اتهم الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، إيران بأنها «تسعى لإشعال المنطقة، من خلال تحويلها الخلافات المذهبية إلى صراع، وتتعمد توتير علاقاتها مع السعودية، ودول الخليج».

وقال «أردوغان» خلال مأدبة غداء للسفراء الأتراك بالمجمع الرئاسي، في العاصمة أنقرة، اليوم الثلاثاء إن «إيران تستغل التطورات في اليمن، والعراق، وسوريا، لتوسيع نفوذها في المنطقة»، مشيرا إلى أنها (إيران)، «توتر علاقاتها مع السعودية بشكل متعمد».

وتصاعدت حدة التوتر بين السعودية وإيران، في أعقاب الاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، احتجاجا على تنفيذ الرياض حكم الإعدام ضد 47 شخصا أدينوا بالإرهاب، بينهم رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر».

من جهة أخرى، أدان «أردوغان» الهجوم الذي وقع في ميدان السلطان أحمد بمدينة إسطنبول، اليوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن بلاده عازمة على مواصلة الحرب على الإرهاب حتى النهاية.

وأضاف، «بالنسبة لنا، لا فرق بين داعش (الدولة الإسلامية)، وبي كا كا (العمال الكردستاني)، وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري)، ووحدات حماية الشعب (الذراع العسكري للأخير) فكلها منظمات إرهابية».

وتابع قائلا، «إذا لاحظتم فإن تركيا تتصدر أهداف المنظمات الإرهابية، التي تنشط في المنطقة، لأنها (تركيا)، لا تميز بينها جميعا، وموقفها ثابت تجاهها»، متسائلا، «هل توجد دولة أخرى في العالم تواجه تنظيم داعش الإرهابي بحزم أكثر من تركيا، وتدفع ثمنا مثلنا؟».

وتطرق «أردوغان»، إلى الأزمة السورية الممتدة منذ نحو 5 سنوات، حيث اعتبر أن سوريا تحولت إلى بؤرة، تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، مؤكدا أن الشعب السوري تعرض للظلم من قبل المنظمات الإرهابية من جهة، والنظام السوري وبعض الدول الداعمة له من جهة أخرى.

وانتقد «أردوغان»، التدخل العسكري الروسي لصالح النظام في سوريا، بذريعة توجيه دعوة التدخل إليه، مضيفا، «يجب أن نسأل لأولئك الذين تدخلوا في سوريا بزعم تلقيهم دعوة، هل وجهت إليكم جورجيا وأوكرانيا دعوة أيضا».

وشدد أن «روسيا لا تواجه داعش، إنما تعمل على إقامة دويلة سورية في اللاذقية ومحيطها»، متهما إياها باستهداف التركمان في ريف اللاذقية رغم عدم وجود داعش فيها.

وقال إن «الغاية الأساسية للذين جاءوا إلى سوريا بذريعة محاربة داعش، هي حماية النظام السوري من السقوط»، مضيفا أن «العمليات العسكرية الروسية في سوريا تعمق المشاكل في المنطقة».

وقال «أردوغان»، إن «البحر المتوسط تحول إلى مكان محزن للجميع، بسبب أزمة الهجرة الممتدة من سواحل المتوسط إلى أوروبا، في وقت اكتسبت فيه التيارات الخطرة مثل الإسلاموفوبيا، والعنصرية، والعداء للأجانب، قوة أكثر تحت تأثير الأزمة الاقتصادية».

وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، أكد «أردوغان أن بلاده «تعاني من مشكلة الإرهاب التي تعاني منها دول عديدة، وليست لديها مشكلة كردية».

وأضاف «أريد أن أبعث برسالة من هنا إلى العالم، ليست لتركيا أية مشكلة مع مواطنيها الأكراد، يعني لا توجد في تركيا مشكلة كردية»، مشددا على أن جنوب غربي البلاد، يوجد فيها مطارات، وجامعات، ومدراس، شأنها شأن المناطق الأخرى في البلاد.

ولقي 10 أشخاص مصرعهم وأصيب 15 آخرون، في تفجير نفذه انتحاري سوري قرب مجموعة من السياح كانت تقوم بزيارة لجامع السلطان أحمد في مدينة   .إسطنبول

وقال مسؤولون أمنيون في تركيا إنه يوجد احتمال قوي بتورط تنظيم «الدولة الإسلامية» في الهجوم.