استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قلق من نشوب صراع مسلح بعد الحرب الباردة في الخليج

الأربعاء 13 يناير 2016 07:01 ص

الحرب الباردة بمنطقة الخليج ليست جديدة، ويمكن تحملها طالما لم تتحول إلى صراع دموي. فالتراشق بالاتهامات لم يتوقف منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران في 1979، التي تأسس مجلس التعاون الخليجي لمواجهة ما تمثله من تحديات لحكومات المنطقة.

واذا كانت الحقبة الاولى بعد ذلك التغيير السياسي الكبير قد طغت عليها الحرب العراقية الإيرانية المدمرة التي استمرت ثمانية اعوام، فان التوتر الحالي في شكله السياسي لا يقل حدة. وجاء القرار السعودي بقطع العلاقات مع إيران ليوسع ابعاد الحرب الباردة وليضيف ابعادا جديدة للصراع الذي تمتزج فيه الايديولوجيا بالاعتبارات والمصالح السياسية.

من الخطأ النظر إلى ما جرى في اطار التمايز المذهبي بين الطرفين، فطرح البعد المذهبي انما هو وسيلة لتوسيع رقعة ذلك التمايز، كعنصر مفيد للتعبئة لصالح هذا الطرف او ذاك.

الأمر المؤكد ان الاطراف المعنية بشكل مباشر في التصعيد الاخير لا ترغب فيه حقا، لعلمها ان استمراره قد يؤدي لصراعات دموية لن تنحصر بحدودهما، ولن تحقق انتصارا ساحقا لاي منهما على الآخر. فما الذي تحقق من الحرب العراقية الإيرانية سوى الدمار والخراب وارجاع البلدين عقودا إلى الوراء؟ بقي النظامان مكانهما ونجم عنهما حقائق سياسية تركت آثارها على الصراعات اللاحقة خصوصا تلك التي اعقبت ظاهرة الربيع العربي.

وحرب اليمن الحالية هي الاخرى دليل آخر على عدم جدوى الحروب وعدم قدرتها على حسم المواقف، فبعد تسعة شهور متواصلة من القصف والتدمير لم يتحقق للتحالف الذي قادته السعودية الاهداف التي وضعها في بداية الحرب، بل ان بعض المشاركين فيه انسحب لعلمه بعدم جدوى هذا الصراع الدموي. فما عسى ان يتمخض عن لعبة شد الحبل الحالية بين السعودية وإيران؟

يجدر النظر لطبيعة العلاقات بين البلدين خصوصا في الاعوام الخمسة الاخيرة التي اعقبت وأد الربيع العربي، وبشكل خاص بعد توقيع الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية والدول الغربية. وتحركت السعودية بهدف ضرب ما تعتبره «نفوذا إيرانيا» في العراق اولا ثم البحرين ثم سوريا، او صعود التيار الإسلام السياسي كما في مصر وتونس.

وجاءت اخيرا الحرب على اليمن امتدادا لذلك الصراع. وفجأة وجدت إيران نفسها امام هجوم سياسي على كافة الأصعدة: المذهبية والسياسية والاقتصادية والعسكرية. وتصاعدت الحرب الاستخباراتية مع السعودية، وكان لبنان مسرحا لاثبات الوجود بين طهران والرياض.

السعودية كانت السباقة لاتخاذ قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وتبعها السودان وجيبوتي والصومال.

وفي ما عدا البحرين التي هرعت هي الأخرى لاعلان قطع العلاقات مع طهران، فقد اكتفت دول مجلس التعاون الاخرى بخطوة«سحب السفراء». وهذا امر يدعو للاطمئنان بان الازمة لن تتحول إلى صراع دموي، في المستقبل المنظور على الاقل. القرار السعودي جاء ردا على نشوب حريق في محيط سفارتها بالعاصمة الإيرانية، ولم يعرف بعد حجم الاضرار التي لحقت بالسفارة نفسها. واصبح الآن واضحا ان الحكومة الإيرانية لم تكن طرفا مباشرا في الهجوم الذي شنه محتجون تجمعوا حول السفارة للاحتجاج على اعدام الشيخ السعودي، نمر باقر النمر.

هذا التطور السلبي في العلاقات بين الرياض وطهران اصاب الكثيرين بالذهول، وساهم في زيادة التوتر في منطقة ما فتئت تنوء بالاضطرابات السياسية والامنية منذ اجهاض ثورات الربيع العربي قبل خمسة اعوام. فقد كرس حالة الاستقطاب وعمق مشاعر القلق والاحباط لدى من يهمهم امر الامة ويقلقهم تفككها.

صحيح ان تصريحات خجولة صدرت من بعض الدول الإسلامية الكبرى مثل تركيا للتعبير عن استعدادها للقيام بدور لتخفيف ذلك التوتر، ولكن آثاره لن تنحصر بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين خصوصا مع توقف الطيران وسعي كل طرف لكسب مواقف الدول الاخرى لصالحه.

ومن المؤكد أن ينعكس القرار على فريضة الحج التي كانت من بين الاسباب التي ساهمت في تدهور العلاقات بينهما بعد مقتل اكثر من 450 من الحجاج الإيرانيين في الكارثة التي لحقت بالحجاج قبل ثلاثة شهور. كما انعكس سلبا على اسعار النفط التي شهدت المزيد من الهبوط. وثمة خشية من تصاعد ظاهرة الإرهاب في الفترة المقبلة، بدلا من تراجعها، وتعمق التوتر المذهبي.

وفي مقال نشر في صحيفة «نيويورك تايمز» الاثنين 11 يناير/كانون الثاني، قال وزير الخارجية الإيراني: «ان الاستراتيجية التي تعتمدها السعودية حاليا لعرقلة الاتفاق النووي وكذلك استمرار وتفاقم التوتر في المنطقة تعتمد على ثلاثة عناصر هي: الضغط على الغرب. عدم الاستقرار الإقليمي من خلال استمرار الحرب في اليمن ودعم التطرف».وفي ذلك اشارة لعمق الاختلاف في السياسات والمواقف بين طهران والرياض، الامر الذي يجعل محاولات التقريب بينهما مهمة شاقة. 

أيا كان الامر فالمنطقة مقبلة على المزيد من التوتر، خصوصا بعد مرور خمسة اعوام على الربيع العربي بدون ان تتطور اوضاع البلدان العربية اقتصاديا او ديمقراطيا، او على صعيد حقوق الانسان. وبرغم تأكيد الطرفين على تحاشي الصدام العسكري، فان استمرار التوتر قد يؤدي للحرب المباشرة او بالوكالة، وفي ذلك بلاء عظيم للمنطقة، لن يستفيد منه إلا الكيان الاسرائيلي.

٭ د. سعيد الشهابي كاتب وصحافي بحريني يقيم في لندن

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الحرب الباردة الخليج الأزمة السعودية الإيرانية قطع العلاقات التوتر السعودي الإيراني

«فورين أفيرز»: الحسابات المعقدة للسعودية في حربها الباردة ضد إيران

العدو الحقيقي لإيران عقلها السياسي

أزمات السعودية وإيران.. الفشل المأساوي لسياسة «أوباما» الخارجية

«نيوزويك»: السعودية وإيران تدمران بعضهما البعض

«واشنطن بوست»: سعي إيران للهيمنة جعل السعودية أكثر جرأة وتهورا

لماذا يجب على السعودية أن تتخلى عن دبلوماسيتها الغاضبة؟