مقتل شخص وإصابة آخرين في إخلاء قوات الأمن لاعتصامات «الحوثيين» في صنعاء

الاثنين 8 سبتمبر 2014 11:09 ص

قتل شخص وأصيب آخرون إثر إخلاء قوات الأمن اليمنية اليوم مخيم اعتصام لجماعة «الحوثي» الشيعية بصنعاء، وسط استمرار تصعيد الجماعة للمطالبة بإسقاط الحكومة.

وكانت قوات من مكافحة الشغب قد اقتحمت مخيم الاعتصام اليوم، في محاولة لفتح الخط الرئيسي الذي يصل العاصمة بمطار صنعاء الدولي قرب عدد من المنشآت الحكومية.

وقال مصدر طبي لوكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا» إن قتيلا سقط برصاص قوات الأمن، وأصيب نحو 4 آخرون بالرصاص الحي، فيما تعرض نحو 40 للاختناق بسبب الغازات المسيلة للدموع.

وأفاد مراسل «شينخوا» أثناء زيارته لمستشفى «المؤيد» بأن شخصا قد أصيب برصاصة في الرأس ما أدى إلى مقتله على الفور، بينما لا يزال هناك 4 جرحى يتلقون العلاج جراء إصابتهم بطلقات نارية في الجزء العلوي من الجسد، مضيفا أن هناك نحو 40 شخصا يجرى تقدم المساعدات الطبية لهم في المستشفى بعد تعرضهم للإصابة بعدما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق الاعتصام.

وأكد المراسل أن المستشفى الواقع في حي «الجراف» إلى الجهة الشمالية من العاصمة يحظى بحراسة مشددة من قبل مسلحي جماعة «الحوثي»، فيما أفاد شهود عيان تحدثوا لوكالة أنباء «شينخوا» في وقت سابق اليوم، بأن قوات من مكافحة الشغب اقتحمت مخيم اعتصام استحدثه أنصار من جماعة «الحوثي» اليوم بصنعاء، وقطعوا خلاله الخط الرئيسي الذي يصل العاصمة بالمطار الدولي.

وبحسب الشهود فإن قوات الأمن قد استخدمت الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه في محاولة لفض الاعتصام، وإن عددا من المعتصمين قد أصيبوا بالاختناق، وتم نقلهم إلى مستشفى «المؤيد» التابع للجماعة في حي «الجراف» المجاور للمخيم إلى الجهة الشمالية من العاصمة.

من جهتها أعلنت السلطات اليمنية بأنها قامت بدورها القانوني في مواجهة عناصر خارجة عن القانون أغلقت خط المطار وعطلت الحركة وأخرجت موظفي وزارتين بالقوة.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» عن مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا إن عناصر خارجة عن القانون قامت اليوم بنصب العديد من الخيام في شارع المطار بأمانة العاصمة، ما أدى إلى إغلاق الطريق وتعطيل حركة السير المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي وحركة سير المواطنين في الشارع الرئيسي ذهاباً وإياباً.

وقال المصدر بأن العناصر التي وصفها بـ«الخارجة عن القانون» قامت بإغلاق الطريق أمام وزارتي «الكهرباء والاتصالات» و«تقنية المعلومات»، وإخراج الموظفين من الوزارتين بالقوة ومنعهم من الدخول إليهما، مضيفا أن الأجهزة الأمنية حاولت التواصل مع العناصر الخارجة عن القانون وإقناعهم بخطورة قطع الطرقات وتعطيل حركة السير إلا أنه وللأسف الشديد لم يستجيبوا لذلك، وهو الأمر الذي فرض على الأجهزة الأمنية القيام بالواجبات المخولة والمكلفة بها قانوناً لفتح الطريق من خلال استخدام خراطيم المياه نحو المتظاهرين ومناداتهم عبر مكبرات الصوت للاستجابة الطوعية لرفع الخيام المنصوبة في وسط الطرق الرئيسية.

وأكد المصدر أن اللجنة الأمنية العليا حريصة على سلامة كافة أبناء الوطن، معربا عن دهشته لما تناولته وسائل إعلام من قيام رجال الأمن بإصابة عدد من المتظاهرين وإطلاق الأعيرة النارية الحية نحوهم، في الوقت الذي اعتدت فيه تلك العناصر الخارجة عن القانون على رجال الأمن واعتلوا مركباتهم مستغلين حرص الدولة والأجهزة الأمنية على عدم ممارسة أي عمل من شأنه المساس بسلامتهم.

وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية لن تدخر جهداً في القيام بواجباتها المخولة والمكلفة بها دستوراً وقانوناً للحفاظ على الأمن والاستقرار، وعدم السماح لأي جهة بإقلاق الأمن والسكينة العامة والإضرار بمصالح ومكتسبات الوطن والمواطنين، وقطع الطرقات وتعطيل حركة سير المواطنين ومنعهم من الوصول إلى مقار أعمالهم.

وقد دعت الأجهزة الأمنية العليا في اليمن جميع المواطنين بانتهاج الطرق السلمية في التعبير عن الرأي وفقاً لما كفله الدستور والقانون، وعدم الانجرار خلف الدعوات المغرضة التي تحاول النيل من أمن واستقرار الوطن والمواطنين ومحاولة عرقلة تنفيذ مخرجات «مؤتمر الحوار الوطني الشامل».

وفي رد تصعيدي أعلنت اللجنة التنظيمية لاعتصامات «الحوثيين» في بيان لها ، تلقت «شينخوا» نسخة منه، أن الثوار في صنعاء بعد محاولة قوات الأمن اليوم اقتحام الاعتصام، قد أعلنوا منع دخول أي سيارة للجيش والحكومة إلى العاصمة.

وأضاف البيان بأن السلطات ارتكبت اليوم حماقة كبيرة بعدوان سافر على جماهير الثورة أثناء نصب مخيمات اعتصام سلمية في شارع المطار، مستخدمة خراطيم المياه، والقنابل المسيلة للدموع «أمريكية الصنع»، وأنها صعدت من عدوانها بإطلاق الرصاص الحي بعد صمود المعتصمين.

وحمل البيان، الحكومة مسؤولية تداعيات الموقف، مؤكدا الدفاع عن النفس بكل الوسائل في حال استمرار قوات الأمن في عدوانها.

 وبحسب البيان فإن ثورة الشعب مستمرة، ولن تتراجع حتى تحقيق أهدافها كاملة، ولن يرهبَها عدوان السلطة ممن قالت إنهم تجار الحروب والنافذين، كما دعا البيان جميع الأطراف السياسية والمكونات الشعبية إلى إدانة التصرف الأهوج الذي قامت به الحكومة تجاه المطالب الشعبية المحقة والعادلة.

ولا تزال الأوضاع في العاصمة صنعاء تشهد توترا حادا، وسط انتشار قوات الجيش والأمن في عدد من الشوارع والأحياء.

وقد فشلت خلال الأيام الماضية العديد من لجان التفاوض ووساطات في التوصل إلى أي حل للأوضاع التي تمر بها البلاد، في الوقت الذي يشوب فيه القلق سكان العاصمة صنعاء جراء انفجار الأوضاع عسكريا بشكل واسع بين السلطات ومسلحي جماعة «الحوثي»، أكبر جماعة يمنية مسلحة.

وقد بدأت جماعة «الحوثي» في 18 من الشهر الماضي تصعيد أعمالها وتحركاتها لإسقاط الحكومة والإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها والمتمثلة برفع الدعم عن المشتقات النفطية ولتنفيذ مخرجات الحوار.

وخلال فترة التصعيد نشرت مخيمات اعتصام مسلحة في مداخل المدينة، ونصبت مخيمات اعتصام سلمية في العاصمة، آخرها استحداث مخيم اعتصام اليوم، في شارع المطار والذي تسبب في إغلاق الخط الرئيسي لمطار صنعاء.

 

المصدر | وكالة الأنباء الصينية

  كلمات مفتاحية

الحوثيين اليمن

الأمن اليمني يواجه تصعيد الحوثي بإخلاء اعتصام المطار والطائرات تقصف مواقع تابعة لهم

الرئيس اليمني يتهم إيران بدعم الحوثيين

«الحوثي» يدعو أنصاره للتصعيد اليوم ويهدد بخطوات استراتيجية وكبرى

تجدد هجمات الحوثيين بصنعاء رغم أنباء عن التوصل لمسودة اتفاق مع الرئاسة