تجددت الاشتباكات بين الحوثي والجيش اليمني اليوم بما يهدد إمكانية الوصول لاتفاق، رغم أنباء عن استمرار بحث حلول للتهدئة وسط موافقة الحوثيين أمس على وقف المعارك مع الجيش اليمني في صنعاء بعد قبول عدة مطالب لهم. 

وبينما استهدف الحوثيون مبنى التليفزيون اليمني مجددا صباح اليوم، أعلن أحد المفاوضين المشاركين في الوساطة التي يقودها ممثل الأمم المتحدة «جمال بن عمر»، أن الحوثيين الشيعة وافقوا أمس الجمعة على وقف المعارك مع الجيش اليمين والمتطوعين من «حزب الإصلاح»  في صنعاء.

وصرح المصدر للصحافة في صعدة شمال اليمن أن زعيم جماعة الحوثيين «عبد الملك الحوثي» عيّن اثنين من معاونيه لتوقيع الاتفاق في صنعاء في الساعات التالية أو اليوم السبت.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، لم تصدر أي تفاصيل على الفور حول الاتفاق الذي كلل جهود مبعوث الأمم المتحدة «جمال بن عمر»، الذي يحاول التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ أيام. ويأتي هذا الاتفاق بعد تكثف المعارك التي أوقعت الخميس حوالى 40 قتيلا من المعسكرين وأجبرت الطائرات التجارية على تعليق رحلاتها إلى صنعاء، نظرا إلى وجود المطار في حيز المعارك.

كما يتواجد مفاوضون باسم الرئاسة اليمنية في صعدة، معقل «أنصار الله»، لإجراء محادثات مع زعيم التمرد بمشاركة «بن عمر».

وتنص مسودة الاتفاق أساسا على تشكيل حكومة جديدة يكون للحوثيين تمثيل مباشر أو غير مباشر فيها، وخفض أسعار وقود السيارات إلى ثلاثة آلاف ريال للغالون (نحو 14 دولارا) من أربعة آلاف ريال.

كما تنص المسودة على الوقف الفوري لإطلاق النار، ورفع الاعتصامات عند مداخل صنعاء مع بدء سريان الاتفاق، على أن يُرفع اعتصام طريق المطار بعيد إعلان تشكيل الحكومة، وعلى محاكمة المسؤولين عن قتل متظاهرين مؤخرا في محيط مجلس الوزراء والمطار.

من ناحية أخرى، وعلى صعيد الوضع الأمني في العاصمة، نفى مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا ما تناقلته بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية، بخصوص سيطرة العناصر الحوثية المسلحة على بعض الأحياء السكنية في المنطقة الشمالية لأمانة العاصمة صنعاء، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «سبأ».

واعتبر المصدر «أن ما تقوم به بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية إنما هو ترويج لانتصارات وهمية للعناصر الحوثية لا أساس لها من الصحة»، بحسب الوكالة، وأوضح «أنه وفي الوقت الذي يتواصل فيه الحوار مع جماعة الحوثي برعاية وإشراف المبعوث الأممي، قامت عناصر مسلحة من تلك الجماعة بالانتشار في بعض الأحياء السكنية بالمنطقة الشمالية من العاصمة صنعاء، والاعتداء على نقاط الجيش والأمن في حي شملان، وشارع الستين، مثيرة بذلك الخوف والفزع والذعر لدى المواطنين من خلال إطلاق الأعيرة النارية وإقلاق السكينة العامة».

يُذكر أنه قد تواترت أنباء قبل قليل بإطلاق الحوثيين لقذائف على تلة الدفاع الجوي بالمنطقة العسكرية صنعاء، كما تجددت في محيط وزارة الداخلية بالعاصمة، وهو ما يهدد مساعِ التوصل إلى حلول للتهدئة بين جماعة الحوثي والحكومة.