موقع استخباراتي يكشف دور صدام حفتر في السيطرة على مصارف ليبيا وتمويل والده

الجمعة 16 ديسمبر 2022 09:53 م

كشف تقرير نشره موقع "Africa Intelligence" الاستخباراتي عن دور "صدام"، نجل الجنرال الليبي "خليفة حفتر"، المتصاعد في السيطرة على القطاع المصرفي بالبلاد، واستخدام المصارف لتمويل قوات والده.

وأشار التقرير إلى أن "صدام حفتر" يعزز تدريجيا سيطرته على المؤسسات المصرفية في منطقة برقة. وقد تمكن خلال الأشهر القليلة الماضية من وضع رجاله في مناصب استراتيجية في عدة بنوك، وهي خطوة ستسمح له باستخدام خطابات الاعتماد للحصول على العملات الأجنبية.

وكانت آخر مناوراته هي إنشاء بنك مركزي "موازٍ" في الشرق؛ فـ"علي الهبري"، محافظ فرع البيضاء بمصرف ليبيا المركزي، ونائب رئيس مصرف ليبيا المركزي، أُقيل في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بتصويت من قِبَلِ برلمان طبرق بعد اتهامه بالفساد.

وفاجأ القرار "الهبري"، الذي كان يمثِّل مصرفه قبل أسبوعين فقط في منتدى في تونس حول القطاع المصرفي.

"الهبري" سبق أن حُدِّدَ مصيره خلال مفاوضات منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بين "إبراهيم الدبيبة"، ابن شقيق ومستشار رئيس الوزراء "عبدالحميد الدبيبة"، و"صدام حفتر".

وهذه الصفقة تمنح "حفتر" عدة مزايا؛ فهي أولا تضع حدا للسياسة المالية لـ"الهبري"، الذي أظهر استعدادا أقل لطباعة النقود. وتسمح لـ"حفتر" باكتساب المزيد من السيطرة على المؤسسة المالية الشرقية؛ حيث استُبدِل "الهبري" وحل محله المصرفي الموالي لـ"حفتر"، "مراعي البراسي"، مدير بنك الوحدة.

وينحدر "البراسي" في الأصل من الشرق، وينتمي إلى قبيلة "البراءة"، التي ارتبط بها الملك "إدريس الأول" الذي حكم ليبيا من عام 1951 حتى عام 1969.

عُيِّنَ "البراسي" من قِبَلِ البرلمان، المتحالف مع الجنرال "حفتر"، الذي عينه في الوقت نفسه لرئاسة لجنتي الاستقرار المالي في بنغازي ودرنة.

وقد وجد "المصرفي" نفسه يتولى وظائف لم يكن يطمح إليها، بحسب أحد معارفه.

في سياق متصل، أثارت الإطاحة ب"الهبري" غضبا داخل مجلس إدارة فرع البيضاء بمصرف ليبيا المركزي المكون من ستة أعضاء.

واستقال عضوا مجلس الإدارة "محمد المختار" و"عبدالرحمن يوسف حبيل"؛ احتجاجا على ذلك، وقد كانا في صراع مع محافظ طرابلس عدة مرات.

ويعني الاضطراب أن عملية إعادة توحيد البنكين المركزيين، التي بدأت مطلع هذا العام تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، قد توقفت.

وكان من المفترض أن تؤدي العملية، التي دعا إليها المجتمع الدولي، إلى آليات الحكم الرشيد والشفافية في الحسابات الموحدة للبلد.

كانت شركة Deloitte الاستشارية الأمريكية مسؤولة عن تنفيذ ومراقبة التوحيد.

لكن العملية كانت في الواقع فاترة؛ لأن محافظ بنك طرابلس المركزي "عمر الكبير" علقها بالفعل منذ عدة أشهر.

ويسمح له ذلك بالبقاء في المنصب الذي شغله منذ عام 2011، رغم انتهاء ولايته رسميا في عام 2014.

من جهة أخرى، فقد تمكن "عمر الكبير" من إبقاء "خليفة حفتر" لطيفا من خلال الحفاظ على دفع رواتب الجيش الوطني، رغم الحصار النفطي الذي دبره الرجل القوي في الشرق، والذي حرم بنك ليبيا المركزي من مصدر أمواله الرئيسي.

كذلك يتمتع "الكبير"، أيضا، بعلاقات جيدة مع أشخاص معينين مشتركين مع "صدام حفتر"، وهو حليف لرجل الأعمال المصراتي القوي "محمد طاهر عيسى".

في حين يُعد ابن شقيق محافظ بنك ليبيا المركزي، رجل الأعمال "حاتم الكبير"، مقربا أيضا من "عيسى"، الذي هو نفسه مرتبط بأحد الرجال الرئيسيين في شبكة "حفتر"، "أحمد العشيبي".

ويتخذ "العشيبي" من دبي مقرا له منذ عام 2014، ويساعد "صدام حفتر" في إنشاء شبكاته المالية المختلفة.

من جهته، مكَّن "العشيبي"، "صدام حفتر" من الحصول على موطئ قدم في بنك التجارة والتنمية في بنغازي، تحت إشراف بنك ليبيا المركزي.

وقد استخدم صلاته للإطاحة برئيس بنك التجارة والتنمية "جمال الطيب عبدالملك" في مايو/أيار 2022.

وعُزِلَ بعد اتهامات بالفساد وحل محله "وسيم الزاوي" المقرب من "صدام حفتر".

وقد تمكن "العشيبي" من الاستحواذ على حصة كبيرة في مساهمة بنك التجارة والتنمية بفضل هذه المناورة، وفقا لعدة مصادر.

وتوفر القبضة الحديدية على بنوك المنطقة الشرقية لـ"صدام حفتر" الوسائل لتمويل الطموحات العسكرية لجيش "حفتر" ومعداته وعملياته؛ لكن الأموال يمكن أن تكون مفيدة أيضا لأغراض سياسية أكثر.

ومنذ الإخفاق في تنظيم الانتخابات الرئاسية في ديسمبر/كانون الأول 2021 ورد أن المعسكرين المتنافسين في الغرب والشرق اتفقا على تأجيل الموعد النهائي لعام آخر.

يمكن لـ"صدام حفتر" أن يستخدم هذا التأخير لبناء آلة سياسية للتحضير للحملة الانتخابية؛ حيث قدم "خليفة حفتر" نفسه كمرشح في الانتخابات الأخيرة؛ لكنه لم يكن مؤهلا بسبب جنسيته المزدوجة الليبية والأمريكية وبسبب القضايا القانونية المختلفة التي تورط فيها.

رغم ذلك، خلقت طموحات "صدام حفتر" بعض التوتر داخل منطقة الشرق؛ فبعض قراراته ومواقفه تثير غضب والده، مثل المحادثات مع معسكر "الدبيبة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

صدام حفتر خليفة حفتر القطاع المصرفي بنوك ليبيا

أمنستي: مليشيا يقودها نجل حفتر ارتكبت فظائع في ليبيا