعت الفنادق أسعارها إلى مستويات فلكية، وطلبت في بعض الأحيان من المندوبين الوافدين أموالًا أكثر مما تم الاتفاق عليه سابقًا.

كما تسربت مياه الصرف الصحي بمحيط "المنطقة الزرقاء" بالمؤتمر، ما دفع الحضور إلى القفز على الحجارة لتجاوز المياه.

وتعد "المنطقة الزرقاء" جزءا مهما من مناطق المؤتمر عمومًا، لأنها تضم قاعة المؤتمرات والمركز الإعلامي، وأخرى مختصة في إصدار التصاريح اللازمة، كما تعد الجزء اللوجيستي للمؤتمر وتتبع اتفاقية الأمم المتحدة وتحت إداراتها.

ولفتت الصحيفة إلى مشاكل وقضايا أعمق، تتعلق بفكرة تنظيم حدث عالمي يخص موضوع التغيرات المناخية وتعزيز السلوكيات الصديقة للبيئة، موضحة أنه تم تسجيل مجموعة من الحوادث التي تتعلق بهدر الطاقة، وضعف الاعتماد على الطاقات البديلة في تنظيم القمة.

واستنكر مشاركون حسب "الجارديان"، سعي النظام المصري لقمع أي نوع من المعارضة خارج الاحتجاجات المناخية العامة، مع وجود جيش من عناصر الشرطة وحراس الأمن وعملاء المخابرات المصرية في جميع أنحاء شرم الشيخ.

"لقد حظي المندوبون بالمشهد الغريب لعناصر المخابرات وهم يرتدون بذلات ونظارات شمسية وأطواق أذن يقفون بمفردهم كل 100 متر أو نحو ذلك في وسط الحقول الترابية الواسعة التي تحيط بالمكان" حسب التقرير.

كما اتضح أن تنزيل تطبيق (كوب 27) الرسمي على الهواتف، يتطلب منح الحكومة المصرية إمكانية الوصول إلى مواقع المستخدمين ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم.

وكانت "سناء سيف"، شقيقة المضرب عن الطعام البريطاني-المصري المسجون "علاء عبدالفتاح"، محورًا رئيسيًا لهذه العملية الأمنية عندما وصلت إلى (كوب 27) الثلاثاء، للمطالبة بالإفراج عن شقيقها.

وتعقب عناصر شرطة يرتدون ملابس مدنية تحركاتها، وحاول النائب الموالي للحكومة "عمرو درويش" تعطيل المؤتمر الصحفي لها.

التقرير وصف الوضع بالقول: "خيم جو من القمع الخفي على مؤتمر، هو، بطبيعته، قضية جدلية، كان هناك القليل من التفاؤل بشأن انفراج إيجابي من قبل الحكومات للعمل على أزمة المناخ مسبقًا، وأعرب النشطاء مرة أخرى عن إحباطهم من الوتيرة البطيئة للتقدم من قبل الملوثين الرئيسيين".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر قمة المناخ حقوق الإنسان فشل

تحقيق أممي باتهامات تجسس الأمن المصري على مشاركين في قمة المناخ

ذي إنترسبت: السيسي فشل في تبييض سمعته خلال قمة المناخ

أطفال يحرجون القادة في مؤتمر المناخ.. ويطالبون بحماية مستقبلهم

لحل قضايا عالقة.. مصر تمدد مؤتمر المناخ يوما إضافيا