الخوذ الحمراء.. فريق تطوعي جديد يحاول إنقاذ ضحايا الزلزال بالشمال السوري

الخميس 9 فبراير 2023 07:24 م

ضمن فريق جديد أطلقوا عليه اسم "الخوذ الحمراء، تطوع نازحون من ريف معرة النعمان (جنوبيّ محافظة إدلب) في عمليات البحث والإنقاذ، للعمل مع أفراد الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" الذين يعملون تحت ضغط كبير بسبب حجم الكارثة التي خلفها الزلزال الذي ضرب المنطقة الإثنين الماضي، وتفوق قدرة جميع فرق الإنقاذ والإغاثة.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن أحد المتطوعين في الفريق، ويدعى "مازن عدنان العثمان"، قوله إنه "يجد العمل في إنقاذ العالقين من تحت الأنقاض واجباً عليه"، مؤكداً ضرورة المساهمة في عمليات الإنقاذ.

ويضيف: "نحن نازحون من ريف معرة النعمان الشرقي من بلدة الغدفة، نقيم في مخيم الغدفة في الجبل الجنوبي قرب مدينة سرمدا، لبينا نداء الاستغاثة، لكون عمليات الإنقاذ تفوق قدرة الدفاع المدني".

ويتابع: "الأمر أكبر من قدرة الدفاع المدني، ويفوق طاقة دول"، مشيراً إلى أن "الكارثة التي حصلت لا توصف".

ويزيد "العثمان": "حالياً نحن في بلدة عزمارين في شمال إدلب نعمل بشكل عام، نحن 12 شخصاً هنا، أغلبنا عمال بناء، أخذنا سيارة من صاحب محمصة، والمازوت تبرّع به الرجل، وهناك أيضاً رئيس مخيم الغدفة تبرّع بمعدات حفر كهربائية ومعاول وأدوات قصّ حديد كهربائية أيضاً، ووصلات كهرباء".

بينما يقول المتطوع في بلدة عزمارين "عموري عموري": "نحن مدنيون من أهالي حف سرجة، وسمعنا بالذي حدث في عزمارين، أتينا بمعدات وآليات صغيرة، ليس لدينا سوى هذه المعدات البسيطة".

ويتابع: "هذه المعدات نعمل بها منذ ثلاثة أيام لنخرج بها الأهالي من تحت الأنقاض، هذه المعدات تبرع بها الناس، إضافة إلى تبرعهم بأغطية.. أتينا بالخبز والطعام للناس".

ويزيد: "الضرر هنا كبير للغاية، والمنطقة التي نقيم فيها الأضرار فيها خفيفة، لا تقارن بالأضرار هنا".

وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال في الشمال السوري لأكثر من من 1970 وفاة، وأكثر من 2950 مصاب، والعدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العوائل تحت أنقاض الأبنية والمنازل المدمرة، وفق آخر إحصائيات فريق "الدفاع المدني السوري".

فيما بلغ عدد الأبنية المنهارة بشكل كلي نحو 418 بناءً، والمنهارة جزئيا لأكثر من 1300، فضلا عن آلاف المباني المتصدعة.

ورغم أن المنطقة التي أعلنت "منكوبة" ما تزال بحاجة لهذه المساعدات سواء الغذائية والمرتبطة بها، إلا أن دائرتها توسعت، على خلفية الدمار الكبير الذي خلفه الزلزال المدمّر، مسفرا عن آلاف الجرحى والمصابين، الذين باتت المشافي هناك غير قادرة على استيعاب أعدادهم الكبيرة.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الذين تضرروا بالزلزال قد يبلغ 23 مليون شخص، بما في ذلك في سوريا، بينهم نحو 5 ملايين في وضع هش.

وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر "باب الهوى"، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود.

لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثر موقتا على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه، في وقت انتقد مسؤولو إغاثة وعمال إنسانيون التأخير بالاستجابة من قبل الأخيرة لمناطق شمال غرب سوريا.

ويتخوف عمال إغاثة وناشطون من التداعيات التي قد تنتج عن الكارثة المتواصلة على مناطق شمال غربي سوريا، ولاسيما مع عدم وصول أي مساعدات يطالبون بها حتى الآن، وخاصة تلك المتعلقة بمعدات الحفر والآليات الثقيلة لرفع الأنقاض.

وفي حين تعمل فرق البحث والإنقاذ في الوقت الحالي على أولى مراحل مواجهة الكارثة، بإخلاء الجرحى وانتشال الضحايا، إلا أن المراحل الأخرى التي من المفترض أن تليها لا توجد أي مؤشرات على إمكانية المضي فيها، في وقت يحذر مسؤولون في منظمات إنسانية من ما هو متوقع، مع تقادم الوقت.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ضحايا ازلزال الخوذ الحمراء الخوذ البيضاء سوريا شمال سوريا زلزال

معاناة الشمال السوري.. الزلزال وتداعياته يفاقمان أزمة ممتدة منذ سنوات

أزمة المساعدات في الشمال السوري تصل ذروتها.. كيف علقت الأغذية العالمي ومنظمة الصحة

زلزال تركيا وسوريا.. جهود الإغاثة تتواصل وحصيلة الضحايا تتجاوز 41 ألفا