رويترز: تنظيم «الدولة الإسلامية» يوجّه المتشددين في مصر ويوسع نفوذه

الأحد 7 سبتمبر 2014 09:09 ص

يدرب تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يقاتل لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، أخطر جماعة متشددة في مصر معقدا الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار لأكبر الدول العربية سكانا.

وإذا تأكد أن التنظيم - وهو أنجح جماعة جهادية في المنطقة حاليا - يمد نفوذه إلى مصر فإن ذلك سيدق أجراس الخطر في «القاهرة» التي تواجه السلطات فيها بالفعل تحديا أمنيا من جماعات متشددة تكونت في الداخل.

قال «قائد كبير» في جماعة «أنصار بيت المقدس» التي تنشط في شبه جزيرة سيناء والتي قتلت مئات من قوات الأمن المصرية خلال العام المنقضي إن تنظيم «الدولة الإسلامية» قدم للجماعة توجيهات بشأن كيفية العمل بشكل أكثر فاعلية.

وقال القائد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ«رويترز»: «يعلموننا كيف نقوم بالعمليات، ونحن نتواصل عبر الإنترنت».

وأضاف «هم لا يعطوننا أسلحة أو مقاتلين، لكن يعلموننا كيف نشكل خلايا سرية يضم كل منها خمسة أعضاء؛ ويقوم شخص واحد فقط من كل خلية بالاتصال بالخلايا الأخرى».

هذا وتعتبر الجماعات المتشددة والدولة المصرية عدوان قديمان، إضافة إلى أن بعض أخطر قادة «تنظيم القاعدة» ومن بينهم قائدها الحالي «أيمن الظواهري» مصريون.

وقد قام رؤساء مصر الواحد بعد الآخر بمحاولات قمع الجماعات المتشددة، لكنها في كل مرة تعود للظهور.

وقد ثار القلق في مصر بعد نجاح «الدولة الإسلامية» في الاستيلاء على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، وتقاتل السلطات المصرية جماعة «أنصار بيت المقدس»، وأيضا متشددين استغلوا الفوضى في ليبيا خلال مرحلة ما بعد «القذافي» للتمركز على حدود البلدين.

ويعتبر تنظيم «الدولة الإسلامية» هو أول تنظيم جهادي يهزم جيشا عربيا في عملية كبيرة توغل خلالها في شمال العراق في يونيو/حزيران من العام الحالي دون مقاومة تقريبا من الجيش العراقي.

خطر المتشددين

على نقيض «القاعدة» التي تخصصت في عمليات الكر والفر والتفجيرات الانتحارية تعمل «الدولة الإسلامية» كجيش يستولي على الأرض ويحتفظ بها في تحد من نوع جديد للدول العربية التي يساندها الغرب.

وقال القائد الذي تحدث إلى «رويترز» إن هجمات الجيش مثلت ضغطا على جماعة «أنصار بيت المقدس» وتسبب في فرار أعضاء التنظيم إلى مناطق أخرى بمصر، لكن التنظيم لا يزال يشكل خطرا أمنيا.

وعبر الرئيس «عبد الفتاح السيسي» الذي قاد الانقلاب في مصر عن قلقه من المتشددين الذين ينشطون على الحدود مع ليبيا.

ويقول مسؤولون أمنيون إن الجماعات المتشددة مثل «أنصار بيت المقدس» تسير على نهج «الدولة الإسلامية» -وهو تنظيم متفرع عن القاعدة- في مجال العمليات الوحشية مثل الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس مثلما حدث في الآونة الأخيرة للصحفيين الأمريكيين «جيمس فولي»، و«ستيفن سوتلوف».

وبحسب المسؤولين الأمنيين فإن «السيسي» أعاد بعض الاستقرار السياسي لمصر، وشن حملة أمنية غير مسبوقة على جماعة «الإخوان المسلمين» التي ينتمي إليها الرئيس «محمد مرسي»، وذلك بعد الإطاحة به، لكنهم أضافوا أن الجماعات المتشددة لا تزال تشكل خطرا كبيرا.

ويقول المسؤولون الأمنيون إن آلاف المتشددين المصريين انضموا إلى عمليات «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، وإن السلطات تخشى أن يعودوا إلى البلاد لقتال الحكومة.

وقالوا إن ذلك قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على قوات الأمن المصرية التي فشلت حتى الآن في وقف حملة تفجيرات وهجمات بالرصاص أودت بحياة المئات من جنود الجيش والشرطة منذ الانقلاب على «مرسي» أول رئيس مدني منتخب خارج المؤسسة العسكرية في 3 يوليو/تموز العام الماضي.

ويقول المسؤولون الأمنيون إن قادة «الدولة الإسلامية» وقادة «أنصار بيت المقدس» أقاموا اتصالات فيما بينهم، وفي الوقت نفسه أقام المتشددون الذين يتخذون من ليبيا قاعدة لهم اتصالات مع «أنصار بيت المقدس» الأمر الذي أدى إلى تكوين شبكة معقدة.

جثث مقطوعة الرأس!!

قالت جماعة أنصار بيت المقدس في الآونة الأخيرة إنها قطعت رؤوس أربعة مصريين اتهمتهم بأنهم قدموا لـ«إسرائيل» معلومات ساعدت على قتل ثلاثة من مقاتلي الجماعة في هجوم جوي.

وقد عثر على أربع جثث مقطوعة الرأس في شبه جزيرة سيناء، وهذه هي المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن قطع رؤوس في مصر «الحليف الاستراتيجي» للولايات المتحدة. وتربط «مصر» معاهدة سلام مع «إسرائيل»، كما أن مصر تمثل محورا مهما للعالم لوجود أهم ممر مائي للتجارة العالمية وهو قناة السويس.

وأظهر تسجيل فيديو على «تويتر» وقوف مسلحين يرتدون أقنعة سوداء فوق رجال راكعين بينما قرأ أحد المسلحين بيانا، وبعد دقائق تم قطع رؤوس الأربعة.

ووصف قائد «أنصار بيت المقدس» الذي تحدث إلى «رويترز» والذي قال إن جماعته أقامت صلات مع «الدولة الإسلامية» قطع الرؤوس بأنه رسالة واضحة لأي شخص يتعاون مع أعداء الجماعة مفادها أنه سيلاقي نفس المصير.

ويشير هذا العنف إلى مستوى جديد من التطرف في مصر التي تسببت حملات أمنية وعنف سياسي واحتجاجات شوارع فيها في توجيه ضربة قوية للاقتصاد بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق «حسني مبارك» عام 2011.

وقد أكد مسؤول أمني أن هناك علاقات بين «أنصار بيت المقدس» و«الدولة الإسلامية» إلا أنه ليس هناك أعضاء في الدولة الإسلامية في مصر.

وأضاف أن هناك تنسيقا بين قادة «بيت المقدس» والمتشددين في «ليبيا» و«الدولة الإسلامية».

وقال المسؤول الأمني إن السلطات المصرية سلمت مسؤولي المطارات المصرية قوائم بأسماء المصريين الذين ذهبوا إلى الخارج للجهاد.

وقال «إن بعض الأشخاص يعودون على بلادهم لشن هجمات لذلك يتم إلقاء القبض عليهم، ونفس الشيء يحدث لغيرهم من الذين يعودون لزيارة أسرهم».

وأضاف أن هناك نوع ثالث يعود للتجنيد فقط، ويتم مراقبتهم إلى أن يكون الوقت مناسبا للتحرك.

وقد صرح القائد في «بيت المقدس» بأنهم يواجهون صعوبة في العمل في سيناء، وأن العمل أسهل في أماكن أخرى، مضيفا أن المقاتلين يستفيدون من النصائح التي تقدمها «الدولة الإسلامية» وأنهم يتعلمون من عناصرها كيفية مهاجمة قوات الأمن واستخدام عنصر المفاجأة.

وأضاف أن التفجيرات التي لا تكون من عمل «أنصار بيت المقدس» تشير إلى ظهور جماعات متشددة جديدة في مصر، مشيرا إلى أن هناك تدفقا للمتشددين في الاتجاهين عبر حدود ليبيا.

قائلا: إن هناك آخرين يعملون في مصر لا نعرف عنهم أي شيء وأن أنصار بيت المقدس فقد فقدت الاتصال بعناصر تابعة لها  كانت قد ذهبت إلى ليبيا، لافتا أنه في كل مرة يتم فيها قتل واحد من الجماعة ينضم إليهم اثنان أو ثلاثة يكونون في العادة هم أقارب أعضاء تم قتلهم.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية أنصار بيت المقدس سيناء مصر

أنصار بيت المقدس: طائرة إسرائيلية قتلت 3 من أفرادها بسيناء

إطلاق الصواريخ من سيناء على إسرائيل يحرج السلطات المصرية

مصرع 12 تكفيرياً وقذيفة تقتل 4 أطفال في سيناء

فيديو يظهر سيطرة «أنصار بيت المقدس» على مناطق كاملة بسيناء