يتدفق سيل من التساؤلات منذ أن ضرب الزلزال المدمر جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا، في 6 فبراير/ شباط الجاري، مخلفا خسائر بشرية هائلة وأضرار مادية ضخمة أعادت إلى الأذهان زلازل أخرى تتابعت على هذه المنطقة.
تلك التساؤلات تنوعت بين الموقع المحدد لوقوع الزلزال، وعمقه تحت سطح الأرض، والمناطق المتأثرة به، وأسباب تكرار الزلازل في تلك المنطقة، وإن كانت قد سبقت زلزال الإثنين تبؤات بوقعه، فضلا عن مستقبل النشاط الزلزالي.
وفي هذا التقرير الإطاري يعرض "الخليج الجديد" لتلك التساؤلات مع الإجابات عنها، مع عرض أبرز الزلزال التي ضربت تلك المنطقة "المنكوبة بالجغرافيا".
الزمن:
- الساعة 4:17 صباحا بالتوقيت المحلي التركي (1:17 بتوقيت جرينتش).
المكان:
- بالقرب من مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا.
- على عمق نحو 18 كيلومترا عند فالق شرق الأناضول، وهو عمق قريب نسبيا من سطح الأرض ما زاد من قوته التدميرية.
الحدث:
- زلزال بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر تأثرت به مناطق في جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا.
- عشرات الهزات الارتدادية تبعته، بينها زلزال بقوة 7.5 درجة في المنطقة نفسها، وشعر سكان في قبرص ولبنان والعراق ومصر بهزات.
- حدث صدع يتجاوز 100 كيلومتر بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة العربية وهي من ضمن الصفائح التكتونية المكونة للقشرة الخارجية للأرض.
- الطاقة المنبعثة عن الزلزال تزيد بـ250 مرة عن زلزال إيطاليا عام 2016 الذي كان بقوة 6.2 درجة وأودى بحياة نحو 300 شخص، وفقا لـ"جوانا فور والكر" رئيسة معهد الحد من المخاطر والكوارث بكلية لندن الجامعية.
الخسائر:
- تركيا: مصرع 3381 شخصا وإصابة 20 ألف و426 آخرين، بحسب إدارة الكوارث والطواريء التركية "آفاد". (حتى الساعة 10:50 ت.غ الثلاثاء)
- سوريا: مصرع 1444 شخصا. (حتى الساعة 10:50 ت.غ الثلاثاء)
الأسباب:
توجد معظم تركيا على الصفيحة التكتونية الأناضولية عند مفترق طرق بين الصفائح الأوراسية والأفريقية الرئيسية والصغيرة العربية، وهذه الصفائح الثلاث تشكل القشرة الخارجية للأرض وتتحرك باستمرار وتصطدم ببعضها البعض، وتحدث الزلازل غالبا عند خطوط صدع الصفيحة، وهي كسور كبيرة على السطح، بحسب تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني نقلا عن علماء مختصين.
وعندما يتم دفع الألواح ضد وتحت بعضها البعض، يمكن أن "تعلق" لوحتان بسبب الاحتكاك، وعندما "تنفصل" هذه الصفائح في النهاية نتيجة لتراكم الضغط، فإنها تطلق كمية هائلة من الطاقة التي تشعر بها على شكل زلازل أو "تسونامي" عندما تتلاقى الصفائح التكتونية تحت الماء.
تحذيرات سابقة:
- في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي حذر مركز الأبحاث لرصد الهندسة بين الأجرام السماوية ذات الصلة بالنشاط الزلزالي (SSGEOS) من احتمال حدوث نشاط زلزالي قوي في هذه المنطقة.
Weak fluctuation could indicate a potential for stronger seismic activity in or near the purple band 1-6 days. This is an estimate. Other regions are not excluded. pic.twitter.com/P9Ne6jruJ8
— SSGEOS (@ssgeos) January 30, 2023
- تنبأ الخبير والباحث الهولندي في شؤون الزلازل "فرانك هونغربيتس"، وهو يعمل في مركز (SSGEOS)، بوقوع الزلزال بل والدول التي ستتأثر به.
وقال "هونغربيتس"، قبل ثلاثة أيام من الزلزال، إن زلزالا بقوة 7.5 درجة سيقع في جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان.
Sooner or later there will be a ~M 7.5 #earthquake in this region (South-Central Turkey, Jordan, Syria, Lebanon). #deprem pic.twitter.com/6CcSnjJmCV
— Frank Hoogerbeets (@hogrbe) February 3, 2023
وعقب الزلزال، كتب "هونغربيتس": "قلبي مع كل من تضرر من الزلزال الكبير في وسط تركيا، كما ذكرت سابقا، سيحدث هذا عاجلا أم آجلا في هذه المنطقة، على غرار عامي 115 و 526، هذه الزلازل تسبقها دائما هندسة حرجة للكوكب، كما حدث في 4-5 فبراير".
