اقتحمت قوات الأمن اليمنية مساء، الأحد، ساحة الاعتصام الذي نصب فيها «جماعة أنصار الله» خيامهم ضمن مراحلهم التصعيدية مطالبين بالتراجع عن الجرعة في أسعار المشتقات النفطية وتغيير الحكومة.

وأكدا شهود عيان لموقع «CNN بالعربية» إن مدرعات وقوات من الجيش والأمن ومكافحة الشغب أطلقوا رشاشات المياه وقنابل مسيلة للدموع على المعتصمين في محاولة لإزالة مخيمات الحوثيين من شارع المطار وأمام وزارات الكهرباء والاتصالات والداخلية، كما تم إطلاق الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.

يأتي هذا بعد ساعات من تصعيد جماعة الحوثي الشيعية في اليمن احتجاجاتها الأحد، ضمن ما أسمته المرحلة الثالثة والحاسمة، للمطالبة بإسقاط حكومة الوفاق الوطني، وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار.

ونصب الحوثيون، «جماعة أنصار الله»، صباح اليوم، الأحد، خياما أمام وزارتي الاتصالات والكهرباء وقرب وزارة الداخلية في العاصمة صنعاء اليوم، وذلك في خطوة تصعيدية جديدة للمطالبة بإلغاء الزيادات على المشتقات النفطية وإقالة الحكومة حسب هتافاتهم.

وبحسب شهود محليين في منطقة «الحصبة» و«الجراف»، فإن «الحوثيون» قد احتشدوا بعد وساطة رجال قبائل، مساء الجمعة، لرفع الخيام من شارع المطار، مشيرين إلى أن الخيام الجديدة قطعت الطريق الرئيس المؤدي إلى «مطار صنعاء الدولي».

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه «صنعاء» تجاذبات سياسية بين سياسيين وقبليين ونافذين ما بين مؤيد ومعارض لمطالب «أنصار الله» وسكان «صنعاء» الذين انضموا إلى تلك الاحتجاجات.

من ناحية أخرى، شن الطيران الحربي قصفاً على  «الحوثيين» في مديرية «الغيل» بمحافظة «الجوف» شمال البلاد الحدودية مع السعودية، وذلك في أول تدخل لسلاح الجو، في المعارك الدائرة بين مسلحي حزب «الإصلاح -جماعة الإخوان المسلمين في اليمن» و«الحوثيين» .

 وبحسب مصادر محلية في «الجوف»، قصف الطيران مركزا في مديرية «الغيل» ومواقع أخرى في «حلوان» و«الساقية»، إثر معارك  وقعت  الأسبوع الماضي،  وُصِفَت بالطاحنة بين «الحوثيين» و«الاصلاحيين»، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفيين.

وقال «صالح هبرة»، رئيس المجلس السياسي لـ«أنصار الله» مساء السبت، رداً على موقف الولايات المتحدة الأمريكية في بيان مجلس الأمن للتعامل بحزم إلى جانب اليمن في مواجهة التحديات: «إن من يقف في مواجهة إرادة الشعوب سيهزم مهما كان حتى ولو كانت أمريكا وإسرائيل ودول الاستكبار».

جاء تصريح «هبرة» بعد ساعات من لقاء الرئيس «هادي» بمساعدة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب،  والذي أكد بدوره أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يدينون الحشود الحوثية وما تسببه من إقلاق للأمن والاستقرار العام.

وللأسبوع الثالث على التوالي، شهدت العاصمة «صنعاء» ومدن يمنية مختلفة، الجمعة الماضية، تظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف لمناهضة التصعيد الذي انتهجته «جماعة الحوثي»، كما واصل «الحوثيون» حشد أنصارهم في تظاهرات مؤيدة لهم في الضفة الشمالية من العاصمة.