دويتشه فيله: العاصمة الإدارية مشروع هيبة السيسي تتحول لمدينة أشباح

الأحد 20 نوفمبر 2022 05:46 ص

بالنسبة للرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، فإن العاصمة الإدارية هي "مشروع هيبة"، إلا أن كثيرا  من التساؤلات تثار حول جدوى المشروع المتوقع لأن تكون نهايته الفشل.

وفي الوقت الذي تم استثمار نحو 60 مليار يورو في المشروع، معظمها من خلال القروض، يرى البعض أنها "ستكون منارة الحياة في مصر"، يشكو آخرون من مشاكل في مبانيها، وعدم رغبة المصريين في الانتقال إليها.

ففي مطلع العام المقبل، يفترض أن تنتقل الحكومة المصرية من مدينة القاهرة، المكتظة بالسكان، البالغ عددهم 20 مليون نسمة، إلى مدينة جديدة بنيت في الصحراء على بعد 60 كيلومترًا شرقي القاهرة، تحمل اسم "العاصمة الإدارية" (بالإنجليزية Capital City وتختصر إلى سي سي).

يقف المهندس المعماري الشاب "هاني محمد"، في أعلى نقطة في موقع البناء، على شرفة المشاهدة، التي ستكتمل قريبًا بالبرج الأيقوني، وهو اسم أطلق على أعلى ناطحة سحاب في العاصمة الجديدة، ارتفاعه 385 مترًا، مما يجعله أعلى مبنى في أفريقيا.

وعندما تنظر من أعلى البرج، في الطابق 78، ستشاهد المباني الضخمة للمدينة الضخمة تحت قدميك، مبنى البرلمان الجديد به أعلى سارية علم في العالم، وبجانبه أكثر من عشرين مبنى ضخما للوزارات المختلفة على طول شارع واسع تمتد على جانبيه أشجار في منظر بديع.

وفي مدخل العاصمة الإدارية افتتح في 6 يناير/ كانون الثاني 2019 مسجد "الفتاح العليم"، الذي يتسع لنحو 20 ألف مصل، وفي نفس اليوم افتتح الرئيس المصري أيضا "كاتدرائية ميلاد المسيح"، والتي تعد الأكبر حجما في العالم العربي.

وتمتد في الحي الحكومي صفوف لا نهاية لها من المباني السكنية – المكونة من 6 أو 8 أو 10 طوابق، عمارات سكنية تمتد في الأفق، وكلها في وسط الصحراء.

وفي مواقع البناء بالعاصمة الإدارية يجري العمل على قدم وساق، حيث عشرات الآلاف من العمال يعملون بجد لإنجاز المهمة.

وفي الموقع الذي سيكون في المستقبل "الحي التجاري" تم الانتهاء من بناء عشرين مبنى شاهقا.

يقول المهندس المعماري الشاب "هاني محمد"، بكل إعجاب: "العاصمة الإدارية ستكون منارة الحياة في مصر والجميع سيتمنون القدوم إلى هنا ولو ليوم واحد. ستكون رائعة".

ويعتقد "محمد" أن "العاصمة الإدارية" هي "مدينة الأحلام"، ويقول: "أي شخص لن يعيش في العاصمة الإدارية الجديدة في المستقبل سيشعر وكأنه ليس في مصر أبدا، لأن كل مصر ستكون هنا".

إلا أن قناة "دويتشه فيله" الألمانية، نشرت مؤخرا تقريرا عن العاصمة الإدارية الجديدة، قالت إنه على الرغم من تسويق السلطات لها، إلا أنه "لا يوجد بالكاد من يرغب في الانتقال إلى هناك"، وقد تتحول إلى "مدينة أشباح".

وجاء في التقرير التلفزيوني للقناة: "أكبر مدينة في أفريقيا تستعد لانتقال السكان إليها، لتقوم مصر باستبدال عاصمتها القاهرة لتحل محلها مدينة مستقبلية ضخمة في وسط الصحراء، عاصمة جديدة لـ6 ملايين شخص".

وأضافت أن العاصمة الجديدة "ستشتمل على أكبر ناطحة سحاب، وأكبر حديقة في العالم، وعلى الرغم من كل هذه الأفكار العظيمة، لا يوجد بالكاد من يرغب في الانتقال إلى هناك".

ولفت التقرير إلى أن "العاصمة الجديدة ظهرت فجأة كالهاجس في الصحراء، كتلة من المباني على بعد ما يقرب من 60 كيلومتراً من بوابات القاهرة، أنشأتها الحكومة على مدى 7 سنين، وتفاخرت بها باعتبارها رمزاً للطموحات المصرية، إلا أنه في الواقع، وأخذا بعين الاعتبار الأسعار المبدئية، فإن قلة من الناس لديهم القدرة على اقتناء الشقق والفلل فيها".

وأشار التقرير إلى أن العاصمة الجديدة "لا تزال مدينة أشباح، إذ لا توجد متاجر ولا مطاعم، ومراكز التسوق فارغة، ورياح الصحراء تعصف بالرمال والغبار في كل مكان وهي تتسبب بالفعل في تآكل واجهات المباني".

ويقال إن أول 5 سكان قد انتقلوا بالفعل إلى المنطقة السكنية المسماة R 3، على الرغم من أن المصاعد لم تعمل بعد.

ولكن ربما تكون هذه مجرد واحدة فقط من الكثير من المشاكل الأخرى: إذ يصور أحد السكان الجدد أوجه القصور في شقته الجديدة ويضع مقاطع الفيديو على الانترنت.

ويقول الصوت في الفيلم "هنا، تتدفق مياه الصرف الصحي عبر الطابق السفلي (القبو) لأن أنابيب (المياه) معزولة بشكل سيئ"، ويتابع: "إذا قاموا بري الحديقة بالخارج، فإن الماء يتسرب عبر الجدران".

ويسأل المقيم الجديد في مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: "ماذا نتوقع مع هذا الكم الكبير من الفساد"، وبهذا يتجرأ على توجيه الكثير من الانتقادات، والتي قد يقع بسببها في مشاكل مع الشرطة.

ووفق "دويتشه فيله"، فإن العاصمة الجديدة هي "مشروع هيبة للسيسي"، إلا أن "كثير من النقاد يقولون إن ذلك كان بمثابة دفن للأموال في الرمال"، متساءلة: "ألم يكن بالإمكان استخدامه لبناء شقق جديدة في القاهرة، حيث يعيش ملايين الأشخاص في أحياء فقيرة؟ وبذلك ربما كان سيكون هناك دائما مليارات متبقية؟".

وختمت تقريرها بالقول: "أسئلة لا يطرحها المرء في مصر إلا خلف الأبواب المغلقة فقط، كلّا، فالمواطنون في مصر يجب أن يفخروا بعاصمتهم الإدارية الجديدة، حتى وإن لم يكن لدى معظم العائلات المصرية قدرة على شراء شقة هناك".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر تبني مدينة أبو قير الجديدة.. قلق من السيطرة الإماراتية وتخوفات من تأثيرها على البيئة

تزامنا مع الانتقال إلى العاصمة الإدارية.. الحكومة المصرية تخطط للعمل من المنزل

و.س.جورنال: السيسي ينفق المليارات لإنشاء مدينة لن يزورها أحد

مصر.. زي موحد لموظفي العاصمة الإدارية باقتراح من الجيش