تعاقدت السعودية مع شركة أمريكية متخصصة في الترويج السياحي والعلاقات العامة لمساعدتها في الترويج لمنطقة العلا، التي تريد المملكة جعلها وجهة سياحية دولية، في خطوة قد تثير غضبا فرنسيا، بحسب ما كشف موقع "إنتلجنس أونلاين".

وقال التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن الشركة الأمريكية تدعى MMGY Wagstaff، وستكون مهمتها مساعدة المخططين السياحيين السعوديين في اقتحام السوق الأمريكية، وذلك رغم  التوتر الحاصل في العلاقات بين الرياض وواشنطن على خلفية قرار تحالف "أوبك+" بخفض إنتاج النفط.

وجاء التعاقد باسم الهيئة الملكية لمحافظة العلا RCA.

وأضاف أن الشركة الأمريكية ستبدأ في بناء سرديات حول مدينة العلا القديمة في السوق السياحية الأمريكية، ومحاولة إقناع الشركات الأمريكية بالاستثمار بها

وستوكل إلى الشركة أيضا مهام تنظيم حملات التأثير الإعلامي على منصات شهيرة، مثل CNN، و "نيويورك تايمز"، و "ناشيونال جيوجرافيك" للترويج للسياحة في العلا.

وستنشئ الشركة الأمريكية أيضا نادي أعمال، ستكون مهمته، جذب نحو 10 شركاء، من ضمنهم شركات طيران ومجموعات فنادق ومؤسسات إعلامية، بهدف مساعدة الشركات الأمريكية على الفوز بحصة في السوق، بحسب التقرير.

واشتهرت شركة MMGY Wagstaff الأمريكية بحملاتها للترويج لسياحة النبيذ في جنوب أستراليا، ومجموعة فنادق في أيسلندا، ومجموعة "ماريوت" الفندقية في الولايات المتحدة وفنادق "ريتز كارلتون"، وخطوط طيران "دلتا إير لاينز".

وستستعين الشركة بخدمات مديرين تنفيذيين ذوي خبرة، حيث سيبدؤون تنسيقا مع رئيس الفنادق والمنتجعات في الهيئة الملكية للعلا، "جون نورثن"، والذي تم تكليفه بجذب 20 من أسماء الفنادق الكبيرة إلى موقع العلا بحلول عام 2024.

لماذا قد تغضب فرنسا؟

وقال التقرير إنه مع ازدياد وتيرة توظيف المستشارين الأجانب في المشاريع الكبرى لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، لم تكن فرنسا سعيدة بالجهود الحثيثة التي تبذلها الولايات المتحدة لكسب أعمال جديدة في المملكة.

ووفقًا للمعلومات التي جمعتها "إنتلجنس أونلاين"، فقد أقامت فرنسا شراكة مع الهيئة الملكية للعلا منذ عام 2019، والتي بموجبها كانت ستزود الهيئة بخبرتها كوجهة سياحية رائدة في العالم، ما كان يعتبر نفوذا ماليا فرنسيا جديدا في الشرق الأوسط.

وفي عام 2019، أنشأت الحكومتان الوكالة الفرنسية للتنمية في العلا (Afalula ).

وكانت باريس ترغب في الاحتفاظ بنفوذها خالصا في العلا، حيث أوكل لها توريد طائرات بدون طيار من قبل Azur Drones، وأيضا فازت شركة الهندسة الفرنسية Systra بعقد تصميم ترام العلا في الأول من يوليو/تموز 2022.

علاوة على ذلك، تستأنف الخطوط الجوية السعودية رحلاتها الأسبوعية من مطار شارل ديجول في باريس إلى العلا هذا الشتاء.

وفرنسا، هي الدولة الوحيدة خارج الشرق الأوسط التي تقدم رحلة إلى العلا، وهو أمر ترى باريس أنه يمنحها الصدارة على منافسيها.

ويعمل 850 ألف شخص في قطاع السياحة في المملكة، ويشكل السعوديون 26% فقط منهم، بحسب الأرقام الرسمية.

ولعقود، كانت السياحة في السعودية مقتصرة على السياحة الدينية المرتبطة بالحج والعمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويفتقد العاملون في القطاع إلى خبرة في التعامل مع السياح الباحثين عن الراحة والترفيه.

ونهاية أغسطس/آب الماضي، اعتمدت السعودية قانونا جديدا للسياحة يهدف "إلى أن تصبح المملكة وجهة سياحية عالمية"، بعد أن فتحت في 2019، أبوابها أمام السياح، فاستحدثت تأشيرات إلكترونية عند الوصول لمواطني 49 بلدا.

وتسعى إلى استقبال 30 مليون سائح أجنبي بحلول 2030، مقابل 4 ملايين العام الماضي، ضمن خطة انفتاح اجتماعي واقتصادي لتنويع اقتصادها المرتهن للنفط.