كشف استطلاع أجراه مركز الجزيرة للدراسات حول «توجهات النخبة العربية تجاه الدور الإيراني في المنطقة وتقييمها للعلاقات العربية-الإيرانية حاضرا ومستقبلا»، أن 48% من النخب العربية يرون أن العلاقات العربية الإيرانية سياسيا، ستكون أسوأ مما هي عليه الآن، فيما يرى 21% أنها ستكون كما هي عليه الآن.  

ووفق نتائج الاستطلاع التي أعلنتها الدكتورة «فاطة الصمادي» الباحث بالمركز، خلال مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، بينت النتائج أن 89% ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن العلاقات السياسية العربية الإيرانية سيئة، فيما رأى 9% فقط أنها جيدة.

وأضافت «الصمادي» أن 39% من المستجيبين يرون أن الصراع على الدور السياسي والنفوذ هي أهم مشكلة تواجه العلاقات العربية الإيرانية، فيما اعتبر 60% من المستجيبين أن العلاقات الاقتصادية سيئة، بينما رأى 34% أنها جيدة.

ووفق «الصمادي»، أكد أكثر من ثلاثة أرباع المستجيبين 87% أن العلاقات الأمنية سيئة بين الدول العربية وإيران، فيما قال 10% أنها جيدة.

وفي الوقت ذاته، عبر أغلبية المستجيبين 89% عن قناعتهم بوجود مشترك يجمع بين العرب والإيرانيين؛ وبأنهما أُمتان مختلفتان بقواسم مشتركة بينهما.

وبين الاستطلاع أن التهديد الأول على الوطن العربي هو (إسرائيل) ثم تبعتها إيران بنسبة ٢٣٪.

ووافق 89% ممن شملهم الاستطلاع على مقولة أن رجال الدين في إيران يلعبون دورا كبيرا في توتر العلاقات العربية الإيرانية، فيما عارض المقولة 10%، ووافق 88% من المستجيبين على أن إيران تستخدم القضية الفلسطينية لتعزيز نفوذها في العالم العربي فيما عارض المقولة 11%.

ولفت الاستطلاع إلى أن 90% ممن شملهم الاستطلاع يرون أن تقاعس الأنظمة العربية عن دعم القضية الفلسطية عزز من النفوذ الإيراني، فيما عارض ذلك 9% منهم.

وكشف الاستطلاع أن غالبية كبيرة، 92% ممن شملهم الاستطلاع، يعتقدون أن إيران لا تمثل نموذجا يحتذى في الحكم، في حين يعتقد 6% من المستجيبين أنها كذلك، ورأي 66% من المستجيبين أن إيران بلد غيرديمقراطي، و31% أنها بلد ديمقراطي إلى حد ما.

فيما أيدت غالبية كبيرة وصلت إلى 90% مقولة أن سقوط نظام «بشار الأسد يهدد المصالح الإيرانية في المنطقة، فيما عارض ذلك 9%.

وقد شمل الاستطلاع 860 مستجيبا أجريت معهم مقابلات تليفونية ضمن عيِّناتٍ ممثِّلة للنخبة في 21 دولة عربية خلال الفترة من 30 سبتمبر/أيلول إلى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وفق مركز الجزيرة للدراسات.

وهَدَفَ الاستطلاع إلى الوقوف على اتجاهات النخبة الفكرية والسياسية والأكاديمية في الوطن العربي تجاه عدد من القضايا المتعلقة بموضوع العلاقات العربية-الإيرانية، وأهمها: تقييم مستوى تلك العلاقات من عدة جوانب: اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية وثقافية، فضلاً عن تقييم الموقف الإيراني من ثورات الربيع العربي لاسيما الثورة السورية، والتعرف إلى رأي تلك النخبة بشأن تداعيات الاتفاق النووي بين إيران والغرب على المصالح العربية. 

ويعد هذا الاستطلاع الأول الذي يتناول العلاقات العربية الإيرانية والموقف من الدور الإيراني في المنطقة العربية، وستُشكِّل نتائجه مادة غنيَّة للدارسين والباحثين وصنَّاع القرار، ومن المقرر أن تُنشر نتائجه كاملة على موقع المركز خلال الأيام القادمة.

وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أعلنا مساء أول أمس السبت، رفع العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران امتثلت للالتزامات المطلوبة بشكل يتناسب مع الاتفاق النووي، الذي تم التوصل إليه في 14 يوليو/تموز الماضي.

وفي 14 يوليو/تموز الماضي، وقعت مجموعة (5+1) والتي تشمل الأعضاء الدائميين في مجلس الأمن، وهم روسيا، والصين، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا، اتفاقًا نوويًا مع إيران يضمن عدم إنتاجها سلاحا نوويا، مقابل رفع العقوبات عنها بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات المتقطعة.

وقد تصاعدت حدة التوتر بين السعودية وإيران أوائل يناير/كانون الثاني الجاري، في أعقاب الاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، والذي جاء في سياق الهجوم الإيراني المتواصل ضد المملكة العربية السعودية بسبب تنفيذها حكم الإعدام ضد 47 شخصا أدينوا بالإرهاب، بينهم رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر».