إيكونوميست: الصين ليست بديلا سهلا عن الولايات المتحدة في الخليج

الجمعة 9 ديسمبر 2022 01:32 م

"الصين ليست بديلا سهلا عن الولايات المتحدة، ومحاولة قادة الخليج لعب ورقة قوتين عظميين ضد بعضهما البعض، ربما تعجّل بتخلي أمريكا عنهم وهو ما يخشونه"..

هكذا تحدث تقرير مجلة "إيكونوميست"، حول زيارة الرئيس الصيني "شي جين بينج" إلى السعودية، والتي وصفتها بأنها حتى إن كانت عن الطاقة والمال، لكنها رسالة إلى الولايات المتحدة.

وأشارت المجلة إلى أن "التحدي أمام دول الخليج هو كيفية موازنة موقفين، الأول أصبح جاذبا بشكل متزايد.. فالصين أصبحت سوق تصدير كبيرة ومصدرا للاستثمارات في الخليج".

أما الثاني، حسب الصحيفة، "وهو ليس قويا، ويتعلق باستخدام الصين كتحوطٍ إستراتيجي ضد أمريكا المتقلبة".

وأشارت المجلة إلى العلاقة الاقتصادية مع الصين والتي تنمو بشكل مطرد، لافتة إلى أن الطاقة تظل في قلب هذه العلاقة.

وفي العام الماضي، استوردت الصين نسبة 51% من نفطها من الدول العربية. وشكّلت نسبة ربع أو خمس هذا النفط من دول الخليج الستة، أو دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، وقّعت "ساينوبك" شركة الطاقة العملاقة المملوكة من الدولة، عقدا مدته 27 عاما لشراء الغاز الطبيعي المسال من قطر، وهو أطول عقد للغاز يوقّع بين بلدين.

وحسب معهد "أمريكان إنتربرايز" في واشنطن، فقد وقّعت الصين منذ عام 2005 عقودا من الدول العربية بقيمة 223 مليار دولار.

وترغب السعودية وبقية دول الخليج بالتحول عن النفط وتنويع اقتصاداتها، وضخت الصين في العام الماضي المال في مشاريع فنادق بعُمان، وتصنيع سيارات في السعودية.

ومشاريع كهذه تظل استثنائية إلى جانب الاستثمارات في القطاع غير النفطي الذي يظل بطيئا.

ولا تخشى الولايات المتحدة من علاقات اقتصادية كهذه، لكن ما يخيف الناس هناك، هي العلاقات الإستراتيجية مع الصين، خاصة في مجال التكنولوجيا والأمن والدفاع.

فدول مجلس التعاون الخليجي تعتبر زبائن راغبة بمنتجات "هواوي"، الشركة الصينية التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات.

كما أن دول الخليج سعيدة بالتعاون مع شركات مثل "سينس تايمز"، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، والتي وُضعت على القائمة السوداء الأمريكية نظرا لدورها في عمليات التجسس على الإيجور في إقليم تشنجيانج.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت شركة مرتبطة بالصندوق السيادي السعودي عن اتفاقية مع "سينس تايمز" لبناء الأخيرة مختبرا في المملكة.

وباعت الصين طائرات بدون طيار للإمارات التي استخدمتها في النزاعات حول المنطقة، ووقّعت السعودية في مارس/آذار الماضضي، اتفاقية مع شركة صينية عملاقة تابعة للدولة كي تصنع المسيّرات داخل السعودية.

ويقول جواسيس أمريكا، إن الصين تساعد السعودية على بناء الصواريخ الباليستية أيضا.

وفي حوار المنامة، الشهر الماضي، وهو مؤتمر سنوي  في البحرين لمناقشة قضايا الأمن، جاءت أمريكا بتحذير لحلفائها.

وحسب مستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط "بريت ماكجيرك"، إن التعاون المتزايد مع الصين في المنطقة قد يؤدي "لسقف" في العلاقات مع أمريكا. واعترف مسؤول آخر بوجود توترات في العلاقات، خاصة حول إيران.

وترى المجلة أن الرئيس "شي" لقي ترحيبا حارا مقارنة مع زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى السعودية في يوليو/تموز الماضي، فقد كانت أسعار النفط مرتفعة، ويواجه انتخابات تجديد نصفي، ويريد مساعدة.

وبعد أكثر من عام على علاقات باردة، لم يكن المزاج لدى السعوديين ليظهروا الكرم لـ"بايدن"، وبالمقارنة سيعود "شي" إلى وطنه حاملا  كيسا كبيرا من عقود الاستثمارات والإعلانات الأخرى.

وفي أحاديثهم الخاصة، يقول المسؤولون الخليجيون إنه يشعرون بالغضب من الولايات المتحدة وسياساتها غير المتماسكة.

فقد تحدث 3 رؤساء على التوالي عن رغبة في فكّ العلاقة مع المنطقة، ولكنهم لا يريدون أي قوة أخرى تحل محلهم وهم يرحلون. وإحباط كهذا مفهوم.

وكذا أمريكا، ففي الوقت الذي تشكو دول مجلس التعاون الخليجي من عدم دفاع أمريكا عنها بما يكفي ضد إيران، التي وقّعت مع الصين اتفاقية "شراكة استراتيجية" لمدة 25 عاما.

والرئيس "شي" يعتبر من القادة القلائل ممن لديهم تأثير على إيران، ومعظم النفط الذي يتم تصديره من الموانئ الإيرانية في تحد للعقوبات ينتهي في مصافي النفط الصينية، لكنه يمقت فكرة استخدامه لممارسة الضغط على إيران.

ومع زيادة أسعار النفط والنمو الاقتصادي، يشعر قادة الخليج بالحزم، وأن لحظتهم قد حانت للخروج من تحت العباءة الأمريكية.

وعلى "بايدن" الاعتراف بدور صيني أكبر في المنطقة، وعلى الطرفين الاعتراف بهذا الآن، وكما في سنوات الثمانينات، فالصين لا تستطيع أن تكون بديلا كاملا عن أمريكا في الخليج.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الخليج الصين أمريكا

القمة العربية الصينية.. إجماع على تعزيز التعاون والشراكة مع بكين

حصاد قمم الرئيس الصيني بالسعودية.. تعاون اقتصادي وسياسي واسع دون إثارة أمريكا

ميدل إيست آي: حرب أوكرانيا منحت قادة الخليج السوط لإعادة اعتبارهم في واشنطن والغرب

علاقات تتجاوز الاقتصاد.. إلى أين يمضي التقارب الاستراتيجي الصيني العربي؟

تحليل: أمريكا لا تنسحب من الشرق الأوسط بل تعيد تقييم أولوياتها العسكرية

نيوزويك: نهاية الهيمنة الأمريكية تبدأ من الشرق الأوسط