إيران تستغل العقوبات ضد روسيا لجذب استثماراتها النفطية.. واحتمالان للمستقبل

الجمعة 13 يناير 2023 05:02 م

قال تحليل نشرته مؤسسة "جيمس تاون" البحثية إن إيران تأمل من الاستفادة من ظروف ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات الغربية الواسعة ضد روسيا لجذب استثمارات نفطية مهمة من موسكو والاستفادة من الخبرات الروسية الواسعة في هذا المجال، إلا أن الأمر محفوف بالمخاطر.

وأوضح التحليل، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن مسعي طهران لتكثيف التعاون النفطي مع موسكو وصلت إلى ذروتها في يوليو/تموز 2022، وبالتحديد يوم 19 من ذلك الشهر، وهو اليوم الذي وصل فيه الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى طهران لعقد قمة مع نظيريه الإيراني والتركي.

وخلال هذه الزيارة، وقعت شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC) مذكرة تفاهم مع شركة الغاز الروسية غازبروم بقيمة تقترب من 40 مليار دولار، لتوسيع حقلي الغاز في كيش وبارس الشمالية (حقل الشمال للغاز)، وتعزيز حقل بارس الجنوبي (حقل الجنوب)، وتطوير 6 حقول نفطية جديدة، وزيادة مبادلات الغاز والمنتجات، واستكمال مشاريع الغاز الطبيعي المسال المختلفة، وإنشاء خطوط أنابيب لتصدير الغاز.

وتعد الاستثمارات الروسية في حقول النفط والغاز الإيرانية مهمة بشكل خاص لطهران، بحسب التحليل.

وخلال رئاسة السياسي الإصلاحي "محمد خاتمي" (1997-2005)، نجحت طهران في جذب مشاركة واستثمار شركات النفط والغاز العالمية، بما في ذلك "توتال" الفرنسية و"بتروناس" الماليزية، في صناعات النفط والغاز الإيرانية.

وأدت زيادة هذه الاستثمارات إلى تطوير كبير لأكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، بارس الجنوبي في عسلوية في جنوبي إيران.

لكن بعد وصول "محمود أحمدي نجاد" إلى السلطة وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات نووية على إيران (2006-2015)، بدأت هذه الشركات العالمية في مغادرة إيران.

ومع ذلك، وبعد وصول حكومة "حسن روحاني" المعتدلة إلى السلطة في أغسطس/آب 2013، وتوقيع خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في يوليو/تموز 2015 ورفع العقوبات من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عادت الاستثمارات النفطية، لكن كان معظمها من روسيا والصين والهند.

وأدى انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة في مايو/أيار 2018، إلى جانب سياسة "الضغط الأقصى" والعقوبات الأمريكية الأحادية الجانب التي اعتمدتها إدارة "دونالد ترامب"، إلى توقف الاستثمار الأجنبي في النفط والغاز الإيراني مرة أخرى.

وفي ظل هذه الظروف، أعلنت شركة "لوك أويل"، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، والتي كانت تجري محادثات مع إيران بشأن تطوير حقلي آب تيمور والمنصوري النفطي، أنها قررت عدم المضي قدمًا في خطط تطوير مشاريع في إيران في الوقت الحالي. "بسبب التهديد بفرض عقوبات أمريكية".

علاوة على ذلك، أفادت التقارير أن شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت" قد ألغت خططها للاستثمار في مشاريع مشتركة تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار مع شركة النفط الوطنية الإيرانية بسبب الخوف من العقوبات الأمريكية.

ويقول التحليل إن هذا البعد الروسي عن الاستثمار في إيران استمر حتى مع انتخاب الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، لكن الأمور تغيرت كثيرا بعد الحرب الروسية الأوكرانية وفرض عقوبات على موسكو.

ومنذ ذلك الوقت، دخل التعاون بين إيران وروسيا مرحلة جديدة، حيث أصبح لدى البلدين الآن قطاعات مهمة، بما في ذلك النفط والغاز، تحت العقوبات.

والآن، تشارك الشركات الروسية في تطوير حقول كوبال ، وجيشمة خوش ، ودالبيري ، وبايدار شرق (شرق بايدار) ، وأبان ، وبايدار غرب (غرب بايدار) في جنوبي إيران.

وتعرف إيران أن روسيا من أكبر الدول المنتجة للنفط الخام وخبرتها واسعة في إنتاج النفط في مناخات قاسية وصعبة للغاية، لذلك فإن قدرات وتكنولوجيا الشركات الروسية في إنتاج النفط عالية جدًا، ومن ثم ستكون قادرة على تطوير حقول النفط والغاز الإيرانية.

لكن هناك وجهة نظر أخرى داخل إيران، تقول إن ما وقعته روسيا مع إيران هي مجرد مذكرات وليست عقود، وبالتالي، فالشركات الروسية لن تكون ملزمة قانونًا بتنفيذ التزاماتها بالكامل.

ويرى أصحاب هذا الرأي أنه إذا فشل إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة تمامًا وكان البرنامج النووي الإيراني يخضع مرة أخرى لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فمن المحتمل أن تغادر الشركات الروسية إيران مرة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، فإن نهج روسيا تجاه أسواق النفط العالمية بعد شن حربها ضد أوكرانيا وبيع النفط الروسي لبعض العملاء التقليديين لإيران، مثل الصين والهند، بسعر أقل، دفع بعض الخبراء الإيرانيين إلى افتراض أن تعزيز الطاقة الإنتاجية لحقول النفط الإيرانية وزيادة صادرات النفط الإيرانية لن يفيد روسيا، مما يعني أن موسكو ستكون مترددة في المساعدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الروسية الإيرانية استثمارات روسية حقول النفط العقوبات الغربية الحرب الروسية الأوكرانية أوكرانيا

صادرات النفط الروسي تسجل أعلى مستوى منذ 9 أشهر

الدعم الروسي لإيران يقلق الولايات المتحدة والغرب.. ما دور السعودية والإمارات؟

السوق الروسي بعد العقوبات.. ميدان تنافس مفتوح

تحليل: إيران تستغل التقارب مع موسكو وتتوغل داخل الجمهوريات المسلمة بروسيا

مصادر: روسيا تنقل إمدادات وقود إلى إيران عبر السكك الحديدية

مباحثات روسية إيرانية لتعزيز التعاون في قطاع النفط والغاز

أمين عام أوبك يجدد دعوته لتعزيز الاستثمارات في قطاع النفط والغاز