سلط منتدى الاقتصاد الدولي الضوء على إطلاق السعودية مؤخرًا عدة مبادرات تهدف إلى جعل البلاد واحدة من أكثر الدول تقدمًا من الناحية التكنولوجية في العالم، مشيرا إلى أن التكنولوجيا هي جوهر رؤية المملكة الاستراتيجية لعام 2030، وصلب مخططها للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.
وأورد مقال لرئيس شركة الاتصالات السعودية STC "عليان الوتيد"، نشره موقع المنتدى الرسمي وترجمه "الخليج الجديد"، أن الحكومة السعودية تريد بناء المجتمع وتعزيز الاقتصاد من خلال تجديد البنية التحتية الرقمية للبلاد، ولتحقيق هذه الغاية التزمت باستثمار سنوي بنسبة 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي في قطاع البحث والتطوير والابتكار حتى عام 2040.
كما تسهم الشركات في عملية التجديد بدعم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA)، حيث تضع معايير التميز الرقمي وتقدم منتجات وحلول وخدمات عالية الجودة.
وفي مجال الاتصالات، تقوم STC برفع مستوى التكنولوجيا السعودية، ما يساهم في نمو البلاد كمركز رقمي دولي، وهو ما عبر عنه "الوتيد" في المقال بقوله: "بصفتنا المزود الرائد لخدمات الاتصالات في الدولة، نلعب دورًا حيويًا كبطل رقمي".
وأضاف: "أحد الأمثلة على استثمارنا في المستقبل التكنولوجي هو كابل الرؤية السعودية، الذي يمتد بطول 1160.000 متر، وهو أول كابل بحري عالي السعة في البحر الأحمر، وسيوفر اتصالاً سلسًا يصل إلى 18 تيرابايت على 16 زوجًا من الألياف الضوئية".
وأشار "الوتيد" إلى افتتاح شركة "سنتر 3" مؤخرا، كمركز إقليمي رقمي جديد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ستعمل كمالك لجميع أصول البنية التحتية الرقمية لمجموعة STC، بما في ذلك مراكز البيانات والكابلات البحرية ونقاط التواجد الدولية ونقاط تبادل الإنترنت.
ونوه الرئيس التنفيذي لـ STC إلى أن إنشاء كابل الرؤية السعودية من شأنه "تطوير الأعمال الرقمية وتعزيز فرص الاستثمار في خدمات الاتصالات الدولية ومراكز البيانات من خلال توفير أحدث تقنيات الاتصال والاستضافة. كما سيساعد على رفع قدرة مراكز البيانات لتلبية احتياجات الأسواق عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا وبقية العالم".
وضرب "الوتيد" مثالا آخر على الاستثمار السعودي في الابتكار بتكنولوجيا المستقبل، هو شركة "سحابة علي بابا" التي تم تأسيسها مؤخرًا في الرياض.
و"سحابة علي بابا" هي شركة توفر خدمات الحوسبة السحابية للشركات عبر الإنترنت، كما توفر النظام البيئي للتجارة الإلكترونية الخاص بمجموعة علي بابا، وتم إطلاقها بالشراكة مع الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (SCAI) والشركة السعودية لتكنولوجيا المعلومات (SITE).
وهنا يشير "الوتيد" إلى أن ارتفاع تكلفة خرق البيانات دفع السعودية إلى تقديم "سحابة علي بابا" لتلبية الطلب المتزايد على خدمات وحلول الحوسبة السحابية في جميع أنحاء المنطقة، ما يسمح للشركات التي تتخذ من المملكة أوالشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقراً لها بضمان أعلى معايير الأمان والحماية.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ STC أن شركة الأمن السيبراني السعودية "سرار" قامت بعقد شراكات في الفعاليات الدولية الرائدة، مثل المنتدى العالمي للأمن السيبراني لعام 2022، واصفا تلك التعاقدات بأنها "استثمارات حيوية لمستقبل السعودية" باعتبار أن التكنولوجيا هي "محرك التقدم، وتغذي التغيير وقيادة النجاح"، حسب تعبيره.
وأشار "الوتيد" إلى أن التوقعات تؤشر إلى رفع الاستثمارات في قطاع البحث والتطوير والابتكار لناتج السعودية المحلي الإجمالي بمقدار 16 مليار دولار بحلول نهاية العقد الجاري، مختتما مقاله بالقول: "نحن مصممون على تكريس المزيد من الوقت والطاقة والموارد لتحويل السعودية وجعلها مكانًا أفضل العيش والزيارة والاستثمار".
