اقتصاد العالم 2023 على موعد مع التضخم والفائدة وتوترات جيوسياسية

الأربعاء 21 ديسمبر 2022 08:45 ص

بينما يتجه الاقتصاد العالمي لتسجيل تضخم في 2022 يتجاوز 9% مقارنة مع 2021، فإن غلاء الأسعار المرافقة لزيادات أسعار الفائدة ستنتقل إلى 2023، مع تعثر جهود خفض الأسعار لمستهدفات 2%.

يأتي ذلك، بينما تتصاعد وتيرة التوترات الجيوسياسية سواء بين روسيا والغرب، أو بين الولايات المتحدة والصين، ما يهدد بعودة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين.

التضخم

خلال العام الجاري نفذ أكثر من 33 بنكا مركزيا زيادات متسارعة على أسعار الفائدة، بهدف كبح جماح التضخم المستعر، بقيادة الفيدرالي الأمريكي الذي نفذ 7 زيادات متتالية، وبنك إنجلترا 9 زيادات.

ولحقت عشرات البنوك المركزية الفيدرالي الأمريكي في زيادة أسعار الفائدة للحفاظ على قوة عملاتها وضمن جهود فرملة التضخم، لكن تحقيق الأهداف المتمثلة بخط أسعار المستهلك إلى متوسط 2% لم تنجح.

وأعلنت عديد البنوك المركزية كالفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا أن وتيرة التضخم ستصاحب الاقتصاد العالمي في العام 2023.

يتزامن ذلك مع استمرار طلب المستهلكين المفرط بعد جائحة كورونا ومخزونات التجزئة المتضخمة والمعركة ضد التضخم التي تلقي بثقلها على النمو في عام 2023.

يرى بنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي أنه من المتوقع أن يصل التضخم العالمي إلى ذروته في الربع الأخير من العام 2022.

ويعني ذلك أن جهود محاربة الغلاء ستتواصل في 2023، وصولا إلى الاستقرار بحلول عام 2024 وربما الربع الأول من 2025.

وبدأت بوادر تباطؤ الطلب تظهر على الأسواق وخصومات الأسعار، بسبب ارتفاع المخزونات وانخفاض أسعار المساكن؛ هذا سيساعد على تخفيف التضخم.

أسعار الفائدة

ورغم أن الهدف الرئيسي لزيادة أسعار الفائدة هو كبح التضخم، فإن تبعات قرارات غالبية البنوك المركزية أثرت سلبا على اقتصاداتها وتوقعات النمو.

تعني زيادة أسعار الفائدة أن الطلب على القروض سيصبح أقل، وبالتالي ضخ السيولة النقدية لغرض الاستهلاك أو الاستثمار ستتضاءل، وبالتالي فرص عمل أقل، وظهور مؤشرات أكبر على التباطؤ الاقتصادي.

ليبس هذا فحسب، بل إن زيادات أسعار الفائدة تسحب جزءا من السيولة من الأسواق إلى البنوك، ليستفيد أصحاب هذه الودائع من أسعار الفائدة المرتفعة التي سيتقاضونها على ودائعهم.

زيادات أسعار الفائدة كذلك، أثرت سلبا على الأسواق الناشئة التي يكون فيها الاستيراد أكبر من التصدير، وهنا فإن جهود خفض أسعار المستهلك ستواجه صعوبات مرتبطة بقوة الدولار، بصفته عملة التجارة الأكبر.

التوترات الجيوسياسية

يشير تقرير حديث صادر عن S&P Global Market Intelligence، أن جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والصدمات الجيوسياسية الأخرى ستستمر في التأثير على الاقتصاد العالمي حتى عام 2023.

وهناك 5 موضوعات شاملة ستشكل السياسة الاقتصادية في 2023، وهي: النزاعات التي لم يتم حلها، وأمن الطاقة، واضطرابات سلسلة التوريد التي ستظل عرضة لنقص العمالة والموارد، وتحول أسواق العمل مع تجاوز الطلب للعرض، والركود المحتمل في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية.

وفي وقت سابق من 2022، كان لدى العديد من المديرين الماليين نظرة قاتمة للظروف الاقتصادية في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا في أعقاب الظروف الجيوسياسية التي تلوح في الأفق وارتفاع التضخم.

الآن، تستمر هذه التوقعات القاتمة حتى عام 2023، حيث تستمر التوترات الجيوسياسية في خلق الانقسامات في ظروف الاقتصاد الكلي.

وما زالت الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة بالإضافة إلى المخاطر الأخرى التي لم يتم حلها حتى عام 2023، لتتحول إلى التوقعات الاقتصادية العالمية.

بينما ما تزال سلاسل التوريد عرضة لنقص العمالة والموارد؛ ومع ذلك، مع انحسار تداعيات جائحة كورونا ستخف هذه الاضطرابات أيضا لكن بحلول نهاية 2023.

بدورهما، يبدو أن الولايات المتحدة والصين أمام مرحلة جديدة من الخلافات التجارية، بعد حظر واشنطن كافة الأجهزة والمعدات الصينية اللازمة لبناء شبكات الإنترنت خلال وقت سابق من العام الجاري.

وفي حال تصاعد الخلافات التجارية بين الجانبين فإن الاقتصاد العالمي في 2023 سيواجه تأثيرات سلبية على النمو قد تتجاوز 1.5 نقطة مئوية بحسب "S&P".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

التضخم الاقتصاد العالمي كورونا الأسعار سعر الفائدة

تحذير للمركزي الأوروبي.. زيادة الأجور ستغذي التضخم في منطقة اليورو لسنوات

الاقتصاد العالمي يتجه نحو الركود في 2023

توقعات متشائمة.. صندوق النقد: 2023 سيكون عاما للركود وأصعب اقتصاديا

حصص الاقتصاد العالمي في 2022.. الهند تطيح ببريطانيا والسعودية تتجاوز ألف مليار دولار

ناشونال إنترست: تقلبات تحدق بالعالم في 2023.. والأسوأ لم يأت بعد

مصر من أكثر المتضررين.. كلفة الغذاء والسكن سترهق العالم حتى 2025

لماذا فشلت البنوك المركزية حول العالم في خفض وتيرة التضخم؟