فاينانشال تايمز: أهداف السعودية السياحية طموحة.. لكن تحقيقا لن يكون سهلا

الأربعاء 1 فبراير 2023 04:59 م

"الطموحات السياحية السعودية مرتبطة بمشاريع كبرى وتحويلها إلى واقع لن يكون أمرا سهلا".. هكذا تحدث تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن مساعي السعودية جذب 100 مليون سائح سنويا بحلول نهاية العقد الجاري، في إطار سعيها لتنويع اقتصادها، والتخلي تدريجيا عن النفط كمورد أساسي للبلاد.

وتستقبل السعودية بالفعل ملايين المسلمين سنويا لأداء مناسك الحج والعمرة في مكة وزيارة مسجد النبي محمد في المدينة، بينما شهدت طفرة في السياحة الداخلية حتى خلال وباء (كوفيد-19)، لكن البلد لا يزال خارج قائمة الوجهات السياحية التقليدية.

وعلى الرغم من طموحاتها، لا تزال هناك أسئلة حول ما إذا كانت "المملكة المحافظة"، حيث "يُحظر الكحول، ويواجه الشركاء غير المتزوجين الملاحقة القضائية" يمكن أن تتنافس مع دبي أو مصر.

يقول خبير الاقتصاد السياسي والزميل بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن "روبرت موجيلنيكي": "طموحات السياحة السعودية كبيرة، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به".

وتزامنت حملة الترويج للسياحة السعودية مع الإصلاحات الاجتماعية التي سمحت للمرأة بقيادة السيارة، وأدخلت فعاليات مختلطة الجنس مثل الحفلات الموسيقية، وكبحت دور الشرطة الدينية في البلاد.

وتشمل المشاريع المخطط لها مجمعا فاخرا يمتد على أكثر من 20 جزيرة في البحر الأحمر، مع إطلاق مبدئي في وقت لاحق من هذا العام.

وتصف السعودية أيضًا مشروع "نيوم" المخطط له بأنه "المشروع السياحي الأكثر طموحًا في العالم".

وفي العاصمة الرياض، تم بناء مشروع بوابة الدرعية، الذي تقول الحكومة أنه سيصبح "أحد أكبر أماكن التجمع في العالم".

ويتم تمويل جزء كبير من العمل في مختلف المشاريع من قبل صندوق الاستثمارات العامة في المملكة البالغ قيمته 600 مليار دولار.

يضيف "موجيلنيكي" قائلا إن "الطموحات السياحية مرتبطة بهذه المشاريع الكبيرة"، مضيفًا أن تحويلها إلى واقع "سيكون أصعب مطب يمكن صعوده".

يتابع أنه من بين التحديات التي سيواجهها السعوديون: "هي جدوى المشاريع نفسها والبنية التحتية".

وينقل الموقع عن وزير السياحة السعودي "أحمد الخطيب"، قوله إن الهدف هو رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من 3 إلى 10% بحلول عام 2030، وأن توفر السياحة واحدة من كل 10 وظائف في البلاد.

ويضيف: "هذا يعني أننا بحاجة إلى خلق مليون وظيفة في 10 سنوات".

وكجزء من هذا الجهد، سيتم تقديم الحوافز لشركات الطيران، في حين أن التأشيرات، التي كان من الصعب الحصول عليها سابقًا، ستكون متاحة إلكترونيًا للمواطنين من حوالي 50 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وتحضيرا لعدد الوافدين المتوقع، ستقوم وزارة السياحة بتدريب 100 ألف سعودي سنويًا، للعمل في هذا القطاع، بعضهم يتم تدريبهم في مدارس الطهي والضيافة.

وتغمر الإعلانات الخاصة بالمشاريع وسائل التواصل الاجتماعي، وقد دعت الدولة المؤثرين للترويج لها.

ووفق "فاينانشال تايمز"، فإن جذب السياح لن يكون أمرا سهلا، حيث "تلطخت صورة المملكة"، خاصة في الغرب، بسبب سمعتها بانتهاكات حقوق الإنسان، مع إعدام سجناء وإصدار أحكام طويلة بحق سعوديين ينتقدون السلطات.

وذكرت منظمة "ريبريف" لحقوق الإنسان، أن 147 شخصًا على الأقل أُعدموا في البلاد العام الماضي.

وتم انتقاد بعض المؤثرين ولا سيما أولئك المعروفين على "إنستجرام" وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عموما "لتجاهلهم تلك المشاكل" ومساهمتهم في الترويج لمشاريع المملكة.

وسجلت السعودية 67 مليون زائر، بما في ذلك السياح المحليين والحجاج والمعتمرين، في عام 2021، وفقًا للأرقام الرسمية.

وكانت الكويت والهند ومصر وباكستان وقطر والبحرين أكثر البلدان التي يأتي منها السياح.

وأقر أحد مسؤولي السياحة أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، قبل أن يبدي السائحون الغربيون اهتمامهم.

تعد إحدى المشاكل التي تواجهها السلطات هي عدم وجود الكحول، بينما انتشرت الشائعات منذ سنوات بأن المنتجعات والمناطق الاقتصادية الخاصة ستسمح في يوم من الأيام بتناول الكحول، لكن الموضوع لا يزال مثيرًا للجدل إلى حد كبير في السعودية.

ويقر مسؤولون سرا بأن ذلك سيحدث في نهاية المطاف، حسب "فاينانشال تايمز" التي أضافت: "تمامًا كما غضت السلطات الطرف عن شرب الكحول في مجمعات مغلقة يسكنها الغربيون".

كما تم اعتماد نهج "غض الطرف" عن الأزواج السياح الذين يجب أن يتزوجوا قانونًا للمشاركة في غرفة واحدة.

في الوقت ذاته، تحركت الحكومة لتجريم "الإضرار بسمعة صناعة السياحة"، في محاولة لثني النقاد عن نشر الفتيات اللاتي ترتدين البكيني في حمامات الشمس، والتي من المحتمل أن تثير غضب المحافظين.

مشكلة أخرى هي أنه في حين أن السعودية لديها فنادق راقية، فإن البنية التحتية للسياحة الأوسع غير موجودة، حيث لا يوجد نظام مترو، وسيارات الأجرة قليلة، وهو أمر محبط.

وأمام ذلك، تعهدت المملكة، وفق التقرير، بتطوير كل من البنية التحتية وسوق العمل لخدمة السياح.

في الوقت الحالي، عادة ما تكون الأعداد الصغيرة من السياح الغربيين الذين يشقون طريقهم إلى المملكة العربية السعودية هم الأكثر ميلًا إلى المغامرة.

وتنقل الصحيفة عن الاقتصادي الإيطالي "فيليبو آمون" الذي يزور أطلال العلا مع صديقته قوله إنهما "عثرا على الموقع على الإنترنت، وقررا رؤيته بنفسيهما".

قال: "نحن من نوع الأزواج الذين يفضلون زيارة الأماكن التي تحتوي على أشياء جديدة وممتعة ونتعلم منها".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السياحة السعودية أحمد الخطيب الخمور

تحديات كبيرة أبرزها خاشقجي والقيود.. السياحة في السعودية تواجه أزمة

العلا.. مدينة سعودية تنتعش سياحيا رغم الجدل الديني ومصادرة الأراضي

عبر مشاريع كبرى.. السعودية تصنع لها مكانا على خريطة السياحة العالمية