أوقف الأمن المصري 5 من صناع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي بتهمة نشر مقطع فيديو ساخر عن زيارة سجن، وسط استغراب في البلاد من التهم الموجهة للموقوفين.

ويُظهر مقطع الفيديو الذي يحمل عنوان "الزيارة"، امرأة تزور خطيبها في السجن بعد اعتقاله. ويتبادل الثنائي المزاح مع العديد من الشخصيات الأخرى ومن ضمنهم أحد حراس السجن.

ومن ضمن من اعتقلهم الأمن المصري الناشطة "بسمة حجازي"، التي يتجاوز عدد متابعيها على تطبيق "تيك توك" 200 ألف متابع، ولعبت دور المخطوبة في الفيديو بينما لعب "محمد حسام الدين"، الذي يتابعه أكثر من مليون شخص على "فيسبوك"، دور السجين.

ونُشر الفيديو ومدته 3 دقائق في 13 يناير/كانون الثاني الماضي، وتجاوز عدد مشاهداته 7 ملايين مشاهدة على "فيسبوك".

وقال المحامي "مختار منير"، وهو محامي اثنين من صناع المحتوى المعتقلين، إن المحتجزين يواجهون تهماً مثل "الانضمام وتمويل جماعة إرهابية، ونشر وإذاعة أخبار كاذبة، واستخدام حساب على مواقع التواصل الاجتماعي بغرض ارتكاب جريمة من الجرائم الإرهابية".

وأضاف "منير" أن عناصر الأمن الوطني اعتقلوا صناع المحتوى الخمسة الأسبوع الماضي، واحتجزوهم بضعة أيام قبل إحالتهم إلى النيابة، وأمروا باحتجازهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات.

وسبق لمصر أن اعتقلت صناع محتوى ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات القليلة الماضية بسبب المحتوى الذي يبثونه، خاصة المقاطع تتناول مواضيع حساسة مثل الظروف المعيشية أو تلك التي ترى السلطات أنها تنتهك القيم الاجتماعية المحافظة.

وكانت السلطات قد اعتقلت مجموعة من المؤثرين على "تيك توك"، في أبريل/نيسان 2022، بعد أن نشروا أغنية تسخر من ارتفاع الأسعار.

وقالت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهي جماعة حقوقية مستقلة، إن السلطات أطلقت سراحهم في وقت لاحق.

وأثار اعتقال الناشطين الخمسة جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث أعرب مغردون عن استغرابهم للتهم الموجهة للمعتقلين.

وقال الصحفي "فتحي أبوحطب": "اتهام بسمة حجازي ومحمد حسام بالإرهاب ونشر أخبار كاذبة يفرض علينا أن نعيد فتح ملف السجناء السياسيين ورفع الظلم عن المحبوسين بقضايا مفبركة. يمكن أن نتفق أو تختلف مع محتوى بسمة ومحمد لكن المؤكد أن اتهامها بالإرهاب كذب وتضليل وظلم ميرضيش ربنا".

واستنكر معلقون اتهام صناع المحتوى بالإرهاب لمجرد نشر مقاطع فكاهية، مشيرين إلى أنه أيا كان موقفهم مما يقدمونه، فإن اتهامهم بالإرهاب يعد مستغربا.