اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين، السعودية بـ«تصعيد التوتر في المنطقة»، وذلك بعد أن أعلنت السلطات السعودية قطع علاقاتها مع إيران طلبت من الدبلوماسيين الإيرانيين مغادرة البلاد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «جابري الأنصاري» في بيان: «ترى السعودية مصالحها ووجودها في مواصلة التوتر والمواجهات، وتحاول حل مشاكلها الداخلية عبر تصديرها إلى الخارج».
وأضاف «أنصاري» أن إيران «تعمل بحسب المعاهدات الدولية وتحترم تعهداتها في حماية الممثليات الدبلوماسية وتأمين حمايتها وحماية دبلوماسييها».
وأضاف: «السعودية، وبما أنها ترى وجودها في استمرار الأزمات، تستخدم هذه القضية ذريعة لتصعيد التوتر والمواجهات».
وتابع «نعتقد أن المجتمع الدولي ودول المنطقة لن تسمح للسعودية بمواصلة سياسة التوتر والمواجهات التي سبق أن زعزعت الاستقرار في المنطقة».
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية صباح أول أمس السبت، أنها نفذت حكم الإعدام في 47 مدانا بالإرهاب والتحريض من بينهم «فارس الشويل» والمعارض الشيعي المعروف «نمر النمر».
ولاقى الحكم تنديدات شيعية وإيرانية واسعة، كما هاجم متظاهرون، مساء السبت، مبنى السفارة السعودية في طهران، وألقوا باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن «حسين جابر أنصاري»، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، دعا إلى الهدوء، وقال إنه يجب عدم حدوث مظاهرات أخرى حول السفارة السعودية.
وقبل ساعات من اقتحام السفارة السعودية في طهران، هاجمت عناصر من ميليشيات «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، مساء السبت، القنصلية السعودية في مدينة مشهد بمحافظة خراسان شمال شرق إيران، وأضرموا النار بقسم من المبنى.
كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، القائم بالأعمال السعودي في طهران، وأبلغته احتجاج طهران على إعدام «النمر».
ووفقا لـ«وكالة فارس»، نقل مساعد الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، «حسين أمير عبداللهيان»، احتجاج إيران للقائم بالأعمال السعودي في طهران «أحمد المولد».
ومساء أمس الأحد، قال وزير الخارجية السعودي «عادل بن محمد الجبير» في مؤتمر صحفي، إن السعودية قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وطلبت من البعثة الإيرانية مغادرة المملكة خلال ٤٨ ساعة، وذلك على خلفية التصعيد الإيراني عقب إعدام السعودية «نمر باقر النمر».
وأضاف أن «الاعتداء على السفارة السعودية في طهران يعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية»، مشيرا إلى أن «النظام الإيراني يحمل سجلا طويلا من الاعتداء على السفارات، حيث أن الإيرانيين اعتدوا من قبل على السفارتين الأمريكية والبريطانية».
من جانبها وصفت وزارة الخارجية الإيرانية قرار السعودية بقطع العلاقات مع إيران وسط تصاعد التوتر بـ«المتسرع وغير المنطقي».
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني «حسين أمير عبداللهيان»: «في الماضي تسبب السعوديون في عدم استقرار المنطقة بمثل هذا التسرع والقرارات غير المنطقية».
وأضاف «عبد اللهيان»، وفقا لوكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية: «لا يستطيع السعوديون استخدام مثل هذه الخطوة لتغطية إعدام رجل الدين الشيعي البارز الشيخ نمر النمر».