يواجه مستشفى 57357 فرع طنطا بمصر، المعني بعلاج مصابي السرطان من الأطفال بالمجان، أزمة مالية، قد تنتهي إلى إغلاقه.
هذه الأزمة دفعت إدارة المستشفى، لإصدار قرار بتجميد العمل ورفض استقبال حالات جديدة، حيث يخدم المستشفى الأطفال المرضى على مستوى وسط الدلتا.
وحسب وسائل إعلام محلية، بات المستشفى، الكائن في مدينة طنطا بمحافظة الغربية شمال القاهرة، مهددا بالإغلاق، نتيجة أزمة مالية يعاني منها على مدار عامين.
وكان المستشفى، الذي تأسس قبل 15 عاما (ويعرف أيضاً بالرقم 57357، وهو رقم الحساب البنكي الذي يتلقى عليه المستشفى التبرعات) يمثل شعاعاً من أمل للآلاف من الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان في دلتا النيل.
وكشفت مصادر بالمستشفى، أن توقف العمل بالمستشفى، جاء بسبب ضعف التبرعات، التي كان يتم تلقيها والاعتماد عليها لصرفها في علاج الحالات، وإحجام الكثير من المتبرعين في طنطا ووسط الدلتا عن التبرع، وغياب دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مواجهة تلك الأزمة.
كما تواجه إدارة المستشفى مشاكل مالية ضخمة في التشغيل، نظراً للتضخم الذي يعاني منه العالم، ما اضطر الإدارة لتجميد التشغيل لفترة، حرصاً على استمرار الخدمة، فضلاً عن وجود مشاكل ضخمة في تسلم بقية التجهيزات والتوسعات المتأخرة.
واعترف مدير المستشفى "محمود فوزي"، في تصريحات إعلامية بذلك حين قال: "لم نعد قادرين على تحمل تكاليف الأدوية التي يحتاجها المرضى".
وأضاف: "ما نتلقاه من أموال لا يكفي بتاتاً لشراء تلك الأدوية أو تغطية تكاليف الطعام الذي يقدم للمرضى أو لدفع رواتب الموظفين".
ويحوي مستشفى 57357 في طنطا، والمكون من 4 طوابق، 60 سريراً لمعالجة الأطفال المصابين بالسرطان، وتتوفر لديها عيادات خارجية تستقبل ما بين 20 إلى 60 مريضاً كل يوم.
وكان المستشفى يحصل على ما يقرب من 25 مليون جنيه مصري (1.3 مليون دولار) كل عام، ويقدم العلاج لما لا يقل عن 3 آلاف طفل من مرضى السرطان كل عام.
لكن الأمور ساءت قبل عامين مع تفشى جائحة "كوفيد-19" في مصر وحول العالم، أدت إلى زيادات ضخمة في تكاليف الأدوية التي يحتاجها المستشفى لعلاج مرضاه، وجلهم من أطفال الريف ممن عائلاتهم فقيرة ولا تتمكن من دفع تكاليف علاجهم.
ولتجسير الهوة بين الإيرادات والنفقات، فقد اقترض المستشفى مالا من مؤسسة "57357"، وهي منظمة غير ربحية تدير أيضا مستشفى 57357 لسرطان الأطفال في القاهرة.
ثم ما لبثت تكاليف تشغيل مستشفى "57357" في طنطا أن ارتفعت أكثر فأكثر، مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وارتفعت التكاليف السنوية إلى 120 مليون جنيه مصري (4.86 مليون دولار) تقريبا أكثر من خمسة أضعاف المبالغ التي كان المستشفى يتلقاها على هيئة تبرعات.
وتوجب على المستشفى البحث عن حل لأزمته لأن المستشفى الرئيسي في القاهرة، كان هو الآخر يمر بأزمة مالية فاقمت من شدتها الحرب على أوكرانيا أيضا.
وأمام ذلك، تصدّر وسم "أنقذوا مستشفى 57357" منصات التواصل المصرية خلال الساعات الماضية، حيث انطلقت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لإنقاذ المستشفى من الانهيار بمشاركة عدد كبير من نجوم الفن والرياضة.
مستشفي57357 هتقفل ف خلال 6 أشهر للاسف
— Abdelrhman Rabee (@3bdoRabe3) December 20, 2022
لان التبرعات قليلة جداً.والدواء وطرق العلاج غاليه جدا
وفرع طنطا اتقفل للاسف بسبب نقص التبرعات
محدش هيقدر قيمة المستشفي دي الا اللي مر بالتجربة او شاف حد عزيز عليه مر بيها اللهم احفظنا جميعاً من كل سوء.
#أنقذوا_مستشفى_٥٧٣٥٧ pic.twitter.com/wN0ZRHFMEt
مستشفي 57357 هتقفل ف خلال ستة أشهر لأن التبرعات قليلة والدواء وطرق العلاج غاليه جدا
— manal ali (@manalal24826185) December 20, 2022
محدش هيقدر قيمة المستشفي دي إلا إللي مر بالتجربة أو حد عزيز عليه مر بيها
المستشفي دي أمل لكل طفل وكل أهل
أتمني إنها تستمر ده لو كل واحد فينا إتبرع ولو ب 5ج هتفرق معاهم كتير #انقذوا_مستشفي_٥٧٣٥٧ pic.twitter.com/gOlCnp09cL
يقول النبي صلى الله عليه وسلم " وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ "
— ĸσĸɪ αнℓασɪн (@shuhadaalahli74) December 21, 2022
في مستشفى 57357 أطفال كتير زي اللي في الصورة، مستنين بس منك خمسة جنيه بحد أدنى عن طريق فودافون كاش، أو عن طريق رسالة نصية على رقم 57357 #انقذوا_مستشفي_٥٧٣٥٧ pic.twitter.com/4FVrYJkB0w
كما دشن ناشطون صفحة على "فيسبوك" باسم "مؤسسة مستشفى سرطان الأبطال 57357 (تحدي الخير)"، لحث المواطنين على التبرع والمشاركة في إنقاذ الأطفال مرضى السرطان.
نشطاء يطلقون حملة تبرعات لإنقاذ مستشفى سرطان الأطفال بـ #مصر 57357 نتيجة ازمة مالية حادة تهدد بإغلاق أبوابها أمام مئات الأطفال.
— لمبّة (@lambaq8) December 21, 2022
- تعتبر أكبر مركز لعلاج #سرطان_الأطفال في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية .#انقذوا_مستشفي_٥٧٣٥٧ #Messi𓃵 #كريستيانو_رونالدو #المتجر_الالكتروني pic.twitter.com/5K6e9lUFRW
#انقذو_مستشفي_57357 pic.twitter.com/4xIHZIUagO
— F A D Y OO ✨ (@Fady_amir222) December 20, 2022
وشارك اللاعبان "محمود عبدالرازق" (شيكابالا) و"أحمد سيد" (زيزو) في الحملة لإنقاذ المستشفى حيث رفعا قميصًا يحمل الوسم، خلال مباراة نادي الزمالك مع حرس الحدود، قبل يومين.
#انقذوا_مستشفى_٥٧٣٥٧ .. مؤسسة تستحق الدعم والمساندة مؤسسة نفخر بها .. شكرا لاعبي #الزمالك شكرا شيكا مش بس جوه الملعب فنان لكن بره وجوه إنسان🙏🙏 pic.twitter.com/1VGw4Se9Cg
— مصطفى الديب (@EldibMostafa) December 20, 2022
وفي مقطع فيديو، ناشد الفنان "عمرو يوسف" كل من لديه القدرة على التبرع ولو بالقليل لإنقاذ المستشفى، مؤكدًا "كل جنيه له قيمة وبيفرق".
#انقذوا_مستشفي_57357 pic.twitter.com/f6hGdBnXaQ
— Ahmed Salah 🦅❤️ (@JrSalah74) December 19, 2022
كما شاركت الفنانة "منى زكي" بمقطع فيديو داعية الجمهور إلى التبرع قائلة: "متأكدة أننا كلنا نعرف ناس كانوا بيتعالجوا في المستشفى".
وتداول مغردون على "تويتر" قصة طفل قضى 7 سنوات من عمره في المستشفى، مؤكدين أنه كان سببًا في نجاته، بينما رصد آخرون الأزمة الكبيرة في التبرعات التي أثرت بالسلب على عمل المستشفى وتهدد بإغلاقه.
7 سنين من عمرى قضيتهم في ٥٧٣٥٧ ، السبب الوحيد اللى مخليني لسه عايش بعد ربنا ، البيت اللى رد ليا الصحه و انى اقدر امشي واقف على رجلى من تانى .. النهارده بشوفها بتتقفل و انا قاعد بعيط ومش عارف اعمل ايه و عاجز و قلبي بيدمي على الاطفال اللي فيها
— Araby (@alaraby_s) December 19, 2022
يأتي ذلك في وقت ندد ناشطون بالفساد المستشري في البلاد، وطالبوا بالتحقيق في أموال التبرعات خلال الأعوام الماضية.
#انقذوا_مستشفي_٥٧٣٥٧ pic.twitter.com/a4wTcqeX86
— Dr.M.Shaaban (@shaaban77) December 22, 2022
هو بعد ما وصل طن الحديد النهاردة ٣٠ الف جنيه ولما نعمل مراجيح فى العاصمة الإدارية ونخلى مستشفى زى دى تقفل يبقى لسه فيه امل. #انقذوا_مستشفي_٥٧٣٥٧
— عماد البحيرى (@EmadAlbeheery) December 21, 2022
كما ندد آخرون باختلال الأولويات لدى الحكومة، متساءلين عن سبب عدم تقديم الدعم لمستشفى لسرطان الأطفال، في مقابل بناء قصر وشراء طائرات لمؤسسة الرئاسة.
قبل مانستعطف الناس عشان التبرع يزيد ياريت يكون فى حصه من ميزانيه الدوله اللى زى الرز وعماله تصرف عالطرق والمدن الجديده تخصص ليها جزء وتعتبرها من ضمن المشاريع القوميه ده الصحه والتعليم اساس النجاح فى اى دوله
— 💲 الهرم💲 (@_elharam2) December 21, 2022
#انقذوا_مستشفي_٥٧٣٥٧
يا أطفال السرطان..يا أبطال
— Haytham Abokhalil هيثم أبوخليل (@haythamabokhal1) December 21, 2022
سامحونا...
فالقصور الرئاسية والطائرة الرئاسية وأكبر مسجد وأكبر ساري ..وأكبر موكب..إلخ
أغلى من أرواحكم#انقذوا_مستشفي_٥٧٣٥٧ pic.twitter.com/FPRQ6Afwvh
تخيل يا مؤمن النصف مليار دولار يعني ما يقارب 20213862.67 جنيه مصري لي مصرفش هو ع المستشفى ب الفلوس دي و ف الاخر يقولك #انقذوا_مستشفى_٥٧٣٥٧
— صوت الثورة✌ (@Ahmed6666633) December 21, 2022
يا اخي احا 😞🤦🏻♂️ pic.twitter.com/eriy6DS3i4
وأضرت جائحة "كورونا" ومن بعدها الحرب في أوكرانيا بالاقتصاد المصري.
وتسلط التكلفة التي تتكبدها مستشفيات سرطان الأطفال بسبب الحرب في أوكرانيا الضوء على آثار الحرب على قطاع الصحة المصري بالمجمل.
وتقدم المستشفيات المصرية التي تديرها الدولة علاجا طبيا مجانيا لعشرات الملايين من الناس.
ويدفع المصريون الأكثر ثراء تكاليف العلاج في مؤسسات طبية خاصة ما فتئ عددها يتزايد خلال السنوات القليلة الماضية.
وحتى قبل الحرب، كانت المستشفيات التي تديرها الدولة تجد صعوبة بالغة في تلبية الاحتياجات المتزايدة.
وفقد أخضعت جائحة "كوفيد-19" هذه المستشفيات، التي كانت أصلاً تعاني من عجز في المال ونقص في العاملين وتم تحويل معظمها إلى مراكز عزل، لضغوط شديدة.
ويعترف عضو مجلس إدارة نقابة الأطباء "إبراهيم الزيات"، بمعاناة معظم المستشفيات من نقص في العاملين في المهن الطبية، "ما يفقد هذه المستشفيات القدرة على القيام بمهامها بشكل سليم".
وخلال السنوات الثلاث الماضية، انتقل عشرات الآلاف من الأطباء المصريين للعمل في بلدان أخرى، حيث يتلقون أجوراً أكبر ويتمتعون بظروف عمل أفضل، ما ترك المستشفيات المحلية تعاني من نقص حاد في الموظفين.
وخصصت مصر 3% من ميزانيتها لعام 2023 للقطاع الصحي، وهذا يعادل 128.1 مليار جنيه مصري (5.18 مليار دولار) مقارنة بمبلغ 108.8 مليار جنيه مصري (حوالي 4.37 مليار دولار) في العام الماضي.
لكن هذه الأموال لن تكون كافية لتلبية احتياجات المستشفيات التي تديرها الدولة. وعن ذلك يضيف "الزيات": "المستشفيات في أمس الحاجة إلى المزيد من المال، حتى تتمكن من شراء الأدوية والمعدات".