من الشرق الأوسط إلى أوروبا.. لماذا يتجنب حلفاء واشنطن اتخاذ موقف ضد الصين؟

السبت 19 نوفمبر 2022 08:45 م

قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط يتجنبون اتخاذ موقف ضد الصين، لكنهم في الوقت ذاته لا يعتبرون بكين بديلا محتملا لواشنطن خاصة فيما يتعلق بردع طهران.

وأوضح الموقع أن تفادي الانحياز ضد الصين ليس حصرا في الدول العربية والشرق الأوسط، بل أيضا في الدول الأوروبية والغربية، متسائلا إلى متى يمكن لحلفاء واشنطن الاستمرار في هذا النهج.

واستشهد الموقع بموقف الإمارات التي أعلنت أنها ليس لديها مصلحة في الاختيار بين الولايات المتحدة والصين.

وأورد الموقع تصريحات للمستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات "أنور قرقاش"، أدلي بها بحضور خبراء ومحللين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي لمناظرات أبوظبي الاستراتيجية الذي ينظّمه مركز الإمارات للسياسات، الإثنين.

وقال "قرقاش": "لا مصلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الاختيار بين القوى العظمى".

وأضاف "قرقاش" أنه في حين أن الإمارات ليست مهتمة بالتمييز بين القوى العظمى، فإن "العلاقة الأمنية الاستراتيجية الأساسية لأبوظبي تظلّ بشكل لا لبس فيه مع الولايات المتحدة".

وذكر "قرقاش" إن سياسة الإمارات الخارجية هي صفر مشاكل مع المنطقة، وهدفها خلق مساحة فريدة لتسهيل الدبلوماسية بين الشرق والغرب.

ووفق "قرقاش" فإن الإمارات باعتبارها قوة متوسطة الحجم، فهي تحتاج بالتحلي بالبراجماتية".

وذكر المسؤول الخليجي أن الإمارات ستختار "الدبلوماسية الهادئة بدلاً من النقد الصريح" عندما يتعلق الأمر بسلوكها للسياسة الخارجية. 

وبحسب "المونيتور" فإن مسألة عدم الانحياز للصين أو أمريكا لا تقتصر على "قرقاش" أو الإمارات ولا حتى الشرق الأوسط.

وأشار الموقع أنه في حلقة نقاشية منفصلة حول أوروبا ظهر موضوع مماثل.

ففي حين أن الدول الأوروبية أقرب إلى الولايات المتحدة فيما يتعلق بالصين، بما في ذلك بشأن المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان والمناخ، إلا أن تلك الدول ليست كلها معنية بجعل الصين محور استراتيجيتها للأمن القومي، كما فعلت الولايات المتحدة.

وذكر الموقع أنه بالنسبة للشرق الأوسط ومعظم دول العالم، فإن الانقسام بين الولايات المتحدة والصين، ينذر بقلق متزايد، مع تصعيد محتمل لـ "المنافسة الاستراتيجية" بين واشنطن وبكين.

وأشار إلى الاستراتيجية الأمنية للإدارات الأمريكية في السنوات العشر القادمة تعتبر "حاسمة" في التعامل مع الصين.

وفي هذا الصدد، يقول "إيفان فيجنباوم" نائب رئيس مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وخبير أمريكي كبير في شؤون الصين، إنه مع زيادة الولايات المتحدة للعقوبات والضغوط التنظيمية على شركات التكنولوجيا الصينية، يمكن أن تتعارض الخيارات التي تتخذها الدول الحلفاء مع القوانين واللوائح الأمريكية.

وتابع: "في حين أن التجارة والاستثمار الأمريكي في الشرق الأوسط لا يزالان يتفوقان على الصين، فإن اختيار "نحن أو هم" قد لا يكون خيارًا سهلاً بالنسبة للمنطقة".

وذكر أن أحد المجالات التي لا تستطيع الصين المنافسة فيها هو العلاقات السياسية والأمنية الوثيقة التي تربط الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط.

وعقب أن دول المنطقة تفضل الأسلحة الأمريكية، وقد ابتعدت الصين حتى الآن عن تعميق آثارها الأمنية والدبلوماسية، مفضلة إبقاء تركيزها على علاقات الاستثمار والتجارة والطاقة.

من جانبه قال "هاورد شاتز" كبير الاقتصاديين في مؤسسة "راند" إنه في حين قد يكون هناك بعض القلق في الخليج حول الالتزام الأمني الأمريكي في المنطقة، إلا أن أياً من دول مجلس التعاون الخليجي لا يعتبر الصين بديلاً محتملاً ، خاصة لردع واحتواء إيران. 

وعقب: "هذا ما قصده قرقاش بعلاقات أمنية لا لبس فيها بين الولايات المتحدة والإمارات".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات عدم الانحياز الصين أمريكا أنور قرقاش

كيف يمكن التعامل مع النفوذ الصيني المتزايد في الشرق الأوسط؟.. معهد واشنطن يجيب