«ستراتفور»: هجمات «الدولة الإسلامية» قد تدفع تركيا نحو توغل عسكري في سوريا

الأربعاء 13 يناير 2016 12:01 ص

وقع انفجار قوي أمس، 12 يناير/كانون الثاني، في إسطنبول بالقرب من المناطق السياحية الأكثر جذبا في المدينة، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة 6 سياح أجانب. وتشير التقارير إلى أن الانفجار، الذي وقع أمام مسلة ثيودوسيوس المصرية القديمة وبالقرب من المسجد الأزرق في منطقة السلطان أحمد، قد تم تنفيذه بواسطة انتحاري.

وعلى الرغم من أن الحكومة التركية تخوض صراعا مع العديد من الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة الخارجة عن الدولة فإن موقف الهجوم وهدفه وطريقته جميعا تشير إلى «الدولة الإسلامية» باعتبارها المتهم الرئيسي وراء العملية. في تصريحات أدلى بها بعد اجتماع استمر لمدة ساعة مع مجلس الأمن القومي للبلاد، قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إن الانتحاري كان من أصل سوري.

من خلال تضييق الخناق على «الدولة الإسلامية» والعمل بنشاط على دعم العمليات ضد التنظيم في العراق وسوريا، فقد وضعت تركيا نفسها هدفا للهجمات الموالية للدولة الإسلامية. ونتيجة لغضبهم من تعطل خطوط الإمدادات الحيوية الخاصة بهم عبر تركيا بسبب الحملة الأمنية التي كثفتها الحكومة التركية بشكل مضطرد منذ يوليو/تموز 2015، فقد تعهد زعماء الدولة الإسلامية مرارا بشن هجمات انتقامية شديدة. وقعت أول الهجمات الخطيرة في العام الماضي في 20 يوليو/تموز، ، عندما نظمت المجموعة تفجيرا انتحاريا في بلدة سروج التركية على مقربة من الحدود السورية. أوقفت الغارات والاعتقالات التركية العديد من الهجمات الأخرى المخطط لها، ولكنها لم توقفها جميعا. في يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول ضربت المجموعة مرة أخرى في أنقرة.

أما أحدث الهجمات فكانت تلك التي وقعت مؤخرا، والتي ضريت قلب المربع التاريخي في مدينة إسطنبول، وهو هجوم من شأنه أن يحفز استجابة تركية أكثر قوة ضد «الدولة الإسلامية».

في الواقع، فإن أنقرة كانت تدفع حلفاءها نحو دعمها في عملية في محافظة حلب شمال سوريا والتي تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة في منطقة عزاز- جرابلس. ومن شأن نجاح مثل هذه العملية أن يخدم مصالح تركيا من خلال إيقاع الضرر بـ«الدولة الإسلامية» وتعزيز موقف المتمردين في شمال سوريا، ومنع وحدات حماية الشعب الكردي من التوسع أبعد إلى الغرب. ولأن تركيا لا تريد أن تذهب في ذلك بمفردها، فإن تريد أن تسحب الولايات المتحدة معها إلى عمق الصراع.

ومع ذلك، فإن تدخل روسيا في سوريا قد أدى إلى تعقيد كبير في خطط تركيا للعملية. وفي أعقاب قيام تركيا بإسقاط المقاتلة الروسية، فقد واصلت موسكو جهودها من أجل إحباط الطموحات التركية في البلاد. الروس، على سبيل المثال، عملوا على تعزيز قدرات الدفاع الجوي الخاصة بهم في سوريا. وفي مقابلة في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حذر الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» تركيا من التحليق فوق الأجواء السورية، ملمحا أنه سوف يتم إسقاط طائراتها إذا فعلت. وفي مواجهة احتمال نشوب حرب مع روسيا حال توغلت روسيا في سوريا، فقد اضطرت أنقرة إلى إعادة النظر في خططها لشمال حلب.

على الرغم من الخطر الذي تشكله روسيا، فإن تركيا بإمكانها أن تزيد من مشاركتها في سوريا. جاء الهجوم الأخير للدولة الإسلامية في تركيا في الوقت الذي حبرت خلاله القوات التابعة للوحدات الكردية نهر الفرات متجهة نحو الغرب، وقد صعد الموالون لروسيا وإيران في سوريا من هجماتهم ضد الفصائل المتمردة الموالية لتركيا. ربما يختار الأتراك تنفيذ ضربات مكثفة بصواريخ بعيدة المدى من على حدودهم، ولكن إمكانية حدوث توغل تركي في سوريا لا يمكن استبعادها.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

تركيا الدولة الإسلامية تفجيرات إسطنبول روسيا أردوغان

تركيا تحتجز 3 روس للاشتباه بصلتهم بـ«الدولة الإسلامية» بعد انفجار إسطنبول

الملك «سلمان» يعزي «أردوغان» في ضحايا تفجير إسطنبول

إدانة عربية ودولية واسعة لتفجير إسطنبول

«أردوغان»: تفجير إسطنبول نفذه انتحاري سوري

تركيا ترد على تفجير إسطنبول بقصف في سوريا والعراق قتل 200 من «الدولة الإسلامية»

التصعيد السعودي الإيراني يعقّد محادثات السلام السورية ويجعل مغامرة «بوتين» أكثر خطورة

تركيا تسعى لصناعة مقاتلات حربية خلال العام الجاري

تركيا تزيل ألغاما زرعها «الدولة الإسلامية» على الحدود مع سوريا