المونيتور: تصاعد العنف قد يعيق زيارة بلينكن لإسرائيل.. ونتنياهو بالبيت الأبيض قريبا

السبت 28 يناير 2023 07:09 ص

سلط موقع "المونيتور" الضوء على تداعيات العملية التي نفذها فلسطيني في القدس الشرقية، وأسفرت عن مقتل 8 إسرائيليين، مشيرا إلى أن تداعياتها قد تعيق زيارة وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.

وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن "بلينكن" سيجد عند وصوله إلى إسرائيل والضفة الغربية، الأسبوع المقبل، منطقة مضطربة بالفعل وفي حالة تأهب قصوى، وذلك بعد أيام من شن الجيش الإسرائيلي أكثر غاراته دموية في الضفة الغربية منذ عقدين.

وأضاف أن عملية القدس جاءت في نفس اليوم الذي قصفت فيه طائرات إسرائيلية غزة ردا على عدة صواريخ أطلقها نشطاء فلسطينيون من القطاع.

وفي اليوم السابق، قال مسؤولون بوزارة الصحة الفلسطينية إن 9 فلسطينيين على الأقل، بينهم امرأة تبلغ من العمر 61 عامًا، لقوا حتفهم فيما وصفته إسرائيل بعملية لـ"مكافحة الإرهاب" في مدينة جنين المضطربة.

وأثارت الغارة على مخيم جنين للاجئين تهديدات بالانتقام من نشطاء فلسطينيين، وجددت المخاوف من اندلاع أعمال عنف عبر الحدود.

وأعلنت السلطة الفلسطينية، الخميس، أنها ستوقف التعاون الأمني مع إسرائيل وتقدم شكوى إلى الأمم المتحدة، فيما قالت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى "باربرا ليف" لـ"المونيتور"، إن واشنطن "تحث على وقف التصعيد بين الجانبين وتشعر بالقلق من احتمال تدهور الوضع الأمني".

ووصفت "ليف" الخسائر المدنية في الغارة الإسرائيلية بأنها "مؤسفة للغاية"، مضيفة أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن قطع السلطة الفلسطينية للعلاقات الأمنية مع إسرائيل كان خطأ.

وتأتي زيارة "بلينكن" إلى المنطقة، في الفترة من 29 إلى 31 يناير/كانون الثاني الجاري، في أعقاب زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" لإسرائيل وزيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "بيل بيرنز" إلى تل أبيب هذا الأسبوع.

ويشير "المونيتور" إلى تكهنات مفادها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" سيزور البيت الأبيض قريبا، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تحركت بسرعة لتكثيف اتصالاتها رفيعة المستوى مع إسرائيل، مع تزايد المخاوف من أن حكومة الأخيرة، التي تم تنصيبها حديثًا، ستزيد من تأجيج التوترات مع الفلسطينيين، باعتبارها "الأكثر يمينية ودينية" في التاريخ.

وفي السياق، يرى "آرون ديفيد ميللر"، المفاوض السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، والزميل البارز بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، أن إدارة بايدن "تدرك بوضوح أنه مع هذه الحكومة الجديدة، يمكن إشعال 1000 حريق بسهولة شديدة، وأفضل ما يمكنها فعله هو أن تكون قادرة على إطفاء تلك الحرائق".

وأضاف: "إنهم بحاجة إلى الالتزام بشكل وثيق بنقاط الحوار الخاصة بهم، وهو المساعدة في خلق بيئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين أكثر ملاءمة لبناء الثقة، وللقيام بذلك يحتاجون إلى وضع خارطة طريق".

