اشتكت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية "نجلاء المنقوش"، الأحد، "عجز" جامعة الدول العربية عن تحقيق أقل مستويات التضامن مع بلادها في ظل أزمتها السياسية الراهنة، بعد غياب دول عديدة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وفي وقت سابق الأحد، انطلقت أعمال الاجتماع التشاوري الدوري لوزراء الخارجية العرب بحضور ممثلين عن 9 دول فقط، وبمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وقالت "المنقوش" في مؤتمر صحفي: "أتحفظ على موقف بعض الدول التي تغيبت عن الحضور (..) استغربنا عدم تعاون بعض الدول"، دون تسمية أي دولة.
وحول غياب جامعة الدول العربية عن الاجتماع، قالت "المنقوش": "استغربنا ابتداع أمانة الجامعة العربية شرطا غير موجود في الميثاق واللوائح وغير مسبوق".
وأفادت بأن الجامعة العربية "اشترطت (لحضور الاجتماع) بأن تؤكد 14 دولة حضورها كتابيًا؛ مما وضع الكثير من الدول في إحراج الاصطفاف".
وأضافت: "الجامعة أقحمت نفسها في الانحياز الواضح لأحد الدول (لم تسمها) وهو ما تمنينا تجنبه حرصا على وحدة الصف العربي".
وتابعت: "لا شك أن الظروف الإقليمية والعربية ألقت هي الأخرى بظلالها على انسيابية عقد الاجتماع لكننا اليوم في طرابلس وقد عقدنا الاجتماع التشاوري بنجاح".
وذكرت "المنقوش" أن "ذاكرة الشعوب لا تنسى من يتضامن معها ومن يسهم في تعافيها".
وأكدت أن الليبيين "أدركوا اليوم ماذا تعني قيمُ التضامن العربي ووحدة الموقف العربي ولن توقفهم محاولات تنميط صورة بلادهم أنها أرض خطر وحروب".
وشارك بالاجتماع الذي عقد اليوم، وزيرا خارجية الجزائر "رمطان لعمامرة"، وتونس "عثمان الجرندي"، فضلا عن وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري "سلطان المريخي".
كما حضر الاجتماع، ممثلون عن دول جزر القمر وفلسطين والصومال والسودان وسلطنة عمان وموريتانيا.
بينما شهد غياب دول وازنة على رأسها مصر والسعودية والإمارات.
وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش: استغربنا ابتداع أمانة جامعة الدول العربية شرطا غير موجود في الميثاق واللوائح، وهو تأكيد 14 دولة حضورها كتابيا ما وضع الكثير من الدول في إحراج الاصطفاف.
— وادي دينـــار (@wady_dynar) January 22, 2023
المنقوش: بهذا التصرّف أقـحـمـت جامعة الدول الـعربيـة نـفـسـها بانحياز واضح لإحدى الدول، pic.twitter.com/IBIaO4aUmb
ووفق خبراء، يدل غياب بعض الدول العربية عن المشاركة في الاجتماع، إلى استمرار الانقسام العربي حول الصراع الليبي.
ومنذ مارس/ آذار الماضي، تتصارع في ليبيا حكومتان إحداهما برئاسة "فتحي باشاغا" وكلفها مجلس النواب بطرق (شرق)، والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة وهي حكومة الوحدة برئاسة "عبدالحميد الدبيبة" الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة يكلفها برلمان جديد منتخب.
وبمبادرة من الأمم المتحدة، تشكلت لجنة مشتركة في ليبيا من مجلسي النواب والأعلى للدولة (نيابي استشاري) للتوافق على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، لكن هذا المسار لا زال متعثرا.
