حذر ملك الأردن "عبد الله الثاني"، من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة جراء برنامج الحكومة الإسرائيلية الجديدة القائم على تعزيز الاستيطان والانتهاكات بحق الفلسطينيين، مشددا على أن بلاده لن تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء حول الوصاية الهاشمية في القدس.

وقال الملك "عبد الله" في مقابلة خاصة مع شبكة "سي ان ان" الأمريكية: "يجب أن نقلق من اندلاع انتفاضة قادمة"، مضيفا أن حدوث ذلك يعني "انهيارا كاملا للنظام والقانون".

وأضاف: "لن يستفيد من الانتفاضة الإسرائيليون ولا الفلسطينيون".

واندلعت انتفاضة فلسطينية أولى عام 1987، وثانية عام 2000 وخلفتا آلاف الشهداء الفلسطينيين وعشرات آلاف الجرحى.

وأشار الملك "عبد الله" إلى أن هناك "الكثير من القلق من الجميع في المنطقة، بما في ذلك الموجودون في إسرائيل والذين يقفون إلى جانبنا في هذه القضية للتأكد من عدم حدوث الانتفاضة".

وأكد أن المدينة المقدسة يجب أن تكون مدينة تجمعنا، محذرا من محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف.

وتابع، "نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، وما يقلقني هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة".

وردا على سؤال عن المخاطر التي تواجه الوجود المسيحي بالمنطقة، قال الملك إن "في الأردن وفي القدس أقدم مجتمع عربي مسيحي في العالم، وهم هنا منذ ألفي عام، وعلى مدى الأعوام الماضية، بتنا نلاحظ أنهم كمجتمع يتعرضون لضغوطات، وبالتالي فإن أعدادهم في تناقص، وهذا باعتقادي ناقوس خطر لنا جميعا".

وفي إجابته على سؤال فيما إذا كان الوضع الراهن ودوره بصفته الوصي على الأماكن المقدسة في القدس مهددين بسبب التوقعات المرتبطة بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، قال ملك الأردن إن هناك دوما أشخاصا يحاولون الدفع باتجاه ذلك، وهذا مصدر للقلق، ولكن لا أعتقد أن هؤلاء الأفراد تحت أنظار الأردن فقط، بل هم تحت أنظار المجتمع الدولي.

ومضى قائلا: "نحن نعيش في منطقة صعبة وهذا أمر اعتدنا عليه، وإذا أراد جانب ما أن يفتعل مواجهة معنا، فنحن مستعدون جيدا، ولكن أود دوما أن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس".

واستطرد الملك "عبدالله" "وفي المقابل، لدينا خطوط حمراء، وإذا ما أراد أحد تجاوز هذه الخطوط الحمراء، فسنتعامل مع ذلك، ولكن ندرك أن الكثير من الجهات في إسرائيل تشاركنا القلق".

إلى ذلك أكد العاهل الأردني أن "للشعب الإسرائيلي الحق في اختيار من يقودهم"، مشيرا أنه "سيعمل مع أي شخص وكل شخص، طالما أننا نستطيع أن نجمع الناس معا".

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن بنيامين نتنياهو أن حكومته المرتقبة ستعمل على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

ويؤكد إعلان نتنياهو مخاوف محلية ودولية من ازدياد وتيرة الاستيطان في ظل حكومة يمينية يصفها كثيرون بـ"الأكثر تطرفا" منذ إقامة دولة إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.

ويصوّت الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي غدا الخميس، على منح الثقة لتشكيلة حكومة نتنياهو، ومن المتوقع أن يتم المصادقة عليها لأن أحزابها يمتلكون 64 نائبا من أصل 120.