وصفت وزارة الخارجية الإيرانية قرار السعودية بقطع العلاقات مع إيران وسط تصاعد التوتر بـ«المتسرع وغير المنطقي».
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبداللهيان»: «في الماضي تسبب السعوديون في عدم استقرار المنطقة بمثل هذا التسرع والقرارات غير المنطقية».
وأضاف «عبد اللهيان»، وفقا لوكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية: «لا يستطيع السعوديون استخدام مثل هذه الخطوة لتغطية إعدام رجل الدين الشيعي البارز الشيخ نمر النمر».
وكما نقلت عنه وكالة أنباء «فارس»، قوله إنه «لم يلحق أذى بأي دبلوماسي سعودي كما أن إيران إحدى أكثر الدول أمانا في المنطقة بالنسبة للدبلوماسيين.
من جانبها، ردت الولايات المتحدة على قرار السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بالتشجيع على التواصل الدبلوماسي وحثت القادة في المنطقة على اتخاذ «خطوات جادة» لتخفيف حدة التوتر.
وقال مسؤول بإدارة الرئيس «باراك أوباما»: «علمنا أن السعودية أمرت بإغلاق البعثات الدبلوماسية الإيرانية في المملكة».
وأضاف: «نعتقد أن التواصل الدبلوماسي والمحادثات المباشرة تظل أمرا جوهريا في حالة الخلافات وسنواصل حث القادة في المنطقة على اتخاذ خطوات جادة لتهدئة التوتر»، بحسب وكالة «رويترز».
بدوره دعا نائب وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، «توبياس إلوود»، كلا من السعودية، وإيران، إلى «تحمل المسؤولية وضبط النفس»، بعد تعرض سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءت، أول أمس السبت، احتجاجا على إعدام الرياض، «نمر باقر النمر».
وأعرب «إلوود»، في بيان له، أمس الأحد، عن قلقه إزاء تصاعد التوتر بين السعودية وإيران، خلال الـ 24 الساعة الماضية، مشيرا إلى أن بلاده تعارض عقوبات الإعدام.
وأكد المسؤول البريطاني، أن المملكة المتحدة، أطلعت الجانب السعودي على موقفها الواضح إزاء الإعدامات، معربا عن خيبة أملهم حيال الإعدمات الجماعية.
وأشار «إلوود، إلى أنهم ينتظرون من السعودية عدم تنفيذ أحكام إعدام بحق آخرين بينهم «علي النمر» (ابن شقيق نمر النمر).
وحول تعرض سفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، لهجوم السبت، أوضح «إلوود»، أنه يتوجب حماية البعثات الدبلوماسية، وإظهار الاحترام لها.
وأضاف أن «هناك أطرافا تريد استغلال الوضع الراهن، وتصعيد التوترات الطائفية، الأمر الذي سيكون خلافًا لرغبات الأغلبية في المنطقة».
من جانبه اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي «باولو جينتيلوني»، في بيان نشرته الخارجية، مساء الأحد، أن «إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر من قبل السلطات السعودية من المرجح أن يؤجج التوتر داخل البلاد مع الطائفة الشيعية المحلية».
وجدد الوزير الإيطالي التذكير بأن بلاده تظل على الدوام على موقفها المناهض لعقوبة الإعدام.
وفي نفس السياق، أصدرت الخارجية الإيطالية، تحذيراً للمواطنين الإيطاليين المقيمين في كل من السعودية وإيران، بضرورة توخي أقصى درجات الحذر، مذكرة بوجوب الابتعاد عن نقاط التوتر، ولا سيما في مدينتي القطيف السعودية حيث تشهد مظاهرات واسعة، والشوارع المحيطة بمقر السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران.
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية صباح أول أمس السبت، أنها نفذت حكم الإعدام في 47 مدانا بالإرهاب والتحريض من بينهم «فارس الشويل» والمعارض الشيعي المعروف «نمر النمر».
ولاقى الحكم تنديدات شيعية وإيرانية واسعة، كما هاجم متظاهرون، مساء السبت، مبنى السفارة السعودية في طهران، وألقوا باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن «حسين جابر أنصاري»، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، دعا إلى الهدوء، وقال إنه يجب عدم حدوث مظاهرات أخرى حول السفارة السعودية.
وقبل ساعات من اقتحام السفارة السعودية في طهران، هاجمت عناصر من ميليشيات «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، مساء السبت، القنصلية السعودية في مدينة مشهد بمحافظة خراسان شمال شرق إيران، وأضرموا النار بقسم من المبنى.
كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، القائم بالأعمال السعودي في طهران، وأبلغته احتجاج طهران على إعدام «النمر».
ووفقا لـ«وكالة فارس»، نقل مساعد الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، «حسين أمير عبداللهيان»، احتجاج إيران للقائم بالأعمال السعودي في طهران «أحمد المولد».
ومساء أمس الأحد، قال وزير الخارجية السعودي «عادل بن محمد الجبير» في مؤتمر صحفي، إن السعودية قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وطلبت من البعثة الإيرانية مغادرة المملكة خلال ٤٨ ساعة، وذلك على خلفية التصعيد الإيراني عقب إعدام السعودية «نمر باقر النمر».
وأضاف أن «الاعتداء على السفارة السعودية في طهران يعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية»، مشيرا إلى أن «النظام الإيراني يحمل سجلا طويلا من الاعتداء على السفارات، حيث أن الإيرانيين اعتدوا من قبل على السفارتين الأمريكية والبريطانية».
وأشار إلى أن «إيران توفر الحماية لقادة القاعدة وتهريب الأسلحة»، مشددا على أن «المملكة العربية السعودية عازمة على الاستمرار في نهجها للقضاء على الإرهاب».
وحول البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، قال «الجبير» إن «أعضاء البعثة وصلوا إلى دبي بعد إجلائهم من إيران»، مضيفاً: «لن نسمح لإيران بتهديد أمننا ودعم من يهددون استقرار المنطقة».