وخلال اجتماعاته مع "نتنياهو" وكبار مساعديه، من المتوقع أن يسعى "بلينكن" للحصول على تأكيدات بأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة لن تغير ترتيب الوضع الراهن في الأماكن المقدسة بالقدس، أو توسع بناء المستوطنات في الضفة الغربية أو تتخذ إجراءات أحادية الجانب من شأنها أن تقوض حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومن الأمور التي تثير قلق إدارة "بايدن" بشكل خاص الجهود المبذولة لإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية غير المصرح بها والمبنية على أراض فلسطينية ذات ملكية خاصة في الضفة الغربية، وهي خطوة يقول منتقدوها إنها ترقى إلى مستوى "الضم الفعلي" لإسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إن "بلينكن" سيلتقي، عقب زيارته للقدس، بالرئيس الفلسطيني "محمود عباس" في رام الله لبحث العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وأهمية حل الدولتين والإصلاحات السياسية وتعزيز العلاقات الأمريكية مع الشعب الفلسطيني وقيادته".

لكن "خالد الجندي"، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط والمستشار السابق للقيادة الفلسطينية، يرى أن اجتماع "بلينكن-عباس" يرقى إلى "دعوة مجاملة" من إدارة لم تستثمر سوى القليل من رأس المال السياسي في حل الصراع المستمر منذ عقود.

وأضاف: "لا يوجد احتواء لهذه القضية (..) ربما يؤثر التصعيد الأخير على هذه النقطة، لكنني لست مقتنعًا بأن ذلك سيحدث".

وعندما التقى "بلينكن" و"عباس" برام الله، في مارس/آذار 2022، كرر وزير الخارجية التزام الإدارة الأمريكية بإعادة فتح قنصلية الولايات المتحدة في القدس، والتي كانت منذ فترة طويلة بمثابة سفارة أمريكية للفلسطينيين بحكم الأمر الواقع، حتى تم إغلاقها في ظل إدارة الرئيس السابق "دونالد ترامب".

ورغم تعهد "بايدن" خلال حملته الانتخابية، يرى عديد المحللين أن إدارته تبدو غير مهتمة بخوض معركة مع الحكومة الإسرائيلية بشأن إعادة فتح القنصلية.

وقبل وصوله إلى إسرائيل والضفة الغربية، سيتوقف "بلينكن" أولاً في القاهرة لعقد اجتماعات مع الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، "ستتناول الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر والقضايا الإقليمية، بما في ذلك الانتخابات المتوقفة في ليبيا والعملية السياسية في السودان. ودور مصر كوسيط طويل الأمد بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في غزة" حسب ما أورده بيان لوزارة الخارجية الأمريكية.

ويتجه "بلينكن" إلى المنطقة مع استمرار التساؤلات حول قدرة "نتنياهو" على إبقاء أعضاء اليمين المتطرف بحكومته تحت السيطرة. فبالنسبة للبعض، يبدو الأمر الأخير، الذي أصدره وزير الجيش الإسرائيلي "يوآف جالانت" بهدم بؤرة استيطانية غير شرعية في الضفة الغربية، يمثابة دلالة على أن "نتنياهو" لديه السيطرة الكافية على قيادة حكومته.

وبالنسبة للبعض الآخر، فإن استمرار وجود رموز اليمين المتطرف، على رأسهم وزير الأمن القومي "إيتمار بن غفير" بحكومة إسرائيل، كفيل بأن يجعل "نتنياهو" تابعا لسياسات اليمين المتطرف بشكل كلي.

ولذا يرى "ديفيد ماكوفسكي"، الزميل في معهد واشنطن، أن أحد أهداف زيارة "بلينكن"، الأسبوع المقبل، سيكون تحديد مدى سيطرة "نتنياهو" على ائتلافه الحكومي.

وأشار "ماكوفسكي" إلى زيارة الوزير الأمريكي ستحدد الإجابة على سؤال مفاده: "هل يدير نتنياهو الائتلاف الحكومي أم أن الائتلاف هو الذي يديره؟"، مشيرا إلى أن الدلالات الخاصة بتكفيك بعض البؤر الاستيطانية الصغيرة لا تكفي، خاصة في ظل التوسع في مستوطنات أخرى.

المصدر | المونيتور - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الضفة الغربية نتنياهو أنتوني بلينكن القدس جو بايدن

بلينكن إلى المنطقة... يزور القاهرة وتل أبيب ورام الله بحثا عن خفض التوتر

بلينكن في القاهرة.. والخارجية الأمريكية تستبق زيارته بـ"مستند حقائق" عن مصر