وحذر من الهزات الارتدادية: "راقبوا النشاط الزلزالي القوي الإضافي في وسط تركيا والمناطق المجاورة، عادة ما تستمر الهزات الارتدادية لفترة من الوقت بعد وقوع زلزال كبير".
My heart goes out to everyone affected by the major earthquake in Central Turkey.
— Frank Hoogerbeets (@hogrbe) February 6, 2023
As I stated earlier, sooner or later this would happen in this region, similar to the years 115 and 526. These earthquakes are always preceded by critical planetary geometry, as we had on 4-5 Feb.
زلازل محتملة:
- حذر مركز الأبحاث لرصد الهندسة بين الأجرام السماوية ذات الصلة بالنشاط الزلزالي (SSGEOS) من حدوث زلزال جديد قوي خلال أيام.
وأوضح: "التنبؤ: قد تتسبب الهندسة القمرية في بعض النشاط الزلزالي القوي في الأيام المقبلة، خاصة حوالي 8 فبراير، على الأرجح في نطاق M6 (6 درجات على مقياس ريختر). هناك احتمال ضئيل لحدث زلزالي أكبر".
وتابع أن الهزات الارتدادية في وسط تركيا ستستمر، ويمكن أن تصل إلى شدة من خمسة إلى 6 درجات.
FORECAST: Lunar geometry may cause some strong seismic activity in the coming days, especially around 8 February, most likely in the M6 range. There is a slight possibility of a larger seismic event.
— SSGEOS (@ssgeos) February 7, 2023
Aftershocks will continue in Central Turkey and it could reach higher M 5 to 6.
- حذر البروفيسور التركي المختص في علم الزلازل "ناجي غورور" من زلالزل مستقبلية، داعيا سكان ولايتي أضنة وهاتاي إلى أن يأخذوا حذرهم.
Bu depremden sonra Adana ve Hatay’a dikkat edilmeli. Yerel yöneticiler uyanık olmalı. Geçmiş olsun. Ölen insanlarımıza Allahtan rahmet, yaralılara şifalar dilerim
— Prof. Dr. Naci Görür (@nacigorur) February 6, 2023
- مؤكدا تنبؤ "غورو"، غرد البروفيسور "أوفغون أحمد إرجان" أستاذ الجيوفيزياء التركي بقوله: "تحول تركيز الزلزال القادم إلى الجنوب، ودخلت (مدن) عثمانية وأضنة وهاتاي في مناطق عالية التردد. يمكن توقع الزلازل المعتدلة هنا".
لكنه اعتبر أن "الوقت مبكر جدا لتوقع حدوث زلزال كبير (في هذه المناطق)".
Doğu Anadolu Kırık Kuşağı üzerinde Türkoğlu kolu kırılmıştır. Gelecek deprem odağı güneye kaymış, Osmaniye, Adana, Hatay yüksek çekinceli alan içine girmiştir. Buralarda orta büyüklükte deprem beklenebilir. Büyük deprem için henüz erken.
— Prof. Dr. Övgün Ahmet Ercan (@ovgunaercan) February 6, 2023
دفتر الزلازل:
- 2022
إصابة نحو 50 شخصا بجروح وحدوث أضرار مادية محدودة؛ جراء زلزال بقوة 5.9 درجة ضرب شمال غربي تركيا في نوفمبر/تشرين الأول.
- 2020
على عمق 15.9 كيلومتر وديسمبر/كانون الأول، ضرب زلزال بقوة 5.3 درجة ولاية إيلازي شرقي تركيا، ولم يسفر عن ضحايا.
- 2020
في أكتوبر/ تشرين الأول، ضرب زلزال بقوة 7 درجات مناطق على سواحل بحر إيجه في تركيا، ما أسفر عن مصرع 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين.
- 2020
في يناير/كانون الثاني، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجة منطقة ولاية إلازيغ شرقي تركيا، ما أدى إلى مصرع أكثر من 40 شخصا، وإصابة ما يزيد على ألف آخرين. وشعر سكان في دول مجاورة هي سوريا ولبنان وإيران بهزات قوية.
- 2011
مصرع 600 شخص جراء زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب مدينة فان وبلدة إرجيس شرقي تركيا قرب الحدود مع إيران في أكتوبر/تشرين الأول.
- 1999
مصرع أكثر من 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول وحدها، وتشريد مئات آلاف السكان جراء زلزال بقوة 7.6 درجة ضرب مدينة إزمير غربي البلاد أغسطس/آب. وهذا هو أسوأ زلزال شهدته تركيا خلال عقود وعُرف باسم "كارثة القرن".
- 1976:
زلزال في كالديران مورادي بولاية فان (شرق) أسفر عن مصرع ما يزيد عن 4 آلاف شخص.
1929:
في ديسمبر/ كانون الأول ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة بالقرب من مدينة أرزينجان شرقي تركيا، مما أودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